"غدي نيوز"
نجح ريَال مدريد في اقتناص أول ألقابه للموسم الجديد 2012/2013 عندما خطف كأس السوبر الإسباني من غريمه التقليدي برشلونة على أرضية معقله في السانتياغو بيرنابيو، بعدما اكتفى بهدفين فقط في شباك الحارس فيكتور فالديز سجلهما غونزالو هيجواين 11 وكريستيانو رونالدو 19، مقابل هدف ليونيل ميسي 45، مستفيداً من قاعدة التسجيل خارج الأرض، وكان برشلونة قد فاز على أرضية ملعبه الكامب نو بثلاثة أهداف مقابل هدفين الأسبوع الماضي.
قدم ريَال مدريد أداءً أسطورياً في الشوط الأول بفضل الضغط الرهيب الذي مارسه لاعبوه على منافسيهم في أرجاء الملعب كافة، كذلك بفضل سرعة رونالدو، أوزيل ودي ماريا، والتمريرات العميقة خلف المدافعين.
وبالرغم من أن هذا الأداء كان الأكثر إقناعاً للريَال أمام منافسه في السنوات الأربع الأخيرة، فقد اكتفى بهدفين فقط في شباك منافسه، ولو سجل لاعبو الريَال نصف ما أتيح لهم من فرص لخرجوا فائزين على الأقل بخمسة أهداف، فيكفي أن نذكر أن الأرجنتيني غونزالو هيغواين أضاع بمفرده أربعة انفرادات كاملة وجهاً لوجه مع الحارس فيكتور فالديز الذي نجح في الدفاع عن شباكه ببسالة، معوضاً إخفاقه في لقاء الذهاب أمام الأرجنتيني أنخل دي ماريا.
الشوط الأول
بدأ الفريق الضيف المباراة بشكل منظم وكانت له السيطرة الميدانية في الدقائق الخمس الأولى، لكن على عكس البداية الكتالونية ظهرت الخطورة من جانب رفاق رونالدو وبدت مؤشراتها عن طريق انفراد تام للأرجنتيني هيغواين بعد تمريرة مارسيلو البينية في عمق الدفاع انفرد على إثرها الأخير بالحارس فيكتور فالديز الذي أحسن الدفاع عن مرماه ورد تسديدة هيغواين بقدمه اليسرى ليحافظ على شباكه نظيفة.
رغم نجاح فالديز في رد الفرصة الأولى في اللقاء إلا أنه فشل أمام هيغواين هذه المرة عندما استغل مهاجم الريَال هفوة مواطنه ماسكيرانو الذي فشل في إبعاد كرة ضالة شتتها دفاع الريَال عن طريق بيبي فانفرد هيغواين بالمرمى ثم سدد بين أقدام الحارس ليضع الريَال في المقدمة.
تقدم الريَال لم يمنعه من البحث عن هدف آخر في ظل غفوة ميسي ورفاقه، وكان له ما أراد سريعاً عندما قدم البرتغالي كريستيانو رونالدو لوحة رائعة في الدقيقة 19 بعدما سيطر على الكرة بمهارة عالية إثر تمريرة سامي خضيرة العميقة ليهيئ الكرة لنفسه بالكعب وينفرد بالمرمى ثم يسدد مسجلاً الهدف الثاني للريَال رغم محاولات فالديز إبعاد الكرة، وهو الهدف الخامس على التوالي لفتى الريَال المدلل في شباك البارسا والثامن في لقاءات الكلاسيكو.
واصل الريَال سعيه لضمان اللقب، ويرى البعض أن الريَال قدم من الدقيقة 7 وحتى الدقيقة 33 أفضل أداء منذ سنوات أمام جميع المنافسين.
عاد مهاجم الريَال هيغواين ليهدر فرصة محققة من انفراد تام 22، ثم بعده مباشرة ألغى حكم اللقاء ماثيو لاهوز هدفاً من رأسية لمدافع الريَال بيبي بداعة المخالفة 23.
المصائب لا تأتي فرادى
حكمة تقال دائماً عند تتابع الأخبار السيئة، فبعد إصابة الظهير البرازيلي المتألق داني ألفيش قبل المباراة بدقائق ما اضطر فيلانوفا بالدفع بمواطنه أدريانو في الجهة اليمنى، كذلك ظهور دفاع برشلونة بصورة مزرية، ثم التأخر بهدفين في أقل من عشر دقائق، جاء الدور على أدريانو الذي ارتكب مخالفة ضد رونالدو المنطلق نحو المرمى فأشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجهه وتزداد معاناة فيلانوفا، فاضطر خليفة غوارديولا إلى الاستغناء عن خدمات مهاجمه أليكسيس سانشيز والدفع بالظهير الشاب مونتويا عله ينجح فيما فشل فيه أدريانو، في مواجهة رونالدو.
الدقيقة 33 (كالعادة) شهدت انفراداً تاماً لهيغواين بيد أنه تباطأ ثم سدد في أقدام المندفع ماسكيرانو لتتحول كرته إلى ركنية، بعدها هدأ اللقاء من الجانبين، حتى الدقيقة 45 عندما ارتكب تشافي ألونسو مخالفة ضد ميسي خارج منطقة الجزاء فتصدى لها الفتى الذهبي وأطلقها تسديدة غاضبة لم يقف في وجهها غير شباك الحارس الكبير إيكر كاسياس مسجلاً هدف العودة للقاء.
لم يتأخر الرد الملكي بل جاء سريعاً عن طريق تسديدة صاروخية من 35 متراً أطلقها رونالدو غير أنها مرت بجوار القائم الأيسر للحارس فيكتور فالديز بسنتيمترات قليلة.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع جاء الدور على دي ماريا الذي توغل في دفاعات برشلونة ولعب كرة ماكرة في الزاوية البعيدة غير أنها ضلت طريق المرمى لينتهي الشوط بتقدم مستحق للريَال وغياب تام لبرشلونة الذي لم يسدد خلاله بين خشبات كاسياس سوى كرة الهدف فقط.
الشوط الثاني
بداية الشوط الثاني جاءت برشلونية خالصة في ظل التراجع غير المبرر من مورينيو ولاعبيه إلى الخطوط الخلفية بغية تحقيق فوز هو الأول هذا الموسم، كذلك ما أجمل هذا الفوز إن كان على برشلونة، أيضاً يزداد مذاقه حلاوة إذا كان يحسم بطولة، (وإن كان يراها الكثيرون شرفية)، كل هذه العوامل دفعت مورينيو للتراجع إلى الدفاع، فسيطر برشلونة على الكرة في أرجاء الملعب، لكن دون خطورة حقيقية على دفاعات الريَال حتى جاءت الدقيقة 61 عندما انطلق الجناح الطائر بيدرو رودريجغز وتسلم تمريرة ماسكيرانو العميقة وسيطر عليها بطريقة رائعة ثم سدد مباشرة لكن لسوء حظه ذهبت كرته في أيدي كاسياس لتضيع فرصة التعادل.
في الدقيقة 64 عاد بيدرو مجدداً ليضيع هدف التعادل بعدما هرب من رقيبه سيرخيو راموس ثم توغل في منطقة الجزاء لكنه سدد كرة ضعيفة في أحضان الحارس بدلاً من التمرير لزميل.
بعد البداية الهادئة للشوط الثاني اشتعلت الدقائق العشرون مجدداً بين الفريقين وكان كلاهما قريباً من التسجيل، البداية عندما تقمص لاعب وسط الريَال سامي خضيرة شخصية مارادونا وميسي فراوغ كل من قابله في طريقه نحو مرمى فالديز غير أنه سدد كرة ضعيفة ردها الأخير بسهولة، رد عليه الظهير الموهوب خوردي ألبا بإضاعة هدف محقق بعدما تسلم تمريرة حريرية من ميسي ثم راوغ كاسياس بيد أن راموس كان أسبق منه للكرة وحولها ركنية ليضيع هدف سوبر على برشلونة.
قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء لم يرد مهاجم الريَال غونزالو هيغواين الخوج دون أن يضع بصمة أخيرة فأضاع انفراداً رابعاً في اللقاء إثر تمريرة تشافي ألونسو السحرية غير أنه فشل بتسديدها في الشباك للتحول ركنية.
أكثر الدقائق إثارة كانت الوقت المحتسب بدلاً من الضائع الذي شهد ضياع ثلاثة أهداف محققة كان أولها من نصيب الوافد الجديد لصفوف الريَال اللاعب الكرواتي مودريتش الذي تسلم عرضية بنزيمه لكن تسديدته اصطدمت في قدم بيكيه 91، رد عليه الظهير الشاب مونتويا سريعاً جداً بعد بينية ميسي التي وضعته في مواجهة كاسياس غير أن الأخير حول تسديدته إلى ركنية، ثم كانت آخر الفرص في هذه الملحمة الكروية من نصيب الموهوب ليونيل ميسي بعدما سيطر على الكرة خارج حدود منطقة الجزاء ثم أطلق تصويبة انحرفت قليلاً عن مرمى كاسياس ليطلق بعدها حكم اللقاء صافرته معلناً فوز مورينيو للمرة الأولى هذا الموسم، وكذلك هو الفوز الأول للريَال على برشلونة بملعب السانتياجو بيرنابيو منذ العام 2008، ويتوج بطلاً لكأس السوبر.
قالوا بعد المباراة
هنأ تشافي هرنانديز قائد فريق برشلونة غريمه ريَال مدريد بالفوز بكأس السوبر الاسباني بعد فوزه في مباراة الاياب بهدفين مقابل واحد، مشيرا الى أن البلاوغرانا دخل اللقاء "ببعض الفتور ودفع الثمن".
وأعرب تشافي، في تصريحات صحفية بعد اللقاء، عن فخره بالمستوى الذي قدمه فريقه، رغم أنه تعرض لطرد البرازيلي أدريانو في منتصف الشوط الأول.
وتابع "بدءا من هذه اللحظة، ظهرت شخصيتنا الحقيقية في الملعب. وفي النهاية لم نتمكن من العودة"، مشيرا الى أن الفريق الكتالوني "سنحت له فرصتان أو ثلاث مؤكدة".
وأضاف "في البداية كان هناك أنباء سيئة، اصابة داني (ألفيش خلال الاحماء) جوردي ألبا شارك دون احماء. ليست أعذارا، ولكننا دخلنا المباراة بشيء من الفتور، ودفعنا الثمن".
وأكد تشافي في النهاية أن الهزيمة لن يكون لها تأثير على الليغا، مشيرا "الآن يجب التفكير في الأحد. انه لقب فقدناه، ولكن الأهم لا يزال في المنافسة".
من جانبه أثنى قائد فريق ريَال مدريد ايكر كاسياس على أداء حارس مرمى برشلونة فيكتور فالديس في إياب كأس السوبر الاسباني، إلا أنه أكد على أن فوز الفريق الملكي بالبطولة كان "مستحقا".
وقال كاسياس"في مباراة الذهاب سنحت لهم الفرصة لتسجيل هدف رابع، وسجلنا هدفاً رفع من عزيمتنا. اليوم تمكنا من فرض أسلوبنا في الشوط الأول، وفي المباراة بمجملها. قدم فالديس أداء كبيراً، ولكننا نستحق الفوز".
وتابع كاسياس "لقد وصل برشلونة إلى مرمى الريَال قليلاً، ولكن الفرص كانت خطيرة. لديه فريق كبير وأبدى لاعبوه مدى احترافيتهم بعد تمسكهم بنصف الملعب في النهاية".
وأضاف "كنا ندين بالكثير للجماهير. هذا الفوز هدية لهم لأننا ربما لم نبدأ الموسم على النحو الذي نريده".