"غدي نيوز" – إعداد وترجمة سوزان أبو سعيد ضو
هناك العديد من المخلوقات التي يمكنها أن تتكيف مع برودة الشتاء بطرقها الخاصة، ولكن ضفادع الخشب Wood Frog في منطقة ألاسكا التي يصفها العلماء بـ "المذهلة" تتجمد لسبعة أشهر بشكل كامل، ثم تعود إلى الحياة في الربيع، وهذه ظاهرة استوقفت خبراء البيئة والحياة البرية في العالم، فضلا عن علماء في مراكز الابحاث الصحية الذين وجدوا في خاصية هذا النوع من الضفادع إمكانية الافادة منها في علاج بعض الأمراض، من خلال تجميد أعضاء بشرية دون أن يطالها تلف أو أضرار، على ما أشار الموقع العلمي Activité Paranormale.
تعود إلى الحياة بـ "معجزة"
ما يثير الاهتمام بداهةً، أن هذه الحيوانات البرمائية الصغيرة، أي ضفدع الخشب Wood Frog، يمكنها البقاء على قيد الحياة بعد أن تتجمد تماما تقريبا (بنسبة 65 بالمئة) خلال فصل الشتاء، إلا أنها تعود إلى الحياة مرة جديدة بما يشبه الـــ "معجزة" الحياة بمجرد حلول فصل الربيع!
وأثناء حالة التجمد، أو السبات الشتوي، يتوقف الضفدع عن التنفس، ويتوقف قلبه عن النبض، كما تتوقف جميع العمليات الحيوية مثل النشاط الأيضي، وإنتاج الفضلات، ضمن درجات حرارة تصل إلى أقل من 18 درجة تحت الصفر.
لأيام، وحتى لأسابيع في كل مرة خلال فترة السبات (البيات) الشتوي، فإن أكثر من 60 في المئة من جسم الضفدع يتجمد. فهو يتوقف عن التنفس ويتوقف قلبه عن النبض، "فهو بالنسبة للمنطق والحقيقة يعتبر ميتا" يقول دون لارسون Don Larson، وهو طالب في برنامج الدكتوراه في مدينة فيربانكس Fairbanks في ألاسكا.
فوفقا لابحاثه، يمكن لضفادع الخشب البقاء على قيد الحياة في فترة الشتاء الطويلة حيث تتراوح درجات الحرارة بين 9 و 18 درجة تحت الصفر.
مواد حافظة من التجمد في أنسجة ضفدع الخشب
وقد اكتشف الباحثون أن السبب في ذلك ظاهرة خارقة تتمثل في تركيز عال من الـ cryoprotectants وهي مواد حافظة من التجمد في أنسجة ضفدع الخشب. وهذه المواد المذابة - بما في ذلك الغلوكوز واليوريا - تخفض درجة حرارة التجمد في خلايا الضفدعة، وتساعدها على البقاء على قيد الحياة. ففي معظم الحيوانات، فإن التعرض لدرجات حرارة تحت الصفر لفترة طويلة يمكن يسبب انكماش المادة الخلوية. وخلال هذه العملية، يتم سحب المياه من خلايا الجسم لتشكيل الجليد، وفي نهاية المطاف امتصاص المادة الجافة وقتل الخلية. ولكن مع ضفادع الخشب، فهذه المواد الحافظة cryoprotectants تساعد الخلايا على مقاومة الانكماش.
ظاهرة "خارقة"
وقد اكتشف الباحثون أن السبب وراء تلك الظاهرة "الخارقة" هو وجود تركيز عال من مادة كيميائية تعرف بـ"كرايوبروتكتانتس" cryoprotectants، كما أسلفنا تعمل على خفض درجة تجمد خلايا الضفدع، وتبقيه على قيد الحياة.
وقال جون كوستانزو Jon Costanzo من قسم علم الحيوان في جامعة ميامي Miami University، في ولاية أوهايو والذي أمضى 25 سنة في دراسة ضفادع الخشب، إن هذا النوع من الضفادع فتح آفاقا جديدة في مجالات مثل زرع الأعضاء البشرية، مشيرا إلى أنه "إذا تمكنا من تجميد الأعضاء البشرية، ولو لفترة قصيرة من الزمن، فإن ذلك سيعد إنجازا تاريخيا".