"غدي نيوز"
كيف ترى هذا الفستان؟ أبيض أو ذهبي؟ أم أسود وأزرق؟ هكذا انقسم آلاف المدونين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول اللونين الحقيقيين لهذا الفستان. فبينما يبدو الفستان أسودا وأزرقا للبعض، قال فريق آخر إنه يظهر لهم باللونين الأبيض والذهبي. الفريق الأخير على خطأ، فقد ثبت أن اللونين الحقيقيين لهذا الفستان هما الأزرق والأسود.
لماذا تختلف نظرتنا للأشياء، وخاصة عندما يبدو كل منا متأكدا من أنه يرى الأشياء على حقيقتها؟ ولماذا اختلف المغردون والمشاهير على لون هذا الفستان؟
قالت كيم كارديشيان، من مشاهير التليفزيون الواقعي، على موقعها على تويتر: "ما هو لون هذا الفستان؟ أنا أراه أبيضا وذهبيا، وكاين تراه أسودا وأزرقا. من يعاني هنا من عمى الألوان؟".
وشاركتها في الرأي جوليان موور، التي حصلت مؤخرا على جائزة الأوسكار، قائلة إنها ترى الفستان باللونين الأبيض والذهبي. وفي المقابل، يرى المغنيان تايلور سويفت وجاستن بيبير الفستان باللونين الأزرق والأسود.
حكم ذوي الخبرة: الفستان أزرق
قالت إيما لينش، محررة الصور بالـــــ "بي بي سي"، إنها استطاعت تحليل ألوان الفستان باستخدام برنامج لتحرير وتعديل الصور، فظهرت طبقات الألوان بدرجات الأزرق والأسود ولم يكن للون الأبيض أي مجال. استخدمت إيما أداة الـ eyedropper بالبرنامج واستطاعت التدقيق في أجزاء مختلفة من نسيج الفستان والاطلاع على درجات الألوان المسجلة بالكمبيوتر ومقارنتها بتلك الموجودة بالفستان. وأضافت إيما أنها زادت التركيز على خاصية صفاء الألوان بالصورة، فاتضح لها اللون الأزرق بكل وضوح.
أم العروس ترتدي الفستان
انتشرت صورة الفستان على "فيسبوك" بعد أن نشرتها كاتلين ماكنيل، وهي عضوة في فريق غنائي كان قد عزف في حفل زفاف ظهرت فيه أم العروس مرتدية هذا الفستان. وقالت كاتلين لموقع BuzzFeed News إن نقاشات كثيرة كانت قد دارت بين الحضور بعد انتهاء العرس حول لون الفستان، بل أن العريس والعروس اختلفا أيضا، فقررا أن ينشرا صورته على فيسبوك لقراءة تعليقات وآراء المدونين على اللونين.
ومن الجدير بالذكر، أن الفستان من تصميم شركة رومان أوريجينالز . وبالرغم من توفر ألوان أخرى منه، إلا أن اللونين الأبيض والذهبي ليسا من ضمن الألوان الأخرى المتاحة لهذا التصميم.
العقل يربط ألوان الأشياء بضوء النهار
وعن تحليل اختلاف رؤية العين البشرية للألوان، أشار تقرير تكنولوجي بموقع Wired.com إن لغز الألوان يكمن في الطريقة التي اعتاد عليها عقل وأعين البشر في رؤية الألوان في ضوء الشمس.
إن العقل البشري مبرمج تلقائيا على أن يرى الأشياء بضوء النهار، فيحاول دائما تغيير اللون الحقيقي للأشياء لما هو أقرب للضوء. فعلى سبيل المثال، قد تبدو لنا بعض الأشياء باللون الأحمر الفاتح في فجر النهار وقد تتحول في أعيننا إلى اللون الأزرق الممزوج بالأبيض في وسط النهار ثم تتحول مرة أخرى إلى اللون الأحمر القاتم عند الغروب.
يعمل العقل البشري على تقليل تأثير ضوء الشمس (أو أي ضوء آخر) على الأشياء ليتوصل إلى لونها الحقيقي. فعندما يرى بعض الأشخاص هذا الفستان، بلونه الأزرق الحقيقي، تحاول عقولهم التقليل من حدة اللون لربطه بضوء النهار وليس بالفستان نفسه فيبدو لهم باللونين الأبيض والذهبي. وفي المقابل، تفهم عقول أشخاص آخرين أن اللون الأزرق عائد على الفستان نفسه وليس على ضوء الشمس، فيرونه بلونه الحقيقي: الأزرق.