"غدي نيوز"
أوقعت محكمة مدينة مونتاباور في غرب ألمانيا، غرامة مقدارها 2500 يورو على صياد أطلق النار على ذئب في منطقة الغابات الغربية وأرداه قتيلا خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي.
ومشكلة الصياد، الآتي من ضواحي مدينة كولون أنه لم يقتل ذئبا عاديا، بل أول ذئب يعود إلى هذه الغابات منذ 123 سنة.
فالذئاب في هذه الغابات اختفت منذ أكثر من قرن، ربما منذ آخر حكايات الأخوين غريم "ليلى والذئب"، وتعتبر من الحيوانات المهددة بالانقراض في ألمانيا.
وتتهم النيابة العامة الصياد (71 سنة) بخرق قوانين الصيد في ألمانيا، وبخرق قوانين حماية الحيوانات النادرة من الانقراض. ويظهر أن النيابة العامة اقتنعت بأن الرجل قتل الذئب عمدا، لأن مصورا هاويا صور الذئب في شباط (فبراير) الماضي في الغابات الغربية (الـ "فيسترفالد")، ونشر الصور في الصحافة الألمانية. واستقبل الرأي العام، ومنظمات حماية الحيوانات من الانقراض، الخبر بفرح غامر، واعتبروه مؤشرا على عودة فصيلة الذئاب إلى الغابات الألمانية.
هذا، وكان الصياد قد سلم نفسه إلى الشرطة، مطالبا بحمايته، لأنه تلقى تهديدات بالقتل بعد اعترافه بقتل ذئب في غابة قريبة من هارتنفيلز في الغابات الغربية، وقال إنه صار يتلقى التهديدات من مجهولين، على صفحات الإنترنت. وفي حينه ذكر مصدر من جمعية الصيادين الألمان، أن "قاتل الذئاب" الكهل تلقى تهديدات من نوع "حياة ذئب مقابل حياة 100 صياد"... و"تأكد أننا سنصطادك".
وللعلم، طعن الصياد في قرار الغرامة وقرر استئناف القضية أمام محكمة الولاية في مدينة كوبلنز، إلا أن أمله بإقناع المحاكم الألمانية ببراءته ضعيف، والسبب أنه برر فعلته أمام القاضي "بعذر أقبح من ذنب"، حين قال إنه قتل الذئب لأنه خاله كلبا يخيف الغزلان ويبعدها عن مرمى نيرانه، وهو ما أغضب القاضي ودعاة الرفق بالحيوان أيضا.