إطلاق استراتيجية السياحة الريفية في السراي الحكومي

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, February 12, 2015

إطلاق استراتيجية السياحة الريفية في السراي الحكومي
سلام: لا سياحة اذا لم يكن هناك حد أدنى من الإستقرار

"غدي نيوز"

شدد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في مؤتمر "إطلاق استراتيجية السياحة الريفية في لبنان" الذي نظمته وزارة السياحة في السراي الحكومي، على "ضرورة ان نستكمل مؤسساتنا الديموقراطية ونعزز نظامنا اللبناني بانتخاب رئيس للجمهورية".
حضر المؤتمر وزراء: السياحة ميشال فرعون، الإعلام رمزي جريج، البيئة محمد المشنوق، الثقافة روني عريجي، الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي. وشخصيات نيابية وديبلوماسية وسياسية وهيئات بلدية ورؤساء عدد من إتحادات البلديات في المناطق اللبنانية.

فرعون

استهل المؤتمر بكلمة وزير السياحة، فقال: "في خضم المخاطر المحدقة بلبنان وشعبه من حدوده الجنوبية الى الشمالية واستهداف الممارسة الدستورية والديموقراطية جراء تعطيل الاستحقاق الرئاسي ونتيجته الشلل الزاحف على المؤسسات، وفي ظل خطر الغيوم القريبة من عنصرية وديكتاتورية وأصولية موحشة وكلها نقيضة صيغة لبنان وحريته ورسالته، لا بد أن نتمسك بمؤسساتنا الدستورية والعسكرية في الدفاع عن سيادتنا وعن قيمنا الحضارية التي من دونها نفقد كل ما يميزنا في هذه المنطقة، أكان على صعيد خياراتنا في العيش الواحد بكرامة أو على صعيد إمكانية نمو طاقاتنا في مختلف المجالات بما فيها إنماء جميع المناطق، بما فيها المناطق الريفية واحترام وحماية ما يميزنا بفضل الارادة الالهية من جمال الانسان وجمال الطبيعة وتحويله الى المزيد من الانفتاح وديناميكية جديدة للسياحة الريفية من سياحة الداخل الى سياحة الخارج وصولا الى سياحة الاغتراب".
اضاف: "عندما تسلمنا وزارة السياحة في الحكومة التي ترأسونها كان علينا أن نعمل، من خلال الاتفاق السياسي على الامن والخطة الامنية التي أمنت استقرارا داخليا مقبولا حتى اليوم، على بث نبض جديد للسياحة التي تأثرت بشكل كبير جراء التدهور السياسي والامني منذ سنة 2012 فكانت حملة Live Love Lebanon "لبنان الحياة" التي واكبت حركة استثنائية للمجتمع المدني وطاقاته الابداعية في المجالات السياحية والفنية، والتراثية، والحضارية ما ساهم رغم بعض الثغرات الامنية في تحسن نسبي لهذا القطاع وصل الى نمو بلغ 25 بالمئة خلال فترات الاعياد، مقارنة بالعام 2013. كما عملنا على خطة إصلاحية في الوزارة، وعلى مواكبة نشاط ومشاكل وحلول وآمال هذا القطاع المهم الذي يشكل أكثر من 10 بالمئة من الدخل القومي".
وتابع: "اليوم، ونحن نقترب من المحطة السنوية الأولى لحكومتنا، كان لا بد أن نعوض عن الشلل الزاحف على المؤسسات بالعمل على التأسيس لمشاريع وخطط جديدة تتابعها لجان فاعلة تشبك الوزارات وأجهزة الدولة والسلطات المحلية، والمنظمات غير الحكومية الناشطة والنقابات والقطاع الخاص، على أمل أن يتسلمها قريبا حكومة جديدة ورئيس جمهورية لتأمين استمراريتها"، مشيرا الى ان "من أهم هذه المشاريع، تنظيم وتطوير السياحة الريفية من خلال الاستراتيجية التي اعتمدتها وزارة السياحة برعايتكم".
