fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
السب أو اللعن أو الشتائم في تعبير آخر هي تعبير لفظي منطوق أو مكتوب عن لحظات الغضب المفاجأة العنف أو الاحباط و هو الفعل الذي يوصم به الشخص كفئة أقل من الناحية الاجتماعية في السطور القادمة سوف
نتعرف على ماهية تلك الكلمات و تأثيرها على المُلقي و المُتَلَقّي بشكل سواء .
?#@*&%!! … يستخدم بعض الناس هذه الرموز بشكل كتابي على الكثير من مواقع التواصل الإجتماعية بشكل يرمز للكثير من الألفاظ النابية فكيف تشعر بمجرد رؤية هذه الجمل ؟!
يتفاوت السبب الحقيقي وراء كره الكثير من الناس لهذه الكلمات ما بين وقع الكلمة سواء مكتوبة أو منطوقة على المستمع و بين المعنى الحقيقي اللفظي لكل كلمة من تلك الكلمات.
هل يتزايد الضرر من سماع أو قول تلك الألفاظ بالنسبة للأطفال ؟!
عندما يأتي ذكر الأطفال يختلف الأمر بالنسبة للوالدين و يكونون أكثر حرصًا خاصة أنه لم يُذكر في أي من كتب الدراسات النفسية أي طائل من إدراج هذه الجمل أو الألفاظ في سياق تطور اللغة و التعلم بالنسبة للنشأ.
و لعل تلك النقطة تكون مصدر العجب لدى الكثير من الآباء حيث وجدوا أن الأطفال يكتسبون تلك الألفاظ من
سن سنتين و تصبح أكثر نضوجًا و تشبُّهًا بالبالغين عند سن الحادية عشر تقريبًا وعند سن دخول المدرسة يصبح الطفل لديه قاموس خاص به مكون من 30-40 لفظ نابي ولكن لا نستطيع إثبات مدى ادراكهم للمعنى الحقيقي وراء تلك الكلمات أم أنهم يتخذونها عادة اكتسبوها عن الكبار و التي تتطور لتصبح أكثر عنفًا و تعبيرًا عن الغضب بمر السنين.
ولكن عند دراسة حالات لأطفال أكبر سنًا أثبتت الدراسات أن الطفل يكتسب هذه الألفاظ من والديه و أقاربه و
زملاء الدراسة بشكل أكبر من وسائل الإعلام المختلفة و مع الوقت يتطور استخدام الطفل لهذه الألفاظ ليصبح لها الإتيكيت الخاص بمتى و كيف و أين يمكن التلفظ بها وهو نفس الإتيكيت المُحَدِّد للمعنى وراء الكلمة سواء
بالإيجاب أو بالسلب.
يرتبط استخدام الشتائم بشكل مباشر بأنواع معينة من الشخصية و تُعتبر معبرًا عن الحالة النفسية و العصبية و
القيم الدينية بشكل كبير ، حيث لوحظ على سبيل المثال أن الأشخاص ذوي القيم الدينية يبتعدون عن استخدام ألفاظ ذات دلالات دينية بينما لا يجدون ضررًا في استخدام ألفاظ أخرى كالجنسية أو العنصرية أو خلافه.
لذا وُجِدَ أنه من الضروري دراسة أبعاد تلك المشكلة مع مراعاة أبعاد كل شخصية على حدة من حيث
الاضطرابات الشخصية كالانفصام و اضطراب ثنائي القطب لبحث الأسس النفسية العصبية المتحكمة في
الانفعالات و السيطرة على الذات.
تنقسم معظم الألفاظ النابية أو الشتائم كما أوضحنا سابقًا إلى ألفاظ جنسية ، أوصاف عنصرية أو صفات ذميمة.
ولكن اثبتت الدراسات أن الأنواع المرتبطة بالجنس أو الأفعال أو الاعضاء الجنسية تُعد الأكثر شيوعًا بين باقي
الأنواع الأخرى في مختلف الثقافات ، ولكن مجرد استخدام لفظ يدل على أي معنى جنسي لا يجعله ضمن السُباب النابية فمثلًا استخدام كلمة F*ck التي ترد في الأفلام و المسلسلات الأجنبية لها وقع مختلف تمامًا على المستمع عن أي فعل آخر مساوٍ لها بشكل علمي .
إذًا ما السر وراء الوقع السيء لتلك الكلمة ع قريناتها ؟ و ما الذي جعلها مكروهة اجتماعيًا و أخلاقيًا ؟!
