مياه قاع القطب الجنوبي تتناقص

Ghadi news

Thursday, August 23, 2012

 "غدي نيوز"

كشفت دراسة أجراها عالمان أميركيان، أحدهما من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والآخر من جامعة واشنطن، عن حدوث انخفاض كبير في كمية أكثر مياه المحيطات العميقة برودة، التي تعرف بمياه قاع القطب الجنوبي، والمنتشرة في أنحاء المحيط الجنوبي، وذلك باستخدام بيانات تم جمعها في الفترة ما بين عامي 1980 و2011. ويرجح لهذه الدراسة، التي نشرت نتائجها على شبكة الإنترنت، أن تحفز أبحاثا جديدة حول أسباب هذا التغيير.
وقالت مجلة "ساينس ديلي" الأميركية، في تقرير نشرته أخيراً، إن العالمين وجدا أن العقود القليلة الماضية شهدت اختفاء مياه قاع القطب الجنوبي بمعدل يقرب من ثمانية ملايين طن متري في الثانية الواحدة، أي ما يقرب من 50 ضعف متوسط تدفق نهر المسيسيبي أو ربع تدفق تيار الخليج في مضيق فلوريدا.
وقالت سارة بيركي، وهي طالبة دراسات عليا في كلية علوم المحيطات بجامعة واشنطن، والواضعة الرئيسية للدراسة: "نظراً لكثافتها العالية، فإن مياه قاع القطب الجنوبي تملأ معظم أحواض المحيطات العميقة في جميع أنحاء العالم، إلا أننا وجدنا أن كمية هذه المياه راحت تتناقص بمعدل سريع على نحو مفاجئ خلال العقود القليلة الماضية. وفي كل دراسة أوقيانوغرافية أجريت على المحيط الجنوبي منذ ثمانينيات القرن الماضي تقريباً، كانت مياه قاع القطب الجنوبي تتقلص بمعدل مماثل، مما يؤكد لنا قوة هذا الانكماش الكبير على نحو مذهل."
وتتكون مياه قاع القطب الجنوبي في مواقع قليلة حول القارة القطبية الجنوبية، حيث يعمل الهواء على تبريد مياه البحر وجعلها أكثر ملوحة من خلال تشكل الجليد. ثم تغوص المياه الكثيفة إلى قاع البحر وتنتشر باتجاه الشمال، لتملأ معظم المحيطات العميقة في العالم، فيما تمتزج ببطء بالمياه الدافئة التي تعلوها.
وقال المؤلف المشارك غريغوري جيم جونسون، وهو عالم محيطات في مختبر البيئة البحرية الباسيفيكي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "لسنا متأكدين مما إذا كان معدل انخفاض مياه القاع الذي توصنا إليه يشكل جزءاً من اتجاه طويل الأجل أو دورة واحدة".
وأضاف: "إننا بحاجة الى مواصلة قياس العمق الكلي للمحيطات من أجل تقييم دور وأهمية هذه التغييرات وغيرها من التغييرات المماثلة فيما يتعلق بمناخ الأرض."
وأشارت المجلة الأميركية، في تقريرها، إلى أن التغيرات في درجة الحرارة والملوحة والكمية المذابة من غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في هذه الكتلة المائية الهائلة لها انعكاسات هامة على مناخ الأرض، بما في ذلك المساهمة في ارتفاع مستوى سطح البحر والتأثير على معدل امتصاص الأرض للحرارة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن