تطوير نوع من الاسمنت أكثر قوة وأقل تكلفة... وصديق للبيئة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, August 31, 2012

الأول من نوعه منذ اختراع الاسمنت قبل 150 سنة
... تطوير نوع من الاسمنت أكثر قوة وأقل تكلفة... وصديق للبيئة

"غدي نيوز"

تدفق مسحوق أبيض من آلة في حاوية زرقاء، هذا المسحوق عبارة عن مزيج من الحجر الجيري والرمال والذي يعرف أكثر تحت اسم إسمنت، وقد أصبح الإقبال عليه بشكل غير مسبوق، ليس فقط لتعدد طرق استخدامه، بل وأيضا لأنه صديق للبيئة.
إن هذا الأسمنت الذي يصنع في إحدى المنشآت الصناعية الرائدة التابعة لمعهد "كي أي تي" الألماني للتقنية في مدينة كارلسروه، لا ينتج في فرن درجة حرارته 1450 درجة مثل الاسمنت التقليدي بل من خلال طريقة جديدة لا تزيد درجة الحرارة فيها عن 200 درجة.
كما أن هذا الإسمنت الجديد الذي سماه صاحبه "سيليتمنت" يصنع أيضا بكميات جير أقل "ويؤدي انخفاض درجة حرارة الأفران وعدم استخدام الجير في إنتاج الاسمنت إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون المسبب بظاهرة الاحتباس الحراري بنحو 50 بالمئة"، حسبما أوضح مخترع هذه الطريقة، الألماني بيتر شتيمرمان.
ومنذ أن طور شتيمرمان هذه الطريقة بمساعدة ثلاثة زملاء بعد أبحاث تمهيدية على مدى 15 عاما أصبحت الشركات ورجال الأعمال يتوافدون عليه من كل حدب وصوب. ومن بين هؤلاء، يوخن فلاسبارت، رئيس الهيئة الألمانية للبيئة.
علقت وثائق وشهادات تقدير في مدخل المصنع. ويساهم الصندوق الألماني للانتقال للطاقة المتجددة في هذا المشروع الذي يتكلف نحو خمسة ملايين يورو وذلك في ظل حقيقة أن دوارات الرياح المستخدمة في توليد الكهرباء بطاقة الرياح لا تزال تصنع باستخدام كميات كبيرة من الخرسانة.

سيليتمنت هو الأول من نوعه تماما
 


ويرى هورست ميشائيل لودفيج، رئيس معهد فايمار لعلوم مواد البناء في مدينة فايمار أن إسمنت "سيليتمنت" هو الأول من نوعه تماما منذ اختراع الأسمنت قبل نحو 150 سنة وأن الاسمنت والخرسانة لم يحظيا بالبحث الكاف من قبل رغم أن الأسمنت أصبح من أكثر المواد استخداما في العالم بعد الماء "فالخرسانة ببساطة قصة نجاح، فسعر إنتاج الطن منه لا يتجاوز 80 يورو مما يجعله غير قابل للمنافسة".
ولم تتعرض الخرسانة للانتقاد إلا مع بدء الحديث بقوة عن التغير المناخي وتداعياته وذلك في ضوء حقيقة أن الإنتاج العالمي للاسمنت مسؤول عن 5 في المئة من غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر أهم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتبلغ هذه النسبة ضعف النسبة التي يتسبب فيها الطيران الدولي. ويرتفع الاستهلاك العالمي من الخرسانة منذ سنوات بشكل مستمر حتى وصل حاليا إلى 2.2 مليار طن في العام.
وتشير بعض التقديرات إلى أن هذه الكمية ستتضاعف تقريبا إلى 4.2 مليار بحلول عام 2050 لتصبح صناعة الاسمنت مسؤولة عن 10 في المئة من الاحتباس الحراري مما يعني ضرورة البحث عن طريقة أكثر صداقة للبيئة لصناعة الأسمنت.
غير أن تزايد الاحتياج للاسمنت يحمله مزيدا من المتطلبات "فهناك 42 اسمنتا معياريا وأكثر من عشرة آلاف تطبيق للاسمنت"، حسبما أوضح مخترع الاسمنت الجديد شتيمرمان، مما يعني أن على اسمنته الجديد أن يبرهن على قدرته على الوفاء بكل هذه المتطلبات بدءا من الاستخدامات الطبية وحتى بناء الجسور قبل أن يصبح بديلا للاسمنت الحالي، "لذلك فإن الأسمنت الذي ننتجه حاليا يورد للمختبرات بشكل رئيسي".

مميزات ومواصفات خاصة

ومن المقرر أن ينتهي العمل من إنشاء أول مصنع صغير لاسمنت "سيليتمنت" مطلع عام 2014 لإنتاج هذا الأسمنت بشكل تجاري بالتعاون مع إحدى الشركات وبطاقة إنتاجية 50 ألف طن في السنة. وللمقارنة فإن المصانع التقليدية للأسمنت تنتج1.5  مليون طن سنويا "وبسبب هذه الكميات الصغيرة فسيكون سعر الاسمنت في البداية مرتفعا بالتأكيد رغم انخفاض تكاليف الطاقة والمواد الخام" حسبما توقع شتيمرمان، مضيفا: "لذلك نريد تقديم منتج له جودة خاصة تفرض نفسها".
قال شتيمرمان إن اسمنت "سيليتمنت" أكثر كثافة وأكثر قدرة على التحمل عن الاسمنت التقليدي مما يجعله مناسبا للتطبيقات الخاصة مثل مواسير الصرف الصحي. كما أن هذا الاسمنت يجف بشكل أسرع مما يجعله ذا أهمية خاصة في مجال الترميم.
وخلافا للأسمنت التقليدي فإن إسمنت "سيليتمنت" أقل قلوية مما يجعله يفتح آفاقا جديدة أمام مخترعه شتيمرمان "فألياف النسيج مثلا لها نفس خواص الفولاذ، ولكنها تتآكل بفعل الخرسانة القلوية، أي أنه من الممكن تطوير بدائل للخرسانة الحديدية باستخدام إسمنت سيليتمنت".
غير أن هورست ميشائيل لودفيج، رئيس معهد فايمار لعلوم مواد البناء، يرى أن قوة هذا الأسمنت الأساسية تكمن في نقطة أخرى ألا وهي تجارة غاز ثاني أوكسيد الكربون حيث تدفع الشركات المعنية حاليا 5 إلى 7 يورو عن كل طن إضافي تتسبب في انبعاثه بعد استنفادها حصتها المسموح بها من غاز ثاني أوكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري "وهذا ليس سعرا يزعج الشركات التي تشتري حصصا إضافية لها، ولكن إذا ارتفع السعر إلى 30 و40 يورو للطن، فإن ذلك سيتطلب رد فعل مناسبا من قبل مصانع الأسمنت".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن