«الشمبانزي» ... يحفظ الأسرار

Ghadi news

Thursday, July 2, 2015

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"


أظهرت تجربة حديثة أن بوسع القردة الاختيار ما بين إظهار المخازن التي تحوي طعاما مخبّأًّ، أو إبقاؤها بعيدة عن الأنظار، وكشفت التجربة عن أن قردة الشمبانزي تكشف عن الطعام إذا كان من المرجح أن يعطيه لها القائم على التجربة، بينما تلجأ إلى المراوغة والتظاهر بالبراءة المصطنعة لإبقائه مخفياً إن كان من المرجح أن يأخذ هذا الشخص الطعام لنفسه .

وقبل إجراء تلك الدراسة التي نُشرت في مجلة "أنيمال كوجنيشن" العلمية أن العلماء يعرفون بالفعل مقدور قردة الشمبانزي حفظ الأسرار في ظروف بعينها، ومن بين الأمثلة على ذلك تجنب القردة الأقل مرتبة في القطيع تناول الطعام المخبّأ أمام أعين القردة الأعلى مرتبة، نظراً لأن تلك القردة المُسيطِرة ستأخذ منها الطعام ببساطة.

ذكاء ام خداع


ولم يعلم أحد من قبل إذا ما كان بوسع قردة الشمبانزي تعديل استراتيجياتها في هذا الصدد تبعاً لهوية من يراقبها وسلوكه، وتقول "كاتيا كارج" من معهد "ماكس بلانك" لعلم تطور السلالات البشرية في مدينة ل"ابيزيج" الألمانية أنه لم يكن واضحاً ما إذا كانت السلوكيات المتعلقة بالإخفاء ترقى لمرتبة الخداع المتعمد، إذ أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه السلوكيات تُستخدم على نحو مرن وقابل للتكيف أم لا.

وقطعت "كارج" وزملاؤها أولى الخطوات على طريق كشف هذا الأمر، فقد أجرت تجربة تستهدف اختبار مهارات حفظ الأسرار لدى مجموعة من قردة الشمبانزي تعيش حبيسة في محمية طبيعية في "أوغندا"، وقدمت الباحثة إلى تلك القردة صناديق بلاستيكية بداخلها العديد من الأطباق المسطحة التي يحتوي بعضها على شرائح من الموز، ونظراً لأن الصناديق مغطاة جزئياً فقد كان بوسع قردة الشمبانزي عبر تحريك تلك الأطباق المسطحة وتدويرها، إخفاء شرائح الموز أو إظهارها.

وقسّمت "كاتيا" قردة الشمبانزي التي تجري عليها التجربة إلى مجموعتين، اتبعت مع أولاهما أسلوبا يقوم على جمع كل شرائح الموز الظاهرة من بين تلك الموضوعة في الصندوق الموجود أمام المجموعة، ووضعها في وعاء ثم أخذها بعيداً، وتركت الباحثة العنان لقردة تلك المجموعة لأكل شرائح الموز، التي لا تزال مخفية في الصندوق دون إزعاج، أما المجموعة الثانية فعمدت الباحثة إلى إطعامها بكل شرائح الموز الظاهرة في الصندوق الموضوع أمامها، وأخذ الشرائح المخفية بعيداً .

مدى الاستيعاب وقدرة على حفظ السر


وأظهرت التجربة أن قردة المجموعة الثانية سرعان ما تعلمت أن تُظهِرْ الكثير من شرائح الموز حتى يتسنى لكارغ أن تمنحها إياها،
أما قردة المجموعة الأولى التي لم تمنح مثل هذه الشرائح قط، وكانت تُترك لها الشرائح المخفية لتأكلها، فتعلمت ألا تحرك الأطباق المسطحة لكيلا تكشف عن أي شرائح من الموز، لتضمن بذلك أنه سيكون من نصيبها عدد أكبر من تلك الشرائح في نهاية المطاف .

ولكن قردة الشمبانزي هذه كانت أقل كفاءة في إخفاء شرائح الموز على نحو أكثر فعالية، من خلال تحريكها لتصبح مُغطاة بداخل الصندوق، وهو تصرف بوسع الأطفال من عمر سنتين ونصف السنة تقريباً القيام به، وأضافت "كاتيا" أن مثل هذا النهج الأكثر فعالية في الخداع ربما يمثل تحدياً معرفياً بالنسبة للقردة، وهكذا يبدو أن بمقدور قردة الشمبانزي استنباط ما تعتزم "كارج" القيام به، استناداً إلى تجربتها السابقة ومن ثم تُعدِّلُ هذه القردة استراتيجياتها تبعاً لذلك .

ومن شأن ذلك مساعدة قردة الشمبانزي على التكاثر بداخل المجموعات التي تعيش فيها، فعلى سبيل المثال ربما تُحْسِنُ القردة الذكور من تلك الأدنى مرتبة في القطيع الذي تعيش فيه صنعاً، إذا ما أخفت محاولاتها للتزاوج بعيداً عن القردة الأعلى مرتبة، والتي قد تعاقبها إذا ما رأتها تقدم على مثل هذه المحاولات، وعلى الرغم من ذلك فإن قدرة تلك القردة على حفظ الأسرار كانت أبعد ما تكون عن الكمال، فتلك القدرة حسبما تقول "كاتيا" ليست شديدة الكفاءة في هذا الإطار ويمكن للمرء المساعدة عبر منحها وسيلة ما، لإلهاء الآخرين عنها.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن