"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو
في حدث علمي بارز، وافقت بريطانيا على أن تصبح أول دولة على مستوى العالم تسمح بتقنية الإخصاب الصناعي الثلاثي العلاجية، وهذه التقنية الحديثة، وبحسب الأطباء من شأن اعتمادها أن يحول دون توارث الأمراض المستعصية، ما يعني القضاء على معاناة الاهل الذين يصاب اولادهم بهذه الأمراض، والتي غالبا ما تكون أمراضا خطيرة تؤدي إلى الوفاة في سن مبكرة.
وتسمى هذه التقنية التبرع بالـ "ميتوكوندريا" Mitochondria أو الإخصاب الصناعي الثلاثي العلاجي، وذلك لأن النسل سيتضمن جينات من الأم والأب فضلاً عن أنثى متبرعة.
يشار إلى أن الـ "ميتوكوندريا" Mitochondria هي أحد مكونات الخلايا وتعمل كبطاريات دقيقة مولدة للطاقة، بحسب ما أشار موقع "سكاي نيوز عربي" يوم أمس (4-2-2015).
حالات مرضية وراثية
وتتضمن هذه التقنية التدخل في عملية الإخصاب لإزالة الـــ "ميتوكوندريا" Mitochondria التالفة من الحمض النووي الريبوزي المعروف بالـــ "دي.إن.إيه" DNA، التي تتسبب في حالات مرضية وراثية، منها مشاكل القلب القاتلة إضافة قصور وظائف الكبد واضطرابات المخ والعمى وضمور العضلات، وجميعها أمراض خطيرة بات في الامكان تداركها من قبل الاطباء في انكلترا، في حال تم التصويت عليها من مجلس اللوردات ايضا لتسلك طريقها القانوني في ما بعد.
وستساعد الأسر التي تنتشر بها أمراض الميتوكوندريا، وهي حالات تستعصي على العلاج تنقلها الأم للأبناء ويصاب بها طفل واحد من بين كل 6500 طفل في العالم، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وبعد جدل صاخب استمر 90 دقيقة، وافق البرلمان البريطاني في الاقتراع بأغلبية 382 صوتا ومعارضة 128 على هذه التقنية.
خيار لا يقدر بثمن
وقال روبرت ميدوكروفت Robert Meadowcroft الرئيس التنفيذي لحملة ضمور الأعصاب عقب الاقتراع: "توصلنا أخيرا إلى معلم بارز على الطريق لمنح المرأة خيارا لا يقدر بثمن، ألا وهو أن تصبح أما دون أن تخشى أن تظل طول العمر خائفة من نقل أمراض الميتوكوندريا لطفلها".
وأطلق ميدوكروفت تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عبر فيها عن سروره بهذه الخطوة.
ديفيد كاميرون
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه صوت بالموافقة، وقال في إشارة إلى إيفان ابن كاميرون الذي كان قد أصيب بحالة حادة من الشلل والصرع وتوفي في عمر الـ 6 سنوات: "كاميرون يتعاطف بصورة خاصة مع هؤلاء الآباء الذين ولد أطفالهم وهم يعانون من أمراض خطيرة وفي معظم الحالات تقريبا تنتهي حياتهم مبكرا".
أما القوانين الجديدة المقترحة التي تتيح اجراء هذه التقنيات العلاجية في المملكة المتحدة فلا يزال يتعين أن يوافق عليها مجلس اللوردات البريطاني فيما يتوقع المعلقون أن يصدق المجلس على تأييد مجلس العموم لها.