fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
أقيم اليوم حفل تخريج طلاب الفروع الثلاثة لكلية الهندسة في مجمع الحدث الجامعي، في حضور وزير المالية علي حسن خليل، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين وعمداء الكليات اضافة الى فاعليات سياسية وتربوية وجامعية واهالي الخريجين.
وزير المالية
وألقى وزير المالية كلمة قال فيها: "بكل فخر، أقف كواحد منتم الى الجامعة اللبنانية، وأنحني إجلالا لكل من ساهم في قيامة الجامعة اللبنانية التي لولاها لما كان لبنان واستمر وحصل فيه مثل هذا التطور الثقافي والفكري. عليكم ان تعتزوا وتفتخروا أنكم في صرح تعليمي تواجهون كل العالم، وأنكم أبناء موقع وطني متقدم في صناعة الانسان وصناعة هذا الوطن".
أضاف: "لشباب يشهد هنا على مرور صباه أمام ناظريه، لجيل يلتقي مع نداه، يرسل أمانيه الى السماء ويسهر على مستقبل موعود بغد مرصع، لصف يمسك حلاه بيد ويرمي بشهب طموحاته الى البعيد باليد الثانية، يضع الأيام على شكل مخيلة، ويحمل "بكراه" على كف أحلامه. هنا، مخازن أول العمر وطواحين الصبا، ورحى الأيام المعلقة على الشمس. تغازلون التمني بمقارعة الكتب، وترسمون على جدران جامعتكم حدائق النجاح، وأحيانا خيبات الفشل، بعضكم وضع ثقته بالجامعة الوطنية كخيار ذاتي لدعم صروحها، وبعضكم الكثير احتمى بحماها التعليمية لأن لا خيار آخر له. وفي الحالتين، فإن وجودكم هو فعل إيمان بجامعة تكبر عندما تتفوقون".
وتابع: "ما أكثرها الأزمات على مقاعد الوطن، وللجامعة اللبنانية مقعد فيها. إذا إختل ميزان الدولة، تصبح عليلة وتصبح مفاتيحها عند أبواب المدن. لسنا في غربة عن مشاكل جامعتنا، من كبار عمدائها وأساتذتها الى صفوف طلابها وسط غزوات الجامعات الخاصة الموسومة بعلامات تجارية، معظمها مستواها في حسابها المالي ونزوح الشباب اليها وإهتمام أصحاب النفوذ بها، لكن في جامعتنا الوطنية تبقى العبرة في أدمغتكم أنتم، في تفردكم، في مستوى مشاريعكم وبلوغها حد الإنجاز ونشهد على عشرات من الانجازات وخصوصا في كلية الهندسة، ومتى لمعتم، لمعت جامعتكم وحملت أسماءكم".
وأردف: "إن معيار النجاح لن تكتسبوه من اسم جامعة خاصة مهما كان مستواها، لا بل يقع التحدي في أن تتفوقوا رغم الصعوبات، ما يمر في جامعتكم سنويا من إضرابات، وما قد تواجهونه من تقصير أيام حشر، ومن تدافع نحو تأمين وحجز مقعد في قاعة. هذا كله لا يكتب في شهادة التخرج، وتجاهدون لتبقى أحلام التخرج مستيقظة، وتلونون كل الخيبات بطلاء زهري، يورق أملا في المستقبل، وها نحن نراه. وعلى هذه النتيجة، فأنتم تدرسون مرتين، وإذا ما أزحنا الستار على أحوالكم، سنجد أنكم تقاومون مرتين، وتواجهون التحدي على عدد أيام الدراسة. مآلكم هو مآل الكبار من أساتذكم، مدرائكم وعمدائكم أصحاب الفضيلة التعليمية الذين نناصبهم النجاح ويشاركونكم فخر الإبداع، نعرف أنهم أول الضوء ورواد الفكر ومصابيح الأمكنة".
وقال: "من حقهم على الوطن أن يعاملوا كينابيع، كشجر نرد عنه الريح، فهم الحطابون رغم ضياع الفأس، وهم الجداول التي حاربت الجفاف. وبعد، أهلكم، الجالسون قبالتكم الذين حملوا بجفون العيون سهر السنوات يطردون نعاس الرسوب من التسلل، تعبوا لهذه اللحظة، ليشاهدونكم على هذه المنطقة يرفعون رؤوسهم وترفعون رؤوسهم الى الاعلى لتكون جائزتهم على شكل قبل الوالهين تتطاير مع القبعات لتحكي ما حلموا ومارسوا وما صنعوا، فلهم ولكم كل الحب والفرح والخفر وصلاة القلوب".
أضاف: "أيها الطلاب، وأنتم نخبة هذه الجامعة، لقد دخلتم بكفاءتكم ونجحتم بكفاءتكم، وتستأهلون ان تكونوا من الذين يرفع لبنان رأسه بهم أمام العلم في اختصاصاتها العلمية المميزة، مع سيرة كلية لم يمسسها في التجربة وهن، وهي تسجل التفوق على الذات وعلى الظروف الصعبة، وتعطي لكل الجامعة وكلياتها وللقطاع التعليمي والهندسي على مستوى لبنان قيمة مضافة، تزداد مع كل موسم تخرج، حيث نعتز نحن كطلاب وخريجي هذه الجامعة، ان منا مثل هذه الكوادر التي تحجز لها بجدارة مكانا في ساحات العمل والدراسات العليا".
وتابع: "نشعر بالحزن، وربما بخجل مكبوت ان نتحدث أمامكم كمسؤولين في ظل المشهد الحالي للوطن ومؤسساته، ونحن الذين عشنا الخيبات والمرارات على مقاعد هذه الجامعة قبل عقود من الزمن، وتخرجنا في لحظات يأس قاتل بالاحتلالات وإختلالات المواقف والالتزامات الوطنية والانقسامات التي جعلت بيننا كطلاب فروع حدودا وهمية كرستها بعض الطروحات التي سرقت روح لبنان الذي نعرف، انتصرنا على انفسنا بالخروج من التقوقع ومن مشاريع الانعزال إلى منطق الوحدة وإعادة رسم صورة الوطن الواحد، الساطع علما وثقافة وفنا ومقاومة من اجل حريته وسيادته واستغلاله الحقيقي".
وأردف: "إليكم أيها البناة الجدد والساعون الى رسم المستقبل على مشاكله وإبداعاتكم أقول، إبقوا على ثقة بوطنكم لبنان، وطن الحضارة والثقافة والعلم والإبداع، ولا تتطلعوا الى ما نحن عليه في هذه اللحظة، حتى لا تغرقوا كدولتكم في كومة نفايات نعبر عن عجز في إتخاذ القرار وتحكم حلولها شبكة المصالح والأمكنة والصفقات. وتطلعوا الى أولئك الذين يسجلون في العالم والداخل إنجازات لا تحد علميا، ولا تجعلوا لطموحاتكم حدودا بما يبقي وطننا على خارطة التطور".
وقال: "لا تسمحوا لمنطق الفرقة بأن يتسلل إليكم، وإن دخل من شباك أخرجوه من باب أحلامكم الأكبر من حسابات الفئوية، واجعلوا قيمة الإنسان تسمو على قيمة الفرد في الطائفة أو الجماعة الحزبية واعبروا إلى الوطنية، وأبقوا نصب أعينكم الوصول إلى الكمال حتى وان كان صعبا ويكفيكم أن تعيشوا اصراره بلا قيود أو حدود. انخرطوا في مشاريع العمل داخل لبنان، وان لم يتسع فكل العالم ساحاتكم، لكن انتبهوا دائما إلى ان الارتباط بالوطن أكبر من فضيلة، هو التزام بالأصل والخاتمة، بالجذور والثقافة، هو انتماء نؤول إليه ولا مفر".
أضاف: "أنتم المجتمعون من كل الفروع على شاكلتكم نريد لبنان، لتشكلوا جسد الوحدة الوطنية التي نريد، عليكم مسؤولية المساهمة في تحديث نظامنا السياسي الذي لا يمكن أن يتطور بدون تغييرات بنيوية في آلية صناعة القرار فيه، انطلاقا من المحافظة على روح ميثاقنا في صياغة العيش المشترك والواحد وفي المناصفة وحماية المكونات جميعها الدينية والسياسية، وهذا لا يمكن أن يتم من دون تحديث قانون الانتخابات وتطويره نحو النظام الذي يسمح بتمثيل حقيقي على أساس النسبية في الدائرة الواحدة وبمشاركة الشباب في صناعة مستقبلهم. أمامكم أيها الحالمون بالمستقبل والقلقون من صورة ما نحن عليه، نجدد التزامنا دعم كل أشكال الحوار والتواصل الداخلي وتسهيله وفتح قنوات العلاقة بين المكونات المختلفة والتي إذا لم تجمعها المصالح السياسية فيجب أن تجمعها مصالح الناس وحياتهم".
ودعا إلى "دعم عمل المؤسسات وتفعيلها والقيام بأدوارها المطلوبة في التشريع واتخاذ القرار وتحمل مسؤوليته في إجراء الانتخابات الرئاسية"، وقال: "ربما في دولة تعيش بشكل منتظم يستغرب هذا الكلام، ولكن لأننا في بلد الأزمات والحلول في آن مضطرون أن نلامس هذه الحقيقة بشفافية، ونقول اننا إذا لم نعد إلى رشدنا ونقرأ بهدوء طبيعة ما يجري في المنطقة، فحتما سنخسر فرصة العبور إلى مرحلة نستطيع فيها أن نعيش ونستمر ونحجز لنا مكانا في عالم المستقبل. تحية لكل واحد منكم، لكل تراكم التعب، لروح الصبر والمثابرة، لمواكبة الأهل، لجهد الأساتذة، لجامعة فخرنا اننا تخرجنا منها طلابا، وما زلنا فيها ندرس في مشهد التألق هذا صورة النجاح".
رئيس الجامعة
وألقى رئيس الجامعة الدكتور السيد حسين كلمة شدد فيها على "الدور الريادي لكلية الهندسة، وعلى المستوى الأكاديمي العالمي الذي حققه المهندسون خريجو الجامعة اللبنانية، بفضل جهود الأساتذة وسعيهم لخلق بيئة أكاديمية فضلى. وهذا ما أثبتته إنجازات الخريجين في مختلف الاختصاصات الهندسية التي تدرسها الكلية، وتلك التي تسعى الى تطويرها وإدخالها الى مساراتها العلمية الدقيقة، والتي تتوافق مع نظام الجودة، المتبع في ارقى الجامعات والمدارس الهندسية العالية في العالم".
ونوه ب"الإنجازات البحثية التي يحققها المهندسون من طلاب الجامعة الوطنية، والتي تجعلنا نفتخر بهذه الإنجازات ونفاخر بها على الصعيدين العلمي والوطني".
وإذ دعا الى "دعم الجامعة اللبنانية في مسيرتها الوطنية ومسارها العلمي"، أكد ان "العنوان الاول اليوم، هو المطالبة والاصرار على استعادة إستقلالية الجامعة، وتحصينها تجاه الضغوط والتحديات التي تعترض تقدمها"، مشددا على "أهمية وضرورة وجود تعليم رسمي راق ومتمتع بمواصفات أكاديمية رفيعة، ذات مخصصات تساعده على الارتقاء وتجاوز مخاطر التحديث والتطوير، مقارنة مع التعليم الخاص، الذي يحظى برعايات سياسية وطائفية ومادية موصوفة".
وأشار الى ان "كلية الهندسة حققت إنجازات علمية دالة في لبنان والخارج، الامر الذي مكن الطلاب من متابعة تخصصاتهم العالية في ارقى الجامعات العالمية، وفي أهم المؤسسات ذات الصلة بأختصاصات الكلية". ونوه ب"ما انجزته الكلية من بناء علاقات جديدة مع المجتمع الصناعي والمؤسسات البلدية، اضافة الى توقيع اتفاقيات تعاون مع جامعات دولية ومنظمات أكاديمية، مما ساعد على انفتاح الكلية على أسواق العمل العربية والدولية، بفضل جهود العميد والأساتذة والاداريين الذين يشكلون جميعا أهل الجامعة اللبنانية".
وإعتبر ان "انشاء ماسترات تخصصية جديدة وفق المعايير الأكاديمية الدولية، هو مكسب للجامعة والطلاب، الذين تنفتح أمامهم أبواب العلوم الهندسية الجديدة، وبالأخص التحضير لشهادات الماستر في المنشاءات النفطية، بعد ان اصبح لبنان مُدْرجا على خارطة الدول النفطية. ونحن كلنا أمل ان نساهم من خلال كلية الهندسة بتقديم خدمات علمية وتخصصية تفيد وطننا، وتستجيب لمتطلبات التوجُه النفطي ، بكل ما يتطلبه هذا التخصص من دقة علمية".
ودعا المتخرجين الى ان "يحافظوا على وفائهم للجامعة الوطنية التي درسوا فيها، ومنها خروجا الى العالم"، وخاطب المهندسين الخريجين قائلا: " مسؤلياتكم ان تبنوا لبنان الغد، على أسس متينة ، وان توظفوا قدراتكم لخدمة لبنان والمجتمع، الذي يتطلع إليكم بفخر"