بري ضيف شرف على البرلمانين الاوروبي والبلجيكي

Ghadi news

Wednesday, February 24, 2016

:بري ضيف شرف على البرلمانين الاوروبي والبلجيكي
اذا كان المطلوب التوطين فجوابنا لا والحكومة باقية

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"


شكل اليوم الاول لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى بروكسل محطة مهمة في مخاطبته ومحاورته البرلمانيين الاوروبيين حول القضايا الساخنة المطروحة والوضع في لبنان. وحل ضيف شرف في جلسة موسعة للجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوروبي بعد الظهر، في حضور رؤساء اللجان الخارجية لبرلمانيي الدول الاوروبية، وكذلك في جلسة مماثلة لمجلس النواب البلجيكي.

وزير الخارجية


استهل الرئيس بري زيارته لبلجيكا والبرلمان الاوروبي اليوم باستقبال نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز في مقر اقامته، في حضور الدكتور محود بري والسفير اللبناني رامي مرتضى.

وقال الوزير البلجيكي: "هذا اللقاء هو تحضير لزيارتي لبيروت في الايام المقبلة، وستكون مناسبة للقاء الشركاء اللبنانيين. وقد تحدثنا عن الوضع في المنطقة وضرورة ان يكون هناك حل سياسي لازمات المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق، وما ينبغي القيام به للمساعدة في قضية النازحين السوريين، وهو الدور الذي قام به مؤتمر لندن، خصوصا وان النزوح السوري القى بثقله اضافة الى اللاجئين الفلسطينيين على لبنان، وما يقتضي توفيره من المساعدات الانسانية واستمرارها. كذلك تناولت الوضع في لبنان وتقديم المساعدات التقنية بالنسبة الى الطاقة والمياه والنفايات. واعتقد انه في الاسابيع المقبلة سنتابع مناقشة هذه المواضيع وسبل المحافظة على لبنان كنموذج من خلال مجموعاته التي يتألف منها".

سئل: هل تناول النقاش التحديات الدولية المشتركة بين لبنان والاتحاد الاوروبي؟

أجاب: "طبعا تبادلنا وجهات النظر وعرض كل منها رأيه وسبل التعاون، خصوصا ان هناك حاجات في المنطقة، وهو ما أظهره مؤتمر لندن وكيفية تقديم الدول المساعدات الانسانية للاجئين السوريين. وأكدنا مجددا على الحل السياسي خصوصا وان لبنان وبلجيكا يجتمعان على قاعدة تقليدية هي الحوار سواء على المستوى الداخلي في سبيل تحقيق الاستقرار، او على المستوى الخارجي على صعيد الشركاء من اجل المشكلات التي تعاني منها".

لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان


وقبل الظهر، حل الرئيس بري ضيف شرف لدى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب البلجيكي برئاسة رئيسها ديرك فان مالن، وفي حضور عدد من اعضائها.

استهل رئيس اللجنة اللقاء بكلمة ترحيبية اشار فيها الى القواسم المشتركة بين البلدين وتعاون المجلسين.

ثم القى الرئيس بري كلمة قال فيها: "بداية اتوجه بالشكر الى دولة الرئيس سيغريد براك والى مجلس النواب البلجيكي لدعوتي لزيارة بلدكم الصديق في اطار الحوار البرلماني المستمر فيما بيننا وتبادل الافكار حول مختلف القضايا التي تعصف بالعالم والشرق على وجه الخصوص وما تقع منها على حدود الجوار الاوروبي. وأود بداية ان أتوجه بالشكر الى بلجيكا لاستضافاتها الجالية اللبنانية الكبيرة منذ زمن طويل والتي تعمل بنشاط في مختلف مجالات الاعمال. وأود ان اشكر بلجيكا على مشاركتها في قوات اليونيفيل ودعم عملية السلام والامن على حدودنا الجنوبية مع دعوتنا لاستكمال ذلك بالضغط من اجل تمكين لبنان من رسم حدوده البحرية، واننا سنعمل من اجل تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم تجديده بين مجلسينا بتاريخ 12/2/2013. اننا سنسعى لتكون العلاقات الاقتصادية بين لبنان وبلجيكا بمستوى العلاقات السياسية ولا بد من تنفيذ الاتفاقيات المعقودة بين بلدنيا".

أضاف: "كما اني بداية اؤكد على تطوير التعاون مع بلدكم على وجه الخصوص في افريقيا ومنطقة البحيرات الكبرى وجمهورية الكونغو الديموقراطية. وفي الواقع الراهن انقل شكر لبنان لبلجيكا على استمرار دعم الجيش اللبناني وتدريبها لعدد من الضباط مع الاشارة الى ان ذلك يمثل عاملا هاما في دعم استقرار وامن لبنان بمواجهة الارهاب المتمادي الذي يهدد حدود لبنان الشرقية والشمالية وحدود مجتمعنا وهو قد ارتكب العديد من الجرائم الموصوفة وعمليات القتل الجماعية وكذلك في العمليات الامنية الخاصة لاغلاق الموانىء الجوية والبحرية امام الارهاب وتهريب النازحين".

وتابع: "اننا بمواجهة الارهاب المتمادي نجدد ادانة لبنان الشديدة للتهديدات الارهابية لاوروبا ولبلدكم بشكل خاص، وأدعو الى عمل مشترك بين اجهزة الاتحاد الاوروبي والاجهزة الامنية اللبنانية. ان هزيمة الارهاب تقتضي كذلك الحد من المصادر التسليحية والتزام معايير دولية موحدة لتعريف الارهاب وصياغة قيادة دولية موحدة بمواجهة الارهاب المتمادي لأن التحالفات الآحادية والثنائيات لا يمكنها كبح الارهاب. ان الوقائع الشرق اوسطية خصوصا السورية والعراقية والارهاب التهجيري، أدت الى تشريد الشعب السوري وازمة النزوح تتفاقم منذ خمسة اعوام ومواجهة هذه المشكلة تحتاج الى ملاحظة اربع مسائل:

اولا: حلول مباشرة عبر مساعدة النازحين واقامتهم في مواقع تراعي الشروط الانسانية والصحية وتمكينهم من استئناف تعليمهم لمساعدة مباشرة للدول التي تحتضنهم.

ثانيا: بالحل السياسي للمشاكل في بلدهم وصرف الاموال على التنمية الشاملة ولو صرفت الاموال التي تصرف في الحروب لما كنا في هذا الوضع الذي عليه. اذا كان العرب قد وصلوا الى ما يسمونه عصر الربيع في الديموقراطية، ففي رأيي لا بد من انهم ذهبوا الى هذا الربيع من دون اوطانهم. كانت عادة الدولة مستمرة والانظمة تتغير، الآن يتغير كل شيء. بعض الدول انتهت حدودها وانتهى سايكس بيكو. كذلك في البلد لأن الاموال التي صرفت وتصرف على استيعاب مشكلة النزوح والاموال التي صرفت على تأجيج الحروب لو انها صرفت على التنمية الشاملة لكان ازدهار الانسان في الشرق مع الثروات الهائلة التي يعوم عليها وبناء انظمة مشاركة سياسية قد ادى الى ابعاد شبح الحروب والى انتاج مشاركة كافة للمواطنين في كل ما يصنع حياة الدول والمجتمعات والى ديموقراطية من صنع محلي تنافس الديموقراطيات في العالم.

ثالثا: إيجاد السبل الكفيلة لمنع الهجرة غير الشرعية بحرا وبرا وضبط الموانىء الجوية.

رابعا: البدء بتسهيل عودة النازحين الى المناطق الآمنة والمحررة من الارهاب مع تأهيل البنى التحتية فيها".

وقال: "في اطار معالجة مشكلة النزوح فإننا نثمن عاليا الدعم البلجيكي للبنان من خلال عضويتكم في الاتحاد الاوروبي وسياسة الجوار الاوروبي. وإنني في هذا المجال اود ان الفت نظركم الى ضخ مشكلة جديدة ناتجة عن تقليص الخدمات للاشقاء من اللاجئين الفلسطينيين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الانروا وهذا الامر".

اضاف: "يزيد من همومنا فيما نحن نعاني العجز من معالجة القضايا الموجودة. في لبنان اليوم حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري اضافة الى 400 الف فلسطيني كانوا في الاصل وطرأ عليهم 150 الفا فأصبح عددهم نصف مليون، وبالتالي هناك حوالى مليوني نازح سوري وفلسطيني، اي نصف عدد سكان لبنان تماما لان اللبنانيين الموجودين في لبنان لا يتجاوز عددهم اربعة ملايين. هل سمعتم ان بلدا في وقت معين وظرف معين استطاع في التاريخ ان يحمل نصف عدد سكانه؟ اشك ولا اعتقد ذلك. هذا لا يعني اننا لا نريد ان نحتضن هؤلاء الاخوة. فهم اخوتنا وعرب وجيران، ولكن هذا واقع يجب ان نعرفه. ماذا اختارت الاونروا؟ اختارت تخفيض المساعدات في وقت يستقبل لبنان اضافة الى اللاجئين السوريين حوالى 150 الف فلسطيني كما قلت. ما هذه المساعدة للبنان؟ وكيف يمكن ان يعاقب في الوقت الذي ندعي جميعا اننا نحتضن لبنان".

وتابع: "ان قرارات مؤتمر لندن لا يمكنها ان تغطي الا ثلث ما يحتاجه بلدنا الذي يقع عليه مسألة كل هذا الوزر وخصوصا السكن في اماكن الانتشار الباردة وتأمين الطبابة وشبكات الكهرباء والماء والمواصلات والبيئة النظيفة. وسياسيا فإننا كسبنا عدم انزلاق لبنان الى وقائع دامية الا ان ذلك يستدعي ادوارا ودعم الاشقاء والاصدقاء لصياغة حل سياسي للحوار. اننا في لبنان اعتمدنا سياسة الحوار الوطني حول القضايا الخلافية الاساسية والحوار الثنائي بين المستقبل وحزب الله حول المسائل الداخلية المتوترة ونوازع الفتنة بما مكن لبنان من عبور الكثير من الاستحقاقات، وآخرها استحقاق الامس بالنسبة الى الحكومة".

واردف: "انجاز الاستحقاق المتمثل بالانتخابات البلدية في ايار القادم. الا ان ذلك لا يمثل ابدا تعويضا عن انجاز الاستحقاق الاساسي وهو انتخاب رئيس جمهورية للبنان. وعلى المستوى السياسي العربي والاقليمي فإننا اذ نؤكد دعمنا لمقررات فيينا ولمقررات جنيف، ونرى انه حتى مع بداية وقف النار في سوريا الذي اعلن عنه امس لا بد من بناء قناعة حول ايجابية علاقة الجوار العربية - الايرانية كما الجوار الاوروبي لأن اعادة بناء الثقة في هذه العلاقات، خصوصا السعودية - الايرانية سيدعم دون شك الحلول السياسية للمشكلات اللبنانية والسورية واليمنية والعراقية والبحرانية وغيرها".

وقال: "ان القوة الامنية العسكرية مطلوبة بمواجهة الارهاب الذي يستكمل نقل جهوده بإتجاه افريقيا وشمالها على وجه الخصوص وهزيمة الارهاب في الشرق تقتضي ليس فقط بالقضاء على ما يوصف بدولته وانما على جميع قواعد ارتكازه وتفكيك جميع خلاياه وتجفيف مصادره المالية والتسليحية وموارده البشرية. اننا نعلم ان بلدكم العزيز رفع الى درجة عليا الاستعداد لمواجهة التهديدات الامنية الا ان ما اود ان اوجه عنايتكم الى ان الارهاب بقدر ما هو وشيك الا انه يمثل تهديدا دائما يقتضي الحرص والتعاون الدولي وخصوصا مع دول الشرق ويقتضي التفهم بأن التهديد ينبع من كل منظمات الجريمة المنظمة ومافيا السلاح والمخدرات وبالتالي فإنه يقتضي تجاوز عقدة (الاسلام فوبيا) الى التنبه الى مخاطر الشر الذي يبيع ويشتري ويسلح كل انواع الجريمة".


اضاف: "اخيرا بل اولا فإني اود ان اؤكد على بناء قناعة بأن قضية الشرق الاوسط الاساسية التي تشكل ام القضايا هي الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية اذ ان الاستيطان وجدار العزل وعنصرية الدولة وارهابها كلها امور كما تؤكد الوقائع تزيد من تنامي شعور الغضب والانتفاضات ولا حل في الاساس الا بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية. وقد بدأت بلجيكا ولو في خطوات وان خجولة في مجال الاعتراف".


وتابع: "قبل الختام فإنني بإسم المجلس النيابي اللبناني اؤكد دعمنا لعضوية بلدكم في مجلس الامن الدولي للعامين 2019 - 2020 تعبيرا عن ثقتنا بالدور البلجيكي الايجابي والفعال في المحافل الدولية لدعم قضايا لبنان والسلام والامن الدوليين. كما اؤكد في اطار استمرار تعاوننا وعلى تجديد دعوتنا لرئيس مجلس النواب السيد سيغريد براك لزيارة لبنان. انني بإسم لبنان الذي يتشكل من 18 طائفة وعشرات الفئات السياسية ومن مكونات جهوية ومختلفة اتوجه بإسم الجميع بالشكر الى بلجيكا الدولة الفيدرالية الموسعة بكل مكوناتها والى كافة سلطاتها واحزابها السياسية. في اللوحات الفنية لا بد من ان تتوافر فيها الظلال المختلفة والالوان المختلطة، فاذا كانت اللوحة بلون واحد او شكل واحد، فهي ليست لوحة فنية".

وختم: "في الختام ادعو الى جعل العلاقات البرلمانية اللبنانية البلجيكية انموذجا لعلاقات الحوار البرلمانية العربية - الاوروبية والى اعطاء زخم للدبلوماسية البرلمانية لما فيه مصلحة شعوبنا وتطوير العلاقة بين برلمانكم والبرلمان في لبنان".

اسئلة واجوبة


ورد الرئيس بري على اسئلة اعضاء اللجنة فقال حول استقالة وزير العدل: "هذه ليست المرة الاولى تحصل فيها استقالات في حكومات لبنان واعتقد بان الحكومة لا تقف عند هذه الاستقالة مع احترامي لها، اولا الوزير المستقيل لا ينتمي الى كتلة نيابية فهو قال انه خارج اطار الكتلة، وقبل مجيئي الى بلجيكا تكلمت مع الرئيس الحريري، لعله بعد حل مشكلة الحكومة من الافضل ان يعود الوزير عن استقالته والا يعين وزيرا آخر وفقا للدستور. وفي كل الحالات هذا الموضوع لا يؤثر على بقاء الحكومة، واود هنا القول انه عندما نتأخر في تشكيل نقتبس منكم في بلجيكا ونرى ان بلدنا لم يأخذ وقتا اكثر حتى الآن منكم في هذا الموضوع".

اضاف: "الحكومة ستبقى وهي استطاعت حيال موضوع حساس ان تقف موقفا موحدا، ولا يوجد خطر ايقافها، وكما قلت نأمل في عودة الوزير عن استقالته والا سنعين بديلا منه".

وحول موضوع النازحين السوريين الذي جاء في اكثر من سؤال قال الرئيس بري: "انا لا اقول ان موضوع المساعدات ليس ضروريا لكنني قلت مرارا ورددته اليوم امام وزير الخارجية ان المساعدات هي عبارة عن اسبرين لمرض لا يقل عن السرطان مهما بلغ حجمها. الحل المطلوب هو الحل السياسي الذي ينهي موضوع اللاجئين ويعيد الاستقرار الى سوريا، بل يؤثر على العراق ولبنان وسواه. لا ننسى ان سوريا الآن هي في خطر التقسيم لاكثر من دولتين، وهناك مخططات حول هذا الموضوع. واي تقسيم سيؤثر على المنطقة عموما، كما ان العراق يواجه هذا الخطر. اكرر ان الحل المطلوب سياسي. ما هو الحل السياسي. لقد سبق وتقدمت باقتراح على غرار ما جرى بين الغرب وايران في حل ال 5+1، وبدلا من هذه الصيغة لماذا لا يكون 6+1، دولتان كبريان ودولتان اقليميتان ودولتان عربيتان والاتحاد الاوروبي يكون المقر لاجراء هذه المحادثات. اذا جرى فرض حل وفقا للاصول يمكن الوصول الى نتيجة ولدينا تجربة لبنان".

