"غدي نيوز"
يصادف الشهر الجاري اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، وقد سبق أن ذكر تقرير للأمم المتحدة أنها ستتعافى وتستعيد مستوى الأوزون الطبيعي فيها عام 2050، وذلك يجعلنا نفكر كم من البشر لن يكونوا موجودين على ظهر الكوكب لسماع التقرير حول عملية استعادة ذلك المستوى عام 2050، حيث ستفنى أجيال وتكون قد ولدت أجيال، وذلك يجعل المهتم بشؤون البيئة يفكر في الآثار السيئة والضرر الذي تسببنا به، ولكن الجميل في الموضوع أن التقرير يبشر بالخير، حيث جاء فيه أن الجهود التي قامت بها دول العالم على مدار السنوات الماضية تمكنت من تجنب التدهور الكبير الذي طرأ على الطبيعة، وقد توقفت طبقة الأوزون عن التراجع بفضل تلك الإجراءات.
شعور بأثر النجاح بعد سنوات كثيرة مرت علينا منذ عام 1980 حين بدأت دول العالم في نشر الوعي بخصوص خفض استخدام الغازات الملوثة، فعبوات البخاخ التي تستخدم لتثبيت الشعر أو منع العرق أو تعطير المنازل كان لها أثر سيء على الأوزون، وبفضل اتفاقية "مونتريال" بدأت دول العالم تحصد درجات خفض حتى خفت تلك الغازات، ولكن لا تزال الجزيئات موجودة، وذلك هو السبب الذي يبطئ مكافحة تراجع الأوزون. ومن ضمن الغازات أيضا الأوكسيدات ومنها ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الوقود وعمليات الاحتراق في الجو وهو يتركز في المدن الصناعية، وخاصة أماكن الازدحام المروري حتى أنه يؤثر على عمليات التنفس ولذلك لم يكن غريباً أن يتركز مع مرور السنوات في الطبقات العليا القريبة من طبقة الأوزون. وهناك أيضا الأكاسيد التي تصل للدم وربما تؤدي لتلوثه ومن ثم الوفاة، والسؤال كم إنسان يمكنه أن يبحث ويتعلم كي يسهم في تخفيض حجم تلك الغازات؟ أم هي مسؤولية الحكومات؟
تبرز أهمية طبقة الأوزون في حمايتنا من الأشعة فوق البنفسجية وهي ضارة وتؤدي للإصابة بأمراض خطيرة ومستعصية. وخلال سنوات ماضية ولمتابعة الضرر شارك ثلاثمائة عالم في دراسة ليثبتوا التأثيرات الصحية لثقب الأوزون. حيث جاء في تقرير ورد ضمن بيان الأمم المتحدة أن لولا البروتكول لكانت الأشعة ما فوق البنفسجية قد أصبحت أكثر بعشرة أضعاف، ما كان سيتسبب في إصابة ما يزيد على عشرين مليون إصابة بسرطان الجلد، ومائة وثلاثين مليون بإعتام عدسة العين.
وفي عام 1985 تم اكتشاف ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، وكان الخوف يزداد مع اتساعه لأن تعرض الأرض لتلك الأشعة ستؤدي إلى خلل في جهاز المناعة لدى الإنسان، كما ستؤثر على النباتات وخاصة اليخضور، كما ستصاب عيون البشر والحيوانات بالضرر.
كل تلك الأضرار كانت نتيجة ممارسات خاطئة ضمن حزمة ممارسات خاطئة قامت بها أجيال عاشت قبل عام 1980 حين تم اكتشاف تآكل الأوزون، وذلك يعني أن الضرر لا يظهر هكذا فجأة، ولذلك علينا أن نواصل العمل والتعاون في المجالين البحثي والعلمي، والتواصل مع المنظمات العلمية في مجال الفضاء والكون والبيئة كي نكون على استعداد للعمل في الوقت المناسب.