"غدي نيوز"
بعد دراسات عدة، كشف علماء الفيزياء مؤخرا عن سر جلد حيوان الوزغ المعروف في العديد من دول العالم، وهو نوع من السحالي ينتمي إلى فصيلة "السلمندر" Salamanders المنظف نفسه ذاتيا، الأمر الذي يمكن أن يساعد المهندسين المتخصصين في تصنيع أجهزة الكترونية محمية من الرطوبة.
أما مصممو الأزياء فيمكن أن يخيّطوا ملابس لا تحتاج إلى غسيل، من خلال مقاربة علمية لسر جلد الوزغ، ومحاكاته في المستقبل القريب بما يساعد على تصنيع أقمشة تتمتع بخاصية جلد الوزغ.
وتجدر الاشارة في هذا المجال إلى أن جلد الوزغ يبقى نظيفا خلال فترة طويلة، ويعزو العلماء السبب – وفق دراستهم الأخيرة – إلى تركيبة خاصة لحراشف هذا الحيوان الزاحف التي تمنع الماء من تشكيل طبقة رقيقة من الرطوبة على سطحه تلتصق بها جسيمات من الغبار والتراب.
لغز نظافة الوزغ
وأوضح الباحث في "جامعة جيمس كوك" James Cook University الأسترالية لين شوارتسكوبف أن زملاءه "رفعوا الستار عن لغز نظافة الوزغ"، بحسب ما أشارت وكالة "نوفوستي" الروسية.
وأضاف أن "تلك السحالي كانت تهم العلماء سابقا بلزوجة أرجلها القادرة على إبقاء السحلية على سطح الزجاج". وقال "لم يركز الباحثون آنذاك أبدا على صفات بقية أعضاء جسمها.
ولفت لين شوارتسكوبف انتباه زملائه إلى جلد ظهر السحلية، حيث يوجد العديد من البروزات الرقيقة التي لا يزيد طول الواحد منها عن ميكرومتر واحد، ورغم ذلك بوسعها دفع قطرات الماء.
ودرس العلماء التعامل بين قطرات الماء والبخار من جهة، وبين حراشف جلد الوزغ من جهة أخرى، بواسطة مجهر الكتروني حديث. وقد دلت الإختبارات على أن جلد الوزغ بوسعه ليس دفع الماء فحسب، بل والحيلولة دون تشكل طبقة رفيعة من الماء أثناء التبريد المفاجئ للبخار.
ملابس لا تبلل ولا تتسخ
ويعتقد العلماء أن تلك الصفات الفريدة لجلد الوزغ تمكنه من البقاء نظيفا خلال فترة طويلة حتى في ظروف الليل وتساقط الندى.
ويرى شوارتسكوبف أن تلك الصفات يمكن استنساخها لدى تصنيع مواد تمتلك تركيبة مماثلة لتركيبة جلد حراشف الوزغ، وخاصة في مجال إنتاج الاجهزة الالكترونية الحساسة المحمية من الرطوبة، والملابس التي لا تبلل ولا تتسخ.