''غدي نيوز''

نظّمت كلية الطب والعلوم الطبية وكلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس- الكسليك ندوة بعنوان “فيروس زيكا: من مرض قديم – جديد إلى تهديد عالمي!” في قاعة المؤتمرات بحضور عميدي الكلّيتين المنظمتين البروفسور جان كلود لحود والدكتورة لارا حنا واكيم وعدد من الأطباء والأساتذة والطلاب.
وقد هدفت هذه الندوة إلى توضيح كيفية انتقال هذا الفيروس وخصائصه وسبل الوقاية منه وأثره على المرأة الحامل.

بدايةً، قدّم العميد المشارك في كلية العلوم الزراعية والغذائية والاختصاصي في علم الحشرات الدكتور نبيل نمر مداخلة بعنوان “البعوض وفيروس زيكا” مشدداً على “أهمية عقد هذه الندوة، في الوقت الراهن، من أجل تدارك الوضع قبل حدوث مشكلة فعلية في لبنان”. واعتبر أنّ “تطوّر المواصلات جعل من انتقال الزيكا إلى لبنان أمراً سهلاً لاسيما وأنّ أنواع البعوض التي تنقل الزيكا ومنها (AEDES) هي موجودة في لبنان وقادرة أن تنقل المرض من شخص مصاب، كان قد سافر إلى البلدان الموبوءة وحمل الفيروس، إلى شخص سليم”.
وأشار إلى أنّ “لبنان، حالياً، هو بمنأى عن هذا الفيروس إلاّ أنّ الوضع مدعوّ إلى التفاقم نظراً إلى الانتشار الجغرافي السريع للفيروس وإلى اقتراب فصلي الربيع والصيف وما يرافقهما من ارتفاع في درجات الحرارة التي، بدورها، تحفّز نشاط البعوض وتزيد من قدرته على نقل المرض علماً أنّ المناطق الساحلية معرّضة أكثر من المناطق الجبلية للزيكا بسبب ارتفاع الحرارة فيها. كما أنّ الإنسان يتعرّض للسع البعوض التي تنقل الزيكا في النهار أكثر من الليل”.

ثم تحدّث الدكتور ربيع هليط وهو اختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية والأمراض الداخلية وحائز على الـ American Board بالإختصاصين المذكورين،عن الجانب الطبي لفيروس زيكا مؤكداً أنّه “ليس بجديد بل يعود تاريخه إلى العام 1940 حين اكتشف للمرة الأولى في أفريقيا وجزر المحيط الهادئ. ومؤخراً، سُجلّت في أيار 2015 أول إصابة بفيروس زيكا في البرازيل إلاّ أنّ أسباب انتشاره حالياً تبقى مجهولة. وتشير بيانات الجهات الطبية المختصة إلى وجود صلة بين فيروس زيكا وصغر حجم رأس المولود الجديد بالإضافة إلى مشاكل في العين. من هنا، حذّرت منظمة الصحة العالمية المرأة الحامل من السفر إلى الأماكن الموبوءة تفادياً لحصول مشاكل مماثلة”.
وأضاف أنّ “العدوى بفيروس زيكا تنتقل من خلال لسع بعوض AEDES لأنّ الفيروس يبقى في الدم لعدة أيام، والرجل المصاب قادر أن ينقل العدوى إلى شريكته من خلال العلاقة الجنسية لأنّ الفيروس يعيش في السائل المنوي لدى الرجل لأسبوع أو أكثر”. وأكّد أن “الفيروس لا ينتقل بالرضاعة”.
وأشار إلى أنّ “لبنان لم يشهد بعد أي إصابة مشدداً على “دور الأطباء النسائيين في مواكبة المرأة الحامل التي زارت إحدى البلدان الموبوءة، وإجراء كامل الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص إصابتها بالعدوى لاسيما وأنّ أعراض الزيكا تشبه، بشكلٍ كبير، أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى (مثل الزكام)، وهي الحمى والصداع وآلام في المفاصل…”
وللوقاية منه، نصح هليط أولاً “بتجنّب السفر إلى البدان التي ينتشر فيها فيروس زيكا. وإذا تعذّر ذلك، لابد من تجنّب لسع البعوض من خلال ارتداء ألبسة طويلة تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم، واستخدام طاردات الحشرات والناموسيات عند النوم. وفي حال الإصابة بالزيكا، من المهم الحصول على قسط كبير من الراحة ومعالجة العوارض باللجوء إلى الأدوية الشائعة في ظل غياب أي لقاح مضاد لهذا المرض”.
وفي الختام، فتح باب النقاش أمام الحضور للاستفسار أكثر عن هذا الموضوع.