وأكد "ان ايجابيات تطوير السياحة الريفية متعددة ولا تحصر، وإمكانية نموها من 5 الى 20 بالمئة من حجم القطاع السياحي خلال بضع سنوات قد تكون للبعض أرقام على ورق، إنما هذا النمو يمس ملفات أساسية تعنيكم وتعنينا من الانماء المتوازن الى الهجرة من الريف الى المدينة، ثم الى الخارج، كما يعني الشباب والاهتمام بالطاقات الطبيعية، والزراعية، والدينية، والثقافية، والتاريخية، والرياضية، والغذائية، والاستكشافية، والحفاظ على البيئة والموارد المحلية للمجتمع في الريف، وصولا الى ما يستحيل أن يقيم بأرقام، أي العناية بجمال المناطق وأهلها ونمو ثرواتها الطبيعية وتنظيمها سياحيا عبر أنظمة جديدة ومن ثم تسويقها نحو الداخل والخارج وبشكل خاص نحو الاغتراب بغية إعادة جذبهم الى جذورهم عبر برامج سياحية جديدة قيد التطوير (Packages) حاليا يشارك فيها الريف والمدينة معا، مما قد يشجعهم ايضا على الاستثمار في بلداتهم في مشاريع محلية".
وقال: "لن أطيل الحديث لأن الكلام حول هذا القطاع الجميل يطول، فالكلام الاساس يبقى لأهل هذا القطاع، أعني أهالي الريف وسلطاته المحلية، القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية التي تقوم بعمل رائع، وهنا أريد أن أشكر: وزارات الثقافة والبيئة والزراعة والداخلية والبلديات على تعاونهم، نشكر مجلس الانماء والاعمار، واتحاد البحر المتوسط ، ونشكر USAID والاتحاد الاوروبي ، ونقابات القطاع السياحي، وUNDP, و ENPI, و Bird Life, و G12, و DROSOS, و AECID, وItaly Cooperazione Italiana،وAFD, وagence Japanese JICA لعملهم الدؤوب في هذا المجال منذ سنوات، كما نشكر DAI على مواكبتهم لتطوير الاستراتيجية".
كما شكر فريق الوزارة والشركاء المعنيين من وكالات وبلديات اضافة الى الجمعيات "الذين واكبوا العمل خلال اشهر".
وأكد "ان الآمال كبيرة والطاقات استثنائية، فهل تكون الدولة على مستوى المسؤولية والادارة الحسنة على سبيل المثال في ايجاد التمويل ثم التأهيل للحفاظ على معالمنا الاثرية والثقافية الفريدة في المناطق الريفية بعد أن ننتهي من جردها من خلال برنامج الاستراتيجية؟ وماذا عن تشجيع نشاط جديد في هذا الاتجاه لاتحادات البلديات والترفع عن بعض المصالح السياسية المعطلة؟ وماذا عن إمكانية تطوير ومراقبة بيوت الضيافة والتنسيق الناجح بين الوزارات والادارات؟.
وقال: "يسعدني هنا التقدم الذي تم على صعيد رعاية ومواكبة الوزارة خلال الاشهر القادمة لتطوير برامج خاصة في خمس مناطق قطعت أشواطا عبر التقدم بالترشيح، ثم بداية العمل على تنظيم معالمها والعمل على تسويقها بمساعدة منظمات غير حكومية، وهي منطقة جزين المتقدمة على هذا الصعيد، ومنطقة الشوف وقضاء زحلة وقضاء راشيا ومنطقة تنورين - إهمج - حدث الجبة وذلك لإتمام الخرائط السياحية وروزنامة نشاطات وبرامج سياحية (Packages) إن شاء الله قبل صيف 2015، على أمل أن يتطور العمل ليشمل مختلف المناطق اللبنانية".
وختم: "يبقى اليوم أن الفرح كبير والتصميم كبير لي ولكل الفريق الذي شارك في الوصول الى هذه الاستراتيجية التي تمتد لخمس سنوات، من خلال عمل دقيق فنرفع معكم التحدي بالنجاح لما فيه خير المناطق الريفية، والاقتصاد المناطقي والوطني والاجيال المقبلة".

