"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد
إذا أمكن القول أنه يوجد رقم قياسي عالمي لعدم التطور، فيجب أن تحصل عليه كائنات حية كبريتية دقيقة، وجدت في أستراليا، وذلك فقا لبحث نشر في "مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم".
وذكر البحث العلمي في Proceedings of the National Academy of Sciences أن هذه الكائنات لم تتطور بأي شكل من الأشكال، على مدى أكثر من ملياري عام، ونجت من خمس كوارث لحوادث انقراض جماعي لجميع الكائنات على كوكب الأرض.
ووفقا للباحثين، فإن عدم تطور مثل هذه الكائنات لا يتعارض مع نظرية العالم البريطاني في مجال التاريخ الطبيعي "تشارلز داروين" Charles Darwin للتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي.
وفحص الباحثون هذه الكائنات الدقيقة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، في عينات من صخور المياه الساحلية في غرب أستراليا، ثم فحصوا عينات من نفس البكتيريا من نفس المنطقة في صخور يبلغ عمرها 2.3 مليار سنة.
ووجد العلماء أن كلتا المجموعتين من البكتيريا لا يمكن تمييزهما من بكتيريا الكبريت الحديثة التي وجدت قبالة سواحل تشيلي.
النقص في التطور يحتاج إلى تفسير
وقال "وليام شوبف" William Schopf، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا لعلوم الأرض: "يبدو هذا الأمر مذهلا، كيف أن الحياة لم تتطور في هذه الكائنات لأكثر من 2 مليار سنة، نصف عُمر كوكب الأرض، هذا النقص في التطور يحتاج إلى تفسير"، بحسب ما أشار موقع "روسيا اليوم".
وقد يميل نُقاد نظرية التطور (النشوء والارتقاء) لداروين إلى التعلق بهذا الاكتشاف، لإثبات خطأ داروين، إلا أن هذا الاكتشاف لا يتعارض مع أفكار داروين بأي شكل من الأشكال.
فقد تركز عمل داروين على الأنواع التي تغيرت بالفعل، وليس الأنواع التي لم تتغير، ومع ذلك، فلا يوجد شيء في نظرية داروين ينص على أن الأنواع التي وجدت متأقلمة مع نظامها البيئي قد تحتاج إلى أن تتغير.
أي أنه ما لم يكن هناك تغيير في النظام البيئي نفسه أو حدوث تنافس على الموارد، فلن يكون هناك أي سبب للتغيير، وهو ما لا يتعارض مع هذا الاكتشاف الأخير.
أفكار داروين كانت صحيحة
ولذلك يؤكد العالم شوبف Schopf إن هذه النتائج تقدم دليلا آخر على أن أفكار داروين كانت صحيحة.
وقد تم تمويل مجمل هذه البحوث من قبل معهد بيولوجيا الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، على أمل أنه سوف يساعد وكالة الفضاء في العثور على الحياة في كواكب أخرى.