"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو
مع بدء وصول العاصفة ويندي الى لبنان ظهرت اولى نتائجها السلبية عند شاطئ مدينة صور.
اذ عُثر على سلحفاة بحرية معمرة نافقة يُعتَقَد أن عمرها يتجاوز الخمسين عاما، قذفتها الامواج باتجاه الشاطئ الجنوبي للمدينة، مقابل فندق كوين اليسا، ولم يتم التأكد من أسباب نفوقها بسبب الأحوال الجوية. انما من المرجح انها نفقت نتيجة ابتلاعها لأكياس نايلون سحبها البحر من مكبات النفايات المنتشرة جنوب صور، لا سيما مكب نفايات رأس العين.
وقد تفقد رئيس بلدية صور رئيس لجنة محمية صور الطبيعية المهندس حسن دبوق، مكان العثور على السلحفاة، وأبدى أسفه لأن نفوق السلاحف يتكرر يوما بعد يوم "بسبب ثقافة بعض المواطنين ورواد البحر السلبية بعدم الحفاظ على البيئة وشواطئنا"، محذرا من رمي الاوساخ واكياس النايلون والنفايات في البحر وعلى الشاطئ، الأمر الذي "يؤدي الى نفوق اعداد اخرى من السلاحف البحرية التي تأتي في هذا الشهر للتكاثر على شاطئ محمية صور".
ودعا رواد البحر والمواطنين الى "التقيد بارشادات البلدية ومحمية صور للحفاظ على هذه السلاحف التي تعتبر من الحيوانات البحرية الصديقة والمفيدة، ويطلق عليها اسم (بلدية البحر)كونها تقوم بتنظيف البحر من قناديل الرواسب والطحالب التي تؤذي الانسان والثروة الحيوناية والسمكية والنباتية".
وقال دبوق ان السلحفاة " قد تكون قد قضت بسبب ابتلاعها لاكياس من النايلون، ظنا منها بانها وجبتها المفضلة، قناديل البحر الشفافة".
وأضاف "اننا في شهر تكاثر هذا النوع من الحيوانات البحرية عند شواطئ صور ورأس العين وسواحل القليلة والناقورة، وقد وجد في محمية شاطئ صور العديد منها في الآونة الأخيرة".
وتحدث عن "التعاون اللبناني الايطالي، لأول مرة، لتتبع السلحفاة على شاطئ صور الجنوبي، وبمشاركة محمية صور الطبيعية، فقد انزلت سلحفاتان مزودتان بمعدات علمية وضعت على ظهريهما، لدراسة البيئة البحرية في لبنان والمتوسط، وستبقى لمدة سنتين في البحر وستتم متابعتهما عبر الاقمار الاصطناعية".
في السياق ذاته أشار صيادو الأسماك إلى أن عدداً من السلاحف المتنوعة تتخذ من الشاطئ الجنوبي شبه مقر دائم لها.
وأشار الناشط البيئي ونقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي " أنها ليست المرة الأولى التي السلاحف البحرية النافقة التي تصل إلى الشاطئ في المنطقة التي تقع بالقرب من محمية السلاحف في محمية المنصوري، جنوب مدينة صور".
وأضاف " من المعروف أن السلاحف البحرية تتغذى على قناديل البحر وأنها في وقت ما ابتلعت الأكياس البلاستيكية التي تعتقد انها قنديل بحر، مما أدى الى اختناقها وفي نهاية المطاف إلى موتها".
ولا يمكننا من موقع "غدي نيوز" إلا أن نوجه رسالة مفتوحة الى المسؤولين لحل مشكلة النفايات التي تلوث شواطئنا وقرانا وبلداتنا، ومجاري الأنهار والسيول والبحر، للحد من المآسي البيئية وما ينتج عنها من أمراض للبشر وموت للكائنات الحية.
المصادر الديلي ستار، جنوب لبنان، ووكالات