"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

عمد اهالي بلدة زبقين الجنوبية الى التخلص من الخنازير البرية بدس السم في المياه. وكانت هذه الخنازير تتلف المزروعات، وتقلق راحة الاهالي القاطنين في المنازل الواقعة الى جانب الاودية المجاورة في القرية.
هذا الخبر أوردته اليوم (12-9-2012) "الوكالة الوطنية للاعلام"، وهو يحض على التساؤل حيال هذه الخطوة ومحاذيرها، وما إذا كان ثمة معيار أخلاقي يبيحها!
نعلم أن ثمة ظاهرة في لبنان تتمثل في تكاثر الخنازير البرية بشكل غير معهود من قبل، وهي لا تقتصر على منطقة دون أخرى، كما أنها ناجمة عن فقدان الكائن الذي يفترس الخنزير البري، ولا سيما الذئاب شبه المنقرضة في لبنان، وتاليا الضباع اليي يتباهي المواطنون باصطياها، وهي فضلا عن أنه تقتاف على الحيوانات النافقة والنفايات وتبعد عن الانسان خطرها الصحي، تقوم بخنق جراء الخنازير، ما يحول دون تكاثرها.
هذه الخطوة أبعد بكثير من القضاء على الخنازير، كونها تطاول بخطرها وأضرارها البيئة الطبيعية في هذه المنطقة، لأن ثمة طيورا وحشرات نافعة تشكل المياه عنصرا اساسيا لاستمرارها، بمعنى أن القتل تعدى الخنزير البري إلى النظم الايكولوجية القائمة على التوازن بين مكونات الطبيعة من حيوان ونبات، فضلا عن أن استخدام السم في المياه قد تترتب عليه نتائج مباشرة وخطيرة على صحة الانسان.
بهذا المعنى ثمة مسؤولية ملقاة على عاتق الوزارات المعنية، لجهة مساعدة المزارعين على مواجهة الخنازير البرية من خلال اعتماد "الافخاخ" وصيدها مع توخي الحذر وتسييج الاراضي الزراعية بما يحول دون وصول الخنازير البرية اليها، إضافة إلى أن هناك طرقا أخرى للقضاء عليها والحد من تكاثرها.
لكن استخدام طرق غير مقبولة ومنها دس السم في المياه، فهذه مسألة تتطلب تنبيها وتحذيرا من نتائجها الخطيرة.