*ابراهيم محمود زين الدين
وطن يئن تحت جراحه النازفة من أقصى شماله الى أقصى جنوبه... مشاكل اجتماعية جمة ضربت عصب راحة المواطنين الذين ما عادوا يدركون ماذا يخبئ لهم الغد وأي مستقبل ينتظرهم أو ينتظر أبناءهم.
تجاذبات سياسية، اختلافات عقائدية أرخت بظلالها على كاهل التنمية الاجتماعية حتى باتت في نظر الدولة والمسؤولين حكما مقضيا منسيا لا رجاء من ايلائه أدنى اهتمام.
وفي مكان ليس ببعيد لفظته خارطة الوطن، تقبع احياء وشوارع منطقة الليلكي كأن بينها وبين الحرمان اتفاقية مبرمة... كأن بينها وبين غياب الاهتمام الرسمي عقد موثق.
أكثر من تسعين ألف نسمة يعيشون في ظل غياب لأدنى حقوقهم الاجتماعية. بنى تحتية مر عليها الزمن وترك بصمات الترهل على كل تفاصيلها، من حفر الشوارع الى شبكات الصرف الصحي الى الامدادات الكهربائية. مشاكل حياتية متراكمة اوجدت بيئة خصبة لانتشار آفات اجتماعية خطيرة تهدد شبابنا وليست المخدرات سوى أول الغيض. فالى متى السكوت؟
وثمة تعطيل لعشرات بل مئات المشاريع الانمائية الاجتماعية الخدماتية ورغم المتابعات والمناشدات لم نلمس حتى الان أي رد فعل رسمي يضع حدا لهذا الموضوع. فالى متى السكوت؟
أسئلة نرفعها وبالصوت العالي الى نواب منطقة بعبدا مع كامل احترامنا وتقديرنا... فنحن انتخبناكم لتكونوا درع حماية حقوقنا والوسيط المباشر لرفع الظلم والظلامة عن أهالينا وطريقنا لتحقيق عدالتنا الاجتماعية.
لم يعد مقبولا التعاطي بخفة واستخفاف مع الناخب، فنحن سنعمل على تعميم ثقافة الانتخاب الديموقراطي الذي لا يقوم على تحويل الاصوات الانتخابية الى سلعة وشرائها ببضعة "بونات" بنزين او معونات مادية لا تكون الا لغايات في نفس يعقوب او زيارات تعزية لالقاء كلمات تترك صدى خيبة أشد قسوة من الحزن على من مات.
بضعة أشهر يا سعادة النواب تفصلنا عن الاستحقاق الكبير، بضعة أشهر وسيكون لنا موقف يسجله التاريخ.
آن الأوان... الشعب لن يبقى في سباته... الشعب سيستفيق... سيحاسب ويسائل.
*رئيس الجمعية اللبنانية الانمائية (بشرى)