المشنوق

ثم تحدث الوزير المشنوق، مشيرا في بادىء الامر عن نهر الامازون في البرازيل الذي يصب في ريو دي لابلاتا حيث تتواجد فيه مياه حلوة، وتوقف احدى السفن فيه ليخلص الى نتيجة "ألقوا دلوهم حيث هم".
وقال المشنوق: "نحن هنا لاطلاق السياحة الريفية مع وزير السياحة ميشال فرعون للتأكيد على العلاقة الوطيدة بين الانسان والارض وللتأكيد مرة أخرى على "القوا دلوهم حيث هم" على اعتبار ان وزارتي السياحة والبيئة توأمان بحيث لا تستقيم السياحة دون البيئة ولا تكون بيئة ما لم تكن السياحة متوفرة فيها بعض المميزات".
وذكر "قصص نجاح صادفها في اليمونة"، وقال: "بعض الخيم يتم تأجيرها للسياح والمصطافين، وهذه هي المرة الاولى التي اتعرف فيها على السياحة الريفية، ومن بيت الدين حيث ان احد رجال الاعمال قام ببناء فندق اصبح اليوم محط اقبال الناس"، مشيرا الى نجاح جمعية درب الجبل في هذا المضمار، مشددا على التعاون بين البلديات والمجتمع المدني".
وأوضح ان "لدينا 5 محميات نأمل ان تتحول الى 30 محمية"، وقال: "انها قصص نجاح من اجل الحفاظ على المستوى البيولوجي والانساني والطبيعي والاقتصادي والاجتماعي ومن اجل تعزيز الحياة في القرى وتأمين التوازن الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز الحفاظ على البيئة من خلال تحميل الناس مسؤولية المصلحة عليها".
اضاف: "هناك ادوار متكاملة في حكومة المصلحة الوطنية، وكل الوزارات معنية بالسياحة البيئية، منطلقا من القول، "القوا دلوكم حيت انتم" من اجل التعلق بهذه الارض وحيث يتواجد هؤلاء الناس عليها، وبالتالي ليس كافيا ان تجذب بيروت كل الناس بل يجب التركيز على السياحة البيئية ومواسم القطاف، والسياحة الدينية وغيرها لابقاء الانسان في ارضه".

جريج

وقال وزير الاعلام: "يوم كنا على مقاعد الدراسة، كان معلمو مادة الانشاء يطلبون منا ان نكتب موضوعا نجري فيه مقارنة بين حياة الريف وحياة المدينة، وكان كثيرون منا يلجأون الى الكتب لاستخراج الافكار التي تساعدهم على تأدية هذا الفرض، فكانوا يسوحون في الريف اللبناني سياحة أدبية يتنقلون بواسطتها بين المفكرة الريفية لأمين نخله، وأقاصيص مارون عبود وتموزيات فؤاد سليمان، وغيرهم من الكتاب، الذين صوروا بأجمل الكلمات والتعابير عادات القرية وتقاليدها وطبيعتها وأساليب العيش فيها.
على أن أفضل العلامات كان ينالها التلامذة الذين تربوا في الريف واستمتعوا بطبيعته وتشبعوا من نقائها".
اضاف: "أما اليوم، فها نحن هنا، بعيدا عن السياحة الأدبية، نطلق استراتيجية سياحة ريفية علمية حقيقية، أعدتها جمعية "بيوند بيروت" ضمن برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان، ثم تبنتها وزارة السياحة كجزء من مسعاها إلى تنمية قطاع السياحة اللبنانية".
وتابع: "إن نظرة أولى الى توجهات هذه الاستراتيجية تكشف مدى شموليتها، إذ يتبين أنها تتناول "عيش تجربة البلد" عبر مجموعة من الأنشطة السياحية ذات التأثير الايجابي على البيئة المحلية والمجتمع الريفي، وأهم هذه النشاطات:
1- تطوير وتحسين التسويق والترويج وابراز وجهات السياحة الريفية.
2- مأسسة السياحة الريفية على مستوى المجتمعات المحلية.
3- حماية الارث البيئي والثقافي للمناطق الريفية.
4- تحسين السياسات العامة لقطاع السياحة الريفية وتشريعاته وانظمته.
5- تطوير ثقافة السياحة الريفية لدى الأجيال الشابة.
6- تحسين روابط العمل بين القطاعين العام والخاص على المستوى المحلي وانشاء علاقات مع المعنيين الدوليين بالسياحة الريفية.
وقال: "لا شك في أن السياحة الريفية تؤدي إلى تعرف السائحين إلى أسلوب الحياة الريفية الحقيقية، وإلى ما تختزن بيئة الريف من مناظر ومن عادات إذ إن الثروة الريفية متنوعة، تضم الجبال والشواطئ والأنهار والقرى والمغاور والأودية، كما تضم المتاحف ومحترفات الأعمال الفنية والمحميات الحرجية ودروب المشي والمواقع التاريخية، وتضم خصوصا أحوال المعيشة عند أهل الريف ومواد عيشهم وتراثهم الروحي والمادي، البسيط والغني في آن معا".
وأشار الى انه "خلال اكثر من عقدين نجحت مشاريع سياحية عديدة في الاستفادة من الثروة الريفية؛ غير أن الاستراتيجية الجديدة التي نحن الآن بصددها تشمل مقترحات علمية تهدف إلى تحسين إشراك المجتمعات المحلية في تنمية السياحة وتطويرها على المستوى المحلي، باعتبار أن المناطق الريفية تشكل مقصدا للسياح المحليين والأجانب يقومون خلالها بنشاطات رياضية وثقافية مختلفة، لأن السياحة لم تعد زيارة فقط، بل أصبحت ذات أبعاد حضارية مختلفة، منها الثقافي والتاريخي والديني فضلا عن الرياضي والغذائي. وهذا يؤدي حتما إلى تمتين علاقة المواطنين الريفيين بأرضهم عبر زيادة مداخيل المجتمعات الريفية من خلال استقبالها المزيد من الزائرين وتقديمها للسائحين المزيد من المنتجات والخدمات السياحية".
وأعلن "ان وزارة الاعلام، عبر مختلف وحداتها من اذاعة ووكالة وطنية للإعلام ومركز الدراسات والنشر وعبر تلفزيون لبنان وبالتعاون مع المؤسسات الاعلامية الخاصة على اتم الاستعداد لوضع امكاناتها من اجل تسويق السياحة الريفية ورفع مستوى الوعي لدى الرأي العام بشأن اهميتها".
وهنأ جريج "الزميل وزير السياحة ميشال فرعون على نشاطه البناء من اجل تفعيل قطاع السياحة في لبنان". وقال: "ليس المشروع الذي نحتفل باطلاقه اليوم الا نموذجا عن المبادرات الكثيرة الذي اتخذها لأجل تشجيع السياحة في لبنان، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجه العمل الحكومي في هذه المرحلة".
وختم: "يبقى ان الأمن والاستقرار هما عاملان اساسيان في نجاح اي استراتيجية من هذا النوع. فنأمل بفضل وعينا ووحدتنا الوطنية ودعمنا للجيش اللبناني وسائر قوى الأمن ان يستتب الأمن والاستقرار في ربوعنا، فتزدهر السياحة عندنا، في المدن والأرياف معا، ويستفيد اللبنانيون من الآثار الايجابية الناتجة عن ذلك".

حناوي

من جهته، قال وزير الشباب والرياضة: "انها لمناسبة معبرة تجمعنا اليوم في السراي الحكومي لاطلاق استراتيجية السياحة الريفية في لبنان، تؤكد ارادة الحياة والنهوض لدى الشعب اللبناني والتوافق على الدوام الى كل جديد يحصن استقراره ويعزز اقتصاده ويبعث حركة الانماء من سباتها".
اضاف: "اني ارى في هذه المناسبة عملا استثنائيا ينبع من توجه يقوم على قهر الظلام بالانفتاح وتشريع كل جهات الوطن لكل ابناء الوطن والاشقاء والاصدقاء ليكتشفوا عظمته ورسوخه في تاريخ هذا الشرق حيث لا تقوقع ولا انعزال انما تلاق دائم يشبه سيرة المنطقة التي نعيش فيها".
وتابع حناوي: "رب سائل عن دور وزارة الشباب والرياضية في استراتيجية السياحة الريفية في لبنان، وأسارع الى القول ان هذه الوزارة هي السباقة على هذا الصعيد في عدة اتجاهات ابرزها اتجاهين اساسيين:
الاول: رعايتها لكل الالعاب والاندية التي تتشكل منها ودعمها في مجالات متعددة ابرزها تشييد الصروح الرياضية في كل المناطق اللبنانية واقامة الالعاب في هذه الصروح بما يؤمن انتقالا دائما من منطقة الى اخرى والتي في جانب اساسي منها سياحة غير مباشرة تساهم في تعريف المواطن على وطنه.
الثاني: دعم وتشجيع الاتحادات الكشفية والجمعيات والاندية الشبابية والتي تحمل رسالة سيامية تؤمن الاختلاط والتفاعل البناء ولا سيما لجهة تشجيع اقامة المخيمات والانشطة الكشفية والشبابية، وهي تهدف في احد استراتيجياتها الى الكشف عن كل المعالم الجميلة والرائعة في هذا الوطن، وهي للامانة البلاء الحسن في هذا المجال".
وأكد "ان الممر الالزامي لنجاح اي استراتيجية هو اعتمادها على روح ونص الدستور نهجا وعملا، الامر الذي يتطلب اولا استكمال تنفيذ كامل البنود المدرجة في وثيقة الوفاق الوطني (الطائف ) ولا سيما لجهة الانماء المتوازن واللامركزية الادارية الموسعة وهذا ما يجمع عليه اللبنانيون بما يسهل اي توجه حكومي في المستقبل لدعم عملية الانماء الشامل، الامر الذي يحتم الاسراع في انجاز الاستحقاقات الاساسية وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية بما يؤمن عودة عجلة الحياة الطبيعية الى كل مؤسسات الدولة".
وقال حناوي: "انني اذ اشد على يد الزميل الوزير ميشال فرعون ، اؤكد الاستعداد الدائم لدى وزارة الشباب والرياضة على الانخراط، ومن منطلق الشراكة، في انجاح هذه الاستراتيجية التي ارى فيها دفعا للمواطن باتجاه العمل على قاعدة وطنية بعيدا من الاصطفاف المذهبي والشعارات الجوفاء".

عريجي

واعتبر وزير الثقافة "انه لقاء تعاوني مشترك بين وزارات معنية عدة، إحياء لثوابت تراثنا وعراقة تاريخنا، إرثا حضاريا، في رحاب أرضنا اللبنانية".
وقال: "ان إطلاق مشروع استراتيجية السياحة الريفية، هو صحوة وطنية رائعة، لإعادةإبراز هويتنا وذاتيتنا وحمايتها وتنميتها، اغتنم هذا اللقاء، للثناء على جهود وزارة السياحة وعلى مبادرة معالي الوزير الأستاذ ميشال فرعون لإطلاق هذا المشروع التنموي الحيوي".
اضاف: "فيما يشهد الجوار العربي وبعض ترابنا اللبناني، اعتداءات همجية تدميرية، للقضاء على مقومات ثوابت حياتنا اللبنانية التي صغناها عبر القرون، نلتقي لندعم بنياننا وعراقة تجذرنا بإرثنا الحضاري".
وقال: "ان مناطق وأرياف لبنان تختزن كما هائلا من معالم التاريخ الأثرية والتراثية، تعود لحضارات عريقة تعاقبت على أرضنا من الفينيقيين والفراعنة إلى الفرس فالرومان والعثمانيين والأوروبيين وسواهم، وتركت أثارا ونقوشا هائلة.الكثير منها معروف ومدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، في صور وجبيل وبعلبك والمواقع الطبيعية كوادي قاديشا وسواها، إلاأن معالم كثيرة قيمة لا تزال مغمورة ومهملة في غير منطقة من لبنان، ولا سيما في الأرياف وهي بحاجة إلى خطة شاملة لتأهيلها وإبرازها".
واضاف: "كما تزخر أريافنا بتراث ثقافي غير مادي غني ومتنوع يندرج تحت تصنيف اتفاقية اليونيسكو للعام 2003 التي انضم اليها لبنان لاحقا، والتي تهدف إلى حماية وحفظ روائع التراث الشفهي عند الشعوب، كالفولكلور عامة والكرنفالات الشعبية والحرف اليدوية والأعياد والتقاليد والرقص الشعبي والموسيقى والغناء".
وأكد عريجي "ان وزارة الثقافة تولي اهتماما خاصا رعاية هذا التراث الثقافي غير المادي، وقد نجحت مؤخرا في إدراج الزجل اللبناني على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو"، مشيرا الى "ان تشجيع واستغلال هذا الثراء الحضاري والطبيعي، يندرج تماما ضمن استراتيجية السياحة الريفية التي نطلقها اليوم".
وقال: "إن هذه الاستراتيجية، تتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة مجتمعة من وزارت وبلديات والتعاون الوثيق مع هيئات المجتمع الأهلي على تنوعها، وصولا إلى تنمية علمية شاملة لبنى السياحة في المناطق والأرياف".
وأعلن "ان فوائد كثيرة نأمل تحقيقها جراء تنفيذ هذه الاستراتيجية"، وقال: "على الصعيد المعنوي من شأن هذه الاستراتيجية أن تسهم في المحافظة على معالمنا التاريخية وعلى هويتنا وحضارتنا، كما تؤدي، إذا أحسنا تطبيقها، إلى اختلاط اللبنانيين وتوثيق اللحمة الوطنية بين مكونات لبنان".
اضاف: "أما على الصعيد المادي، فهي تسهم بتنشيط حركة الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة تساعد على بقاء وتجذر أهل الريف بارضهم وتخفف حدة النزوح الداخلي إلى المدن، والهجرةإلى الخارج. أما بالنسبة للسائح الأجنبي، فإننا نقدم إغراءات سياحية ومعارف تاريخية ومتعا وثقافة اختلاط للشعوب. ولا ننسى أهمية السياحة الدينية. فلبنان المتعدد الأديان والمذاهب، بين المسيحية والإسلام، خلق ثراء فريدا تمثل ماديا، بوفرة أماكن العبادة، جوامع وكنائس وأديارا ومزارات وأضرحة، منتشرة في كل بلدة وضيعة من أرياف لبنان"، معتبرا "ان الكثير من هذه الصروح، نظرا لرمزيتها الروحانية وروعتها الهندسية وغناها التاريخي، تمثل قيمة حضارية متعددة الأهمية، حيث تلتقي في رحابها شرائح اللبنانيين والأجانب على تنوع انتماءاتهم الدينية وأهوائهم الثقافية، ما يشكل تناغما وحوارات إنسانية حضارية".
وختم عريجي بالقول: "إذ نتحفز لإطلاق هذه الاستراتيجية، تعود بنا الذاكرة إلىخطة التنمية الشاملة المخصصة للمناطق، والتي استندت إلى تقرير بعثة ايرفند IRFED مع الآب لوبريه LEBRE في العام 1959 عبر استحداث مصلحة الإنعاش الاجتماعي والمجلس الوطني للمحترف الريفي 1964 والأجهزةالأخرى التي أجرت مسحا شاملا لحاجات الريف اللبناني، ووضعت يومها خطط التنمية الشاملة المناسبة. ومن المفيد استيحاء هذه الخطة ودور تلك المؤسسات وتحديثها خدمة لهذه الاستراتيجية التي نسعى إلى تطبيقها اليوم"، مؤكدا "اننا مدعون لتضافر جهود وزاراتنا مجتمعة لإنجاح هذه الخطة، وإننا لفاعلون".

