"غدي نيوز"

يشكل مكب رأس العين القريب من البرك التي تغذي في صور أكثر من 65 قرية بمياه الشرب، اضافة الى ري السهول الزراعية على الساحل الجنوبي، مأساة يومية يدفع ثمنها المواطنون جراء ما يصفه الأهالي بـ "مكب الموت"، بفعل إصابة العديد من ابناء المنطقة بحالات الربو والسرطان وضيق التفس.

قنبلة موقوتة

يعتبر المكب الذي يقع على بعد 5 كيلومترات جنوب مدينة صور، قنبلة موت موقوتة لسكان قرى قضاء صور، ولا سيما القريبة منه، كما أنه هاجس للموت كما يصفه الاهالي، جراء اندلاع الدخان والروائح الكريهة على اهالي المنطقة الممتدة ما بين صور شمالا والناقورة جنوبا، مخلفة أضرارا على صحة السكان القريبة منه. وقد أدخل عدد من المواطنين الى المستشفيات، ومعظمهم من الاطفال وكبار السن، بسبب تنشقهم الدخان والروائح الكريهة المنبعثة من المكب، اضافة الى تلوث مياه برك رأس العين الجوفية التي تغذي اكثر 65 قرية بمياه الشفة، وتضرر المزروعات، ولا سيما الموز والحمضيات والخضر بسبب الدخان الاسود.
ويستغرب السكان كيف أن المكب لم يقفل بعد، بل انه لا يزال مفتوحا أمام سيارات النفايات، ليس فقط من منطقة صور وقراها بل من منطقة صيدا أيضا، في مقابل تسعيرة تدفع للمستفيدين.
ويقول الدكتور ناصر ابو خليل "إن هذا المكب قنبلة موقوتة تشكل خطرا على حياة الاهالي، ولا سيما الاطفال وكبار السن، إذ يتضرر منه يوميا العشرات بسبب تنشقهم السم المنبعث منه، كالدخان والروائح الكريهة على مدار 24 ساعة، وما من مجيب لإبطال مفعول هذه القنبلة السامة التي تهدد حياة البشر في هذه المنطقة. ويشكل هذا المكب ضررا صحيا وبيئيا، حتى انه يهدد الثروة المائية الجوفية لكونه يتربع عند برك رأس العين التي تغذي معظم بلدات الجنوب، أي نحو 57 قرية وبلدة، إضافة الى ري مساحات كبيرة من الارضي الزراعية والحمضيات".

كارثة بيئية

ويضيف: "ان المكب لم يقفل رغم ما تم ترويجه في بعض وسائل الاعلام، ولا يزال الدخان منبعثا منه، وهناك اصابات عدة بالسرطان والربو وغيرها تظهر يوميا لدى المواطنين من اطفال وكبار السن ونساء حوامل".
ويؤكد أنه "يشكل خطرا ايضا على مياه برك رأس العين التي تغذي عشرات القرى في قضاء صور، اضافة الى المدينة، لأنه قريب منها، ويتسبب بتلويث المزروعات والحمضيات"، ويدعو وزارة البيئة الى "إقفاله نهائيا لانه اصبح قنبلة موقوتة تفتك بالجميع".
ويشير الى انه "مؤخرا انجز مكب لتدوير النفايات في منطقة عين بعال، لكنه لا يعمل، ويلزمه مختصون من اجل استيعاب هذه الكميات الكبيرة من النفايات".
المكب الذي يعتبره السكان قنبلة موقوتة، كثيرا ما رفعوا الصوت لإزالته، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، بعدما اصطدمت بآذان صماء.
وتحدث عدد من الاهالي القاطنين بالقرب من المكب، فقالوا انه خلف الأمراض السرطانية والربو عند الاطفال وكبار السن، وضيقا في التنفس بسبب انتشار الروائح الكريهة المنبعثة منه، مما استدعى نقلهم الى المستشفيات. واضافوا: "ان ما تشاهدونه عن بعد ليس بقصف اسرائيلي او بركان ثائر، انما كارثة بيئية تهدد حياتنا، واننا نموت ببطء، ولا مجيب لصراخنا وندائنا".
ويشير المزارعون الى أن المكب يشكل خطرا على زراعتهم ومنتجاتهم نتيجة استمرار اندلاع الدخان منه، كما انه قريب من برك رأس العين التي تغذي المنطقة بمياه الشرب، اضافة الى مرور المشروع الاخضر في محاذاته.

بتصرف عن "الوكالة الوطنية للاعلام"