لعلنا نجد إجابة هذا السؤال في التعريف المجتمعي لكلمة taboo : و التي تتضمن العادات الاجتماعية أو الدينية التي تُجَرِّم أو تمنع أي ممارسة أو فعل أو وصف لهم ارتباط وثيق بشكل سلبي بأي شخص أو مكان أو شيء. في البداية يجب استيعاب اللفظ منذ الصغر ككلمة مكروهة و ربطها بمواقف تحدد معناها المقصود لاستدعائها عند الحاجة و ذلك يفسر لنا تلك الظاهرة التي تحدث عند تعلم أحد الأشخاص لأي لغة كلغة ثانية نجد أن هذا
الشخص في مواقف الغضب أو الإنفعال المرتبطة بشيء أو بشخص سبق تسجيله في ذاكرته سابقًا فإنه يلجأ
لاستخدام ذلك اللفظ بلغته الأولى التي نشأ عليها وليس اللغة الجديدة الوليدة.
في نفس السياق تتم معاقبتنا كأطفال من قبل الوالدين عند التلفظ بأحد هذه الألفاظ فيتم ربط هذا اللفظ تدريجيًا
بالعقاب و تصنيفه كجمل يجب تجنبها و الابتعاد عن التلفظ بها، تلك الرابطة التي تتطور تدريجيًا مع العمر
ليُضاف إليها متى و أين يجب تجنب هذه الألفاظ .
ولكن إذا كانت تلك الألفاظ مكروهة بهذا الشكل فلم وُجدت ؟! أو ما فائدتها ؟
نستحضر هذه الألفاظ في المواقف التي تستدعي التعبير عن الغضب أو أخذ موقف سلبي تجاه شخص أو شيء ما .
فمثلا : لا تفكر في التفاحة .. هل وجدت نفسك بشكل أو بآخر تفكرفي التفاحة عند قرائتك للجملة السابقة ؟ على نفس الوتيرة يتجاهل العقل كل الدلالات الفعلية لمعنى كل كلمة من الجملة المكونة من العديد من الألفاظ المعقدة و المركبة لحظة سماعها مما يجعل تلك الكلمات أو التركيبات دلالة على الجانب السيء من الحديث أو الجملة الموصوفة و التي لا نريد التفكير بها.
ولكن على مستوى المخ و الأعصاب ,, ما تأثير تلك الألفاظ ؟
بالقيام بعدة دراسات استطاع علماء النفسية و العصبية من تحديد الجزء المسئول عن التفاعل مع تلك الكلمات في مخ الإنسان فقد وجد أن النواة العصبية اللوزية (Amygdala )الموجودة في المخ تتفاعل بشكل نشط عند
التعرض لكلمات التهديد و التي تُعد مكونًا أساسيًا في الجزء العصبي المسئول عن المشاعر و الذاكرة ووجد
أيضًا تفاعلها بشكل نشط فقط في حالات الكلمات والمشاعر السلبية فقد يتسبب تنشيطها في نوبات هلع و
تصرفات عنيفة بينما في حالة تدميرها أو تأثرها بأي مرض بأعراض التبلد ، لذلك من السهل إثبات ارتباطها
الوثيق بكلمات السباب و ربطها بالذاكرة مع الأشخاص أو الأشياء أو الأفعال المقترنة بتلك الصفات.
على الرغم من المحاولات المستميتة من العلماء لفهم تأثير سماع الشتائم أو التلفظ بها على المخ ووظائفه مازالت مستمرة فقد توصلت الدراسات المتتالية على أطفال تلقوا مكالمات هاتفية تحتوي على تلك الألفاظ العنيفة و النابية أن هؤلاء الأطفال عانوا فيما بعد من أعراض و اضطرابات نفسية مختلفة مع استمرار الاختلاف حول دور تلك المكالمات بشكل منفرد في التسبب بتلك الآثار النفسية السلبية.
ولكن يظل المؤكد أن استخدام تلك الألفاظ يستدعي نشاطًا ملحوظًا في النواة اللوزية التي سبق الإشارة إليها مما يثبت التأثير السيء لها.
كما تثبت الدلائل استمرار الأذى الفعلي و النفسي المصاحب للشتائم على الرغم من انتهاء الموقف الذي تم ذكرها فيه وعند دراسة رد فعل الجمهور لكلمات السباب المسيئة لوحظ أن الأطفال يستقون رد فعلهم من رد فعل آبائهم عند سماعهم للجملة المسيئة قبل إمكانية إدراكهم للمعنى الفعلي للكلمة.
إذا اعتدنا الشعور بعدم الراحة في استخدام أحد هذه الكلمات أو الجمل سيحولها ذلك إلى جمل مكروهة مجتمعيًا بشكل تدريجي و ليس بالضرورة أن تكون الجملة مسيئة في معناها الأصلى ولنا في أسماء الأعضاء التناسلية أو الوظائف الجنسية خير مثال على ذلك.