"غدي نيوز"
أعلنت مجموعة العمل البيئية الأميركية مؤخراً عن إصدار دليلها الإرشادي الخاص بالمخاطر المحتملة للمواد الكيميائية التي تحويها مواد التنظيف المنزلية على صحة الإنسان وعلى البيئة.
وقامت هذه المجموعة ذات النفع العام بإخضاع أكثر من ألفين من منتجات التنظيف المنزلي المتداولة في الأسواق للفحص، فقدرت المخاطر المحتملة لهذه المنتجات بأكثر من ألف مادة كيميائية. كما اكتشفت مكونات كيميائية غير مدرجة بالمرة في لاصق المحتويات.
وُتستخدم غالبية هذه المواد في غسل وتنظيف الصحون والملابس وأسطح المطابخ والحمامات، وغيرها من الأشياء والأماكن التي تبتغي ربات البيوت الحفاظ عليها نظيفة ومعطرة.
ولم يكتف أعضاء مجموعة العمل البيئية بالمعلومات الواردة في المواقع الإلكترونية للشركات المصنعة لمنتجات التنظيف المنزلية هذه لمعرفة مكوناتها، بل لجأوا إلى مصادر أخرى لا تخطر عادةً على بال المستهلك. ما مكنهم من تكوين 15 قاعدة بيانات تسمح بقياس سمية مكونات منتجات التنظيف والتعطير وتقدير درجات خطورتها.
ووجد تقرير مجموعة العمل البيئية أن هناك مكونات معروفة بتسببها في الإصابة بالسرطان والعمى والربو وأمراض خطيرة أخرى، ومع ذلك فإنه يُسمح بتداولها في الأسواق.
كما وجدوا لواصق محتويات مزيفة تدعي أن مكونات المنتج صديقة للبيئة أو خالية من المواد الخطرة، والحال أنها ليست كذلك.
واتضح لهم أن الكثير من الشركات تستخدم أوصافاً وعبارات غير دقيقة، وكلمات فضفاضة هدفها المبالغة في الترويج للمنتج قصد مضاعفة الأرباح، دون الإقرار بأن ذلك يُعد انتهاكاً لحق المستهلك في حصوله على معلومات تسويقية تتحدث عن أوصاف المنتج وحقائقه، وليس اختلاق أشياء لا توجد فيه.
ويفيد التقرير أن "53 من منتجات التنظيف التي خضعت للتحليل والتقييم من قبل مجموعة العمل البيئية تحتوي على مكونات معروفة بإضرارها بالرئتين. و22 بالمئة تحوي مواد كيميائية تُسبب الربو للأفراد الأصحاء".
ويتأسف التقرير على كون السلطات المعنية بالولايات المتحدة لا تُلزم الصناع بذكر جميع مكونات مواد التنظيف المنزلية التي ينتجونها.
وأثنى المراقبون والمتتبعون على أعضاء فريق مجموعة العمل البيئية على المعلومات التي ضمنوها التقرير. فهم تحلوا بالشجاعة للحديث بالأرقام والأدلة عن منتجات واسعة الانتشار يُكْتَب عليها أنها خالية من المخاطر والأخطار، بينما تشكل مكوناتها عناصر خطيرة على الجميع، وليس على الأطفال فقط الذين تحرص لواصق المكونات على التحذير من إبقاء المنتج بعيداً عن متناولهم.
وانتقد التقرير عدداً من معطرات الجو وطرق استخدامها، مشيراً إلى أن بعض مكونات تلك المعطرات تُشكل خطورة حقيقية على رئتي من يستنشقها. ويحذر التقرير كذلك ربات البيوت من استخدام تلك المنتجات دون ارتداء القفازات للحيلولة دون لمس مكوناتها للبشرة.
ويشمل الدليل الإرشادي الذي تمخض عنه بحث مجموعة العمل البيئية العديد من المعلومات حول منتجات التنظيف المفروض التوقف عن استخدامها، علاوةً عن تلك التي يجب استخدامها بكميات بسيطة وبعناية، وإبعادها عن الأنف والأعين والوجه، وأيضاً الأماكن المناسبة لتخزين تلك المنتجات في المطبخ أو الحمام، أو حتى السيارة.