"غدي نيوز"
أشار خبراء وطيارون يوم الأربعاء (25-3-2015) الى أن هناك تصرفا غير مفهوم لطاقم طائرة الـ "آرباص اي 320" التابعة الى شركة "جيرمان وينغز" الألمانية، نظراً لسقوطها بسرعة معتدلة واتباعها خط سير افقي، قادها مباشرة نحو جبال الألب حيث تحطمت الثلاثاء في جنوب شرقي فرنسا، في ما لم يستبعد بعضهم فرضية انتحار الطيار أو إجباره على فعل ذلك.
- ما هي المعلومات المتوفرة عن مسار الطائرة؟
اوضح طيارون سابقون ومحققون سابقون في مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي أن الطائرة هبطت بسرعة معتدلة، وهو ما ينفي حصول عملية انفصال عن جهاز التحكم او سقوط طارئ، وظلت مسيرة بقوة الرفع التي تتيح لها البقاء محلقة.
ووفق نظام تتبع الطائرات "فلايت رادار 24" فان الطائرة ظلت على مسارها الأفقي، وواصلت خط سيرها ما عدا انها فقدت الارتفاع. كان توجه الطائرة مباشرة نحو الجبال أمر غير مفهوم، ويقول أحد الطيارين في شركة أوروبية كبيرة: "يبدو لي هذا الفعل عادياً قام به إما طيارون محترفون مسيطرون تماماً على أدواتهم، أو أنه حدث في حال انعدمت فيها ردة الفعل من قبل الطيارين".
- كيف يمكن شرح هذا التصرف غير الاعتيادي أو عدم وجود رد فعل من قبل الطيارين؟
يقول أحد الخبراء إنه "إذا كان الطياران لم يتدخلا لمنع تحطم الطائرة على الجبل، فتفسير هذا أنهما إما كانا غائبين عن الوعي، أو متوفين، أو قررا الموت، أو أُرغما على الموت".
وكان من الفروض المطروحة حصول انخفاض بطيء للضغط أو أن قناع الأوكسجين لم يعمل. ويقول طيارون ومحققون سابقون انه في مثل هذه الحالة "لا بد أن الطيارين أصيبا بسرعة بنقص في الأوكسجين".
ويتم هنا استذكار حادث تحطم "البوينغ 737" التابعة إلى شركة "ايليوس" القبرصية في 14 آب (اغسطس) العام 2005 والذي أودى بحياة 121 شخصاً. في يوم الحادث، قام مهندسو الصيانة باختبار انخفاض الضغط ونسوا إعادة النظام إلى وضعية التشغيل الآلي، وخلال ارتفاعها، لم يكن الضغط كافياً في الطائرة وحصل نقص في الأوكسجين ففقد الطياران الوعي. تحطمت الطائرة التي كان يسيرها الطيار الآلي بعد نفاد الوقود. وواكبتها طائرات مقاتلة شهدت تحطمها من دون ان تتمكن من التدخل.
ولم يتم استبعاد فرض انتحار أحد الطيارين وقيامه بشل قدرة زميله أو تدخل شخص ثالث في قمرة القيادة، ولذلك من المهم فك رموز الصندوق الأسود الذي عثر عليه أمس الاول.
- الصندوق الاسود الذي يتضمن تسجيلات قمرة القيادة متضرر، هل هذا ممكن؟
يقول المدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي غان بول ترودك إن تضرر الصندوق لا يعني أنه لا يمكن استخلاص المعلومات التي يحتويها، مشيراً إلى أن "بطاقة الذاكرة الشبيهة بتلك الموجودة في اجهزة الحاسوب (الكمبيوتر) محمية بشكل جيد، وهي الجزء المفيد في الصندوق"، ويؤكد: "يمكن أن يكون الصندوق متضرراً في الظاهر ولكن البطاقة سليمة، فهو مصنوع لتحمل الصدمات شديدة العنف".
- ما هي العناصر الملموسة التي ستوفرها قراءة الصندوق الاسود؟
قال ترودك إنها "ستتيح معرفة من كان يتولى قيادة الطائرة، وإن كان الطيار بمفرده أم لا وإن كان هناك أشخاص آخرون يعطون الأوامر لقائد الطائرة ومساعده. وفي حال تبين ذلك، فمن المحتمل أن تكون المحادثات بينهم مسجلة"، موضحاً أنه "سيمكن سماع أصوات فتح الباب وإغلاقه وأي ضجة أخرى. حتى أصوات تحريك الأزرار الصغيرة يمكن أن تعطي معلومات قيمة لفهم الحادث، كما يمكن سماع أصوات الإنذار بحصول حريق أو انخفاض في الضغط".
- هل حصل انفجار قبل ارتطام الطائرة؟
شاهد اشخاص الطائرة وهي تسقط وكانت كاملة. كما أن منطقة الارتطام كانت محدودة ويعتقد الخبراء أن الطائرة كانت كاملة.
وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب)