"غدي نيوز"
صدر حديثا عن دار معابر للنشر (في دمشق) كتاب "من البيئة إلى الفلسفة" لمعين روميه.
يتكوّن الكتاب من مدخل عام وثلاثة فصول وخاتمة، يوضح المدخل سيرورة الانتقال من علم الإيكولوجيا إلى الفلسفة، فيبدأ باستعراض نشأة الإيكولوجيا ومفاهيمها الرئيسية وعلاقتها بالمشكلات البيئية... وخصائص هذه المشكلات. يحاول المؤلف تبيان أن المستوى الإيكولوجي من الواقع ينطوي على مستويات متداخلة هي: مستوى المادة ومســتوى الحياة ومستوى الإنسان. كما يتطرق إلى "اخضــرار العلوم"، أي إضفاء الطابع الإيكولوجي على العلوم الطبيعية، بما هو تعبير عن التداخل بين مســتويين، المادة والحياة اللتين فيهما العلوم الطبيعية وتطبيقاتها.
في الفصل الأول المعنون "الإيكولوجيا والدراسات الإنسانية" يستعرض المؤلف التداخل المنهجي بين المستويات الثلاثة الذي وجد تعبيراً عنه في قيام علاقات بين الإيكولوجيا والدراسات الإنسانية نجم عنها تيارات ومدارس فكرية، يتطرق إلى نماذج منها وهي: الأخلاق البيئية، الإيكولوجيا والدين، علم النفس الإيكولوجي، الإيكولوجيا الاجتماعية والنسوية الإيكولوجية، النقد الإيكولوجي، ويصل الفصل في نهايته إلى بيان الحاجة إلى مفهوم فلسفي يشكل إطاراً عاماً للتفكير في علاقة الإنسان بالبيئة ويقترح في هذا الصدد مفهوم النظرة إلى العالم.
يبدأ الفصل الثاني من الكتاب وعنوانه "النظرة الإيكولوجية إلى العالم"، بالنقد الإيكولوجي للنظرة الحديثة إلى العالم وأساسها الفلسفي، ثم ينتقل نحو اقتراح نظرة إيكولوجية إلى العالم عمادها نظرة إيكولوجية إلى الطبيعة، ونظرة إلى العلاقات بين الإنسان، بما هو موجود والطبيعة والعالم. ويقدم في هذا الإطار مفهوم "الإحالة الإيكولوجية" الذي يصف اتجاه العلاقات في الطبيعة ومنظوماتها، أو في البيئة الطبيعية، وذلك في مقابل نمط "الإحالة الأدائية" الذي يسود نسق التجهيزات والأدوات البشرية، أي البيئة المصطنعة. ثم يتطرق الفصل إلى مسألة الاغتراب بين الإنسان والطبيعة في ضوء نمطي الإحالة السابقين.
بعدها ينتــقل المؤلف إلى النظر في العلاقة بين المجتــمع والطبيعة من خلال العمل الاجتماعي، ثم يستعرض مبادئ الاقتصاد الإيكولوجي التي تتمثل في "زمن العمل الضروري إيكولوجياً"، ومحاكاة المنظومات الإيكولوجية، وفهم جديد للتقنية والتنمية المستدامة.
يحمل الفصل الثالث عنوان "الوعي الإيكولوجي"، فيما تحمله النظرة الإيكولوجية إلى العالم من وعي إيكولوجي وخصائص هذا الوعي. ثم يتأمل في الذات الإيكولوجية الحاملة لهذا الوعي وأبعادها ومكوناتها ومعنى تحقيق الذات على الصعيد الإيكولوجي، وما يتطلبه هذا التحقيق من معايير وقيم في المجال الأخلاقي والمجال الجمالي والمجال الاقتصادي. ثم يتوجه الفصل إلى الوعي الإيكولوجي وعلاقته بالإيديولوجيا وخصوصاً الإيديولوجيتين الرئيسيتين في عصرنا، أي الليبرالية والاشتراكية، ثم يتطرق إلى شبكات العمل الإيكولوجي وبرنامج عملها المقترح بما هي الحامل الاجتماعي للوعي الإيكولوجي.
ويتناول الجزء الأخير من الفصل علاقة الإيكولوجيا بالحضارة والدور الذي قد يؤديه الوعي الإيكولوجي على صعيد مصير حضارتنا المعاصر.
المؤلف حائز على البكالوريوس في الهندسة المدنية من "جامعة تشرين" عام 1989، وماجستير في الفلسفة من جامعة دمشق عام 2005، مرشح لمناقشة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة دمشق بأطروحة تحت عنوان "أنطولوجيا العلاقة بين الحضارة والإيكولوجيا".
من ترجماته المنشورة، الكتب التالية: الفلسفة البيئية من حقوق الحيوان إلى الإيكولوجيا الجذرية / في جزءين / تحرير: مايكل زيمرمان، سلسلة عالم المعرفة، الكويت العددان، 332 333/ 2006. ومدخل إلى الفكر الإيكولوجي / تأليف مجموعة من المفكرين، وزارة الثقافة، دمشق 2007. وشبكة الحياة / فهم علمي جديد للمنظومات الحية: تأليف فريتجوف كابرا، وزارة الثقافة، دمشق 2008. والرؤية المنظوماتية للعالم / تأليف إرفين لاشلو، الهيئة العامة السورية للكتاب، 2011.