سلام

وختاما تحدث الرئيس سلام، فقال: "تغمرني سعادة كبيرة لوجودي معكم اليوم في هذه المناسبة الوطنية، مناسبة إطلاق الإستراتيجية للسياحية الريفية، هذه الإستراتيجية التي عمل عليها وحلم بها معالي وزير السياحة وتجسدت وتحققت من خلال خطة نأمل أن يواكبها ما تستأهل من تنفيذ. نحن نتطلع الى الريف، هذا الريف حيث البراءة والبساطة والنقاوة والأخلاق، هذا الريف الذي يمثل التقاليد والأعراف والتاريخ اللبناني الأصيل والذي نستمد نحن منه في المدن الكثير الكثير من العبر، نستمد منه الكثير من الحالات التي تستقر على نقاوة وطنية صحيحة، هذا الريف نتوجه اليه اليوم لنتكامل معه في مهماتنا، ولنتكامل معه في مشاريعنا في تطلعاتنا للنهوض ببلدنا".
أضاف: "ان السياحة كانت وما زالت من أكبر الهموم التي يواجهها الوطن، لأن رب العالمين وهب لبنان هذه الطبيعة الخلاقة والفريدة التي تتمثل في جباله وفي سهوله وفي أنهاره ووديانه، هذه الطبيعة التي لا نعطيها نحن حقها كفاية، واليوم جاء هذا المشروع ليوسع دور السياحة في لبنان والتقدم به الى موقع نحن جميعا بحاجة اليه. فهنيئا لك يا معالي الوزير وهنيئا للبنان وللجميع بهذه الفكرة الرائدة والطيبة".
وتابع: "أقول ذلك ونحن نعلم اننا اليوم وعندما نتكلم عن السياحة في خضم أوضاع أقل ما يقال فيها أنها أوضاع مقلقة وغير مستقرة تحيط بنا وتأتي عندنا الى لبنان في أشكال وأحداث مختلفة، ولكن علينا أن نستمر وأن نعمل وأن لا نتوقف وعملنا والى جانب السياحة والرياضة والشباب والى جانب الإعلام والثقافة عملنا ايضا في مجال حيوي كحكومة وحققنا الكثير في المجال الأمني في داخل البلاد، لأنه لا سياحة بدون أمن واستقرار، لا سياحة بدون هدوء ولا سواح يأتون الى لبنان اذا لم يكن هناك حد أدنى من الإستقرار ومن الأمان، وفي موازاة خطط السياحة عملنا على خطة أمنية منذ عشرة اشهر تحقق منها الكثير، وحققت نجاحات هنا وهناك وما زالت حتى اليوم تنفذ في كافة أنحاء لبنان".
وقال: "أنا مطمئن ومرتاح الى أننا على الأقل داخليا يمكن أن ندعي أن هناك واحة من الأمن والإستقرار في جميع أنحاء الوطن ما يسمح لنا بتحقيق أفكار سياحية وإنمائية وغيرها في البلد، نعم الأمن من حولنا في المنطقة غير مستقر ومقلق ولكننا نحن في لبنان سنستمر في تحقيق ما يجب أن يتحقق، وهنا لا بد من أن أسجل لمؤسساتنا وقوانا المسلحة والأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وكل الأجهزة الامنية، حركة دؤوبة ويقظة دائمة وتنبه واستنفار، والتعاون الوثيق بين جميع هذه الأجهزة الأمنية ما يساعد على وضع حد لمن يريد استهداف لبنان أو أذيته أو الحاق الضرر به. هذا أمر نسهر عليه ليلا نهارا ونعتز ونفتخر به في ظل ما تقدمه هذه الأجهزة وستستمر بتقديمه لتحصين الوطن ولحماية أبنائنا في كل أرجائه".
وتابع: "هنيئا لنا بهذا الوضع ونتطلع ايضا الى مزيد من الإنجازات والمستلزمات في مجالات اخرى تواكب السياحة، ولكن لا بد من القول أننا الى جانب وضعنا الأمني المستتب ما زلنا في تعثر على مستوى وضعنا السياسي، وما زلنا وسط أزمة سياسية ولن يكتمل الوضع في الوطن، ولن يتعافى الوطن كليا الا باستكمال هذا الجسم برأسه، وبالتالي نحن لا نترك مناسبة الا ونغتنمها لنشدد على ضرورة ان نستكمل مؤسساتنا الديموقراطية ونعزز نظامنا اللبناني بانتخاب رئيس للجمهورية. آمالي كبيرة وطموحاتنا في الحكومة كبيرة ونأمل أن تتاح لنا الفرص لتثبيت كل ما يعزز ويقوي ويؤسس لمناعة وطننا وعزة وكرامة لبنان".
وختم بالقول: "أود أن أغتنم هذه المناسبة لإهداء هذا الحدث الى روح رجل المشاريع والإنماء ورجل الأحلام اللبنانية الشهيد الرئيس رفيق الحريري لمناسبة مرور عشر سنوات على اسشهاده".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن