"غدي نيوز"
بدأ الحديث عن الأغذية العالية القيمة غذائيا (superfood) في تسعينيات القرن الماضي، ونمت لتشمل مجموعة مذهلة من الأطعمة، بداية من حبوب الكينوا في بيرو وحتى اللفت الأوروبي القديم، ولكن لا يتفق الجميع على أننا بحاجة إلى تلك الأطعمة.
ويرى مزارعو برقوق "عقيق الملكة" (نوع من أنواع الخوخ) في أستراليا - وهي فاكهة تحتوي على مستويات عالية للغاية من الأنثوسيانين - أن هذه الفاكهة تساعد على النحافة وأن هذه حقيقة لا يرقى إليها الشك.
والأنثوسيانين هي المادة الصباغية التي تعطي الخوخ والفراولة (الفريز) والعنب البري لونها الأحمر.
وهي أيضا فئة من مضادات الأكسدة، وهو مركب يقلل الإجهاد التأكسدي في الخلايا الحية، والتي يعمل الباحثون على دراسة دورها في الوقاية من الأمراض أو المساعدة في علاجها.
وزاد الحديث عن "برقوق عقيق الملكة" Queen Garnet plum في شباط (فبراير) عندما أذيعت أغنية عن فوائد تلك الفاكهة في برنامج "لاندلاين" الشهير على تليفزيون "إيه بي سي".
وتحدث البرامج بالتفصيل عن بحث جديد أجرته جامعة جنوب كوينزلاند، التي أثبتت أن هذه الفاكهة تساعد في فقدان الوزن.
وأعقب ذلك موجة من التقارير الصحفية الإيجابية، مما أدى إلى زيادة طلب المستهلكين على برقوق "عقيق الملكة".
خوخ أغلى من قيمته
ويمكن قياس أهمية الأغذية العالية القيمة الغذائية من خلال أسعارها بالدولار، ويكفي أن نعرف أن الطلب الاستهلاكي الغربي على الكينوا، على سبيل المثال، أدى إلى ارتفاع أسعار التصدير بشكل حاد في بيرو.
ويحذر الخبراء من أنه لا توجد مادة غذائية واحدة تعمل كدواء شاف لجميع الأمراض، مشيرين إلى أن هناك سلسلة طويلة من الأغذية التي كان يعتقد أنها عالية القيمة الغذائية لكن ثبت أن ذلك لم يكن صحيحا.
وخير مثال على ذلك توت "ماكوي" الشيلي، وتوت القوجي الصيني، إذ كان المنتجون يربطون بين تلك الأطعمة القديمة وفوائد صحية لا تعد ولا تحصى، وأحيانا مشكوك فيها.
لكن قصة برقوق "عقيق الملكة" تختلف بعض الشيء، إذ اكتشفت فوائده بالصدفة عن طريق المزارعين في محاولة لإيجاد نسخة مقاومة للأمراض من البرقوق الياباني الشهير تباع لحكومة كوينزلاند قبل عقد من الزمن.
وبعد ذلك عمل الباحثون في جامعة جنوب كوينزلاند على دراسة الخصائص الإيجابية للبرقوق، وأعطوا الفئران أغذية تحتوي على كميات عالية من الدهون والكربوهيدرات حتى أصبحت تعاني من السمنة المفرطة.
ثم أضافوا بضع قطرات من عصير برقوق "عقيق الملكة" على المياه التي يشربها الفئران. وفي غضون ثمانية أسابيع، فقدت الفئران معظم الزيادة في وزنها.
ولكن ما مدى الاعتماد على نتائج البحث العلمي الذي أجرى على الفئران؟ تقول ليندساي براون، أستاذة العلوم الطبية الحيوية بجامعة جنوب كوينزلاند، التي قادت فريق البحث، إن النتائج تعد سندا قويا للمزاعم حول الفوائد الصحية لبرقوق "عقيق الملكة"، ولمزيد من التمويل لإجراء تجارب على الإنسان.
وأضافت لـــ "بي بي سي": "جميع التغييرات التي حدثت للفئران التي كانت تعاني من السمنة - مثل مستويات الغلوكوز ووظائف القلب والأوعية الدموية والالتهاب - تحدث بنفس الطريقة مع البشر".
ومع ذلك، كان البعض أكثر حذرا، إذ يقول ماني نواكس، مدير أبحاث التغذية والصحة في وكالة العلوم الأسترالية، إن نتائج البحث ليست قاطعة.
وأضاف: "إنه بحث جيد للغاية ومثير جدا للاهتمام، لكن هناك اختلافا كبيرا بين البشر والقوارض. يمكنك اتباع نظام غذائي كامل مع الفئران لاختبار فرضية معينة، ولكن هذا لا يعني أنك سوف تحصل على نفس النتائج على البشر".
وأردف: "من الصعب القول بأن طعاما واحدا قادر على أن يحدث فرقا في وزن الأشخاص. ولسوء الحظ، هذا شيء يحدث كثيرا عندما يتعلق الأمر بتعزيز الفوائد الصحية للغذاء. وثمة مزاعم مماثلة لأحد الأبحاث التي أجريت على الحيوانات عن طريق تناول بذور العنب بشكل يومي".
بتصرف عن الـ "بي بي سي"