وقال: "انا لست ضد الحوار بين السوريين ولكن الحوار مع من. نفهم ان هناك فريقا (النظام) ولكن من هو الفريق الآخر. المعارضة المعتدلة امر جيد، ولكننا كلنا نعلم ان الارض ممسوكة الآن من الارهابيين وهم غير مستعدين للحوار. في القرآن توجد آية لولادة المسيح ولا توجد آية لوالدة النبي محمد، والاسلام طبعا يؤمن بالمسيح وموسى، لكن الارهابيين يكفرون المسيحي واليهودي والمسلم الشيعي والمسلم السني. اذا لم يكن مؤمنا بما يؤمنون به، وهم طبعا لا يمثلون الاسلام".

وردا على سؤال اعرب عن تقديره "لدور اليونيفيل والوحدات العاملة فيها في الجنوب وللدور الذي تقوم به بلجيكا في نطاقها الى تدريبها الجيش اللبناني"، مشيرا الى انه "يتفهم قرارها من المشاركة في القوات الدولية ويحترمه".

وردا على سؤال على انه اقدم رئيس للمجلس النيابي في العالم، قال: "نعم انا اقدم رئيس برلمان. انا عميد رؤساء البرلمانات، ولا ادري اذا كان هذا العمل سهلا في لبنان. صدقني ليس سهلا على الاطلاق، ولكنه امر واقع. ان شاء الله استطيع ان افيد بدوري بعد".

وقال: "التوازن صعب في لبنان كما هنا أيضا، ولكن الحفاظ على لبنان هو حفاظ على الحضارة الانسانية، فإذا انهار لبنان في الشرق الاوسط صدقوني انه سيكون انهيارا للتعايش بين الاديان والمكونات في المنطقة كلها".

وأضاف: "لا أحد يستطيع ان يقول ان اسرائيل هي دولة ديموقراطية، طالما هي تقول انها دولة لطرف او دين واحد. نحن لا نعيش الارقام في لبنان، أي نفكر ان المسلم أكثر او المسيحي أكثر، فهذا الكوكتيل الرائع للحضارات الانسانية هو غنى للبنان ونحن دائما نحافظ على هذا التوازن ونعرف صعوبة الامر، نحن عائلة واحدة في لبنان، برغم وجود 18 طائفة".

وعن اتهام حزب الله بأنه يصادر القرار في لبنان، قال: "علينا ان نفصل بين ما يقوله بعض الاعلام وبين موضوع المقاومة. من دخل أراضي الآخر، نحن ام اسرائيل. هي التي شردت الشعب الفلسطيني، وبذريعة وجود الفلسطينيين اجتاحت لبنان عام 1978، وفي حينه ماذا فعل لبنان؟ هل كانت توجد مقاومة. لقد ذهبنا الى الامم المتحدة ومجلس الامن وصدر القرار 425 بناء لمشروع أميركي، وبدلا من ان ينسحب شارون قام بعد أربع سنوات باجتياح العاصمة بيروت، الامر الذي أجبر الشعب اللبناني على ان يقاوم وكانت هذه المقاومة من أطراف عدة، والآن يحمل رايتها حزب الله، وهو لا يهدف الى السيطرة على القرار اللبناني. حزب الله يحرص تماما على الصيغة اللبنانية كما أنا وسعد الحريري وأي لبناني آخر".

وعن الرئاسة، قال: "الازمة ليست بسبب الاختلاف بين المسلم والمسلم، أو المسيحي والمسيحي، أو المسلم والمسيحي، هي مشكلة بين الموارنة أنفسهم، وهناك مرشحان الآن، كل واحد منهما يؤيده فريق. والبعض الآن يستعمل النصاب من أجل تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية".

وعن الموقف السعودي الأخير، قال: "في الحقيقة، إن السعودية هي دولة عربية، ونحن أيضا دولة عربية، وليس هناك من مصلحة على الإطلاق في أن يكون هناك خلاف بين لبنان وأي دولة عربية، وما حصل هو نتيجة معادلات سواء في سوريا او العراق. نحن لدينا في لبنان أطراف وأحزاب ونتمتع بحرية الرأي، وما حصل أن السعودية تأثرت وأوقفت الهبة، وقد جرت معالجة الامر في الحكومة وخرجنا بصيغة واحدة لتلافي أي خلاف مع أي بلد عربي، فنحن بلد عربي ونؤكد هذا الموضوع".

البرلمان الاوروبي


وبعد الظهر، حل الرئيس بري أيضا ضيف شرف على البرلمان الأوروبي، حيث تحدث عن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان برئاسة المار بروك وبمشاركة رؤساء لجان الشؤون الخارجية في برلمانات دول الاتحاد الاوروبي وحشد من البرلمانيين والمهتمين.

وألقى الرئيس بري كلمة قال فيها: "أود بداية أن أشكر مجلس النواب البلجيكي ورئيسه دولة الرئيس سيغريد باراك على دعوتي لزيارة بلجيكا وتضمين برنامج الزيارة هذا اللقاء البرلماني مع لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوروبي. وأشير بتقدير عال إلى ما تم تنفيذه من مراحل مشروع التنمية البرلمانية لمجلس النواب اللبناني والممول من الاتحاد الاوروبي، والذي يمتد على عامين حتى حزيران (يونيو) 2016، ونحن نتمنى تمديد مراحل المشروع وزيادة وتمويل البرنامج الخاص بالرقابة البرلمانية. ولا بد من أن أوجه عنايتكم إلى وجود ممثل دائم لمجلسنا في البرلمان الاوروبي للمتابعة، ولدينا عمل متقن ودائم يقوم به السفير اللبناني والسفارة في بلدكم في اطار الاهتمام الخاص بموقف اوروبا وبلجيكا من قضايا الشرق الاوسط، والتي تأتي في اطار علاقة الجوار الاوروبي المتوسطي، خصوصا أن جغرافيا الحوض المتوسط تجمع بين لبنان وعدد من دول الاتحاد الاوروبي، اضافة إلى العلاقات التاريخية والحضارية والاقتصادية والتجارية منذ آلاف السنين، وهو الامر الذي برع فيه أجدادنا أكثر منا".

أضاف: "كسبا لوقتكم الثمين، أود بداية أن أطالبكم بالضغط على حكوماتكم من أجل خفض سقف التوترات في الشرق الأوسط وتحديد الهدف فقط بالقضاء على الارهاب من دون زيادة التوجهات، لأن هذه التجربة فشلت، ولأن اقامة النظام هو من مهمة الشعوب. ولقد أكدت التدخلات الأجنبية في شؤون غير بلد عربي وآسيوي وإفريقي أن التدخلات ذات الطابع السياسي لم تحل أزمة العلاقة بين النظام والشعب، حيث لا يمكن للديموقراطية إلا أن يكون، إن لم يكن كلها جزءا كبيرا منها صناعة وطنية. ويجب أن تتحقق في كل شعوب منطقتنا، غير أن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة".

وتابع: "أحذر من أن أحلام السيطرة على موارد منطقتنا البشرية والطبيعية تتم وفق خطط وتنظيم حفلات إعدام جماعية لشعوبنا عبر استخدام اسلوب الفوضى البناءة وأدواته الإرهابية وتمول انتحارنا بمواردنا المالية، وهو أمر يجب ان يقف عند حد بناء مصالح مشتركة، كما حدث في صياغة وتنفيذ اتفاق 5+1 وايران والاتفاقيات الاخيرة بين دول في أوروبا وإيران".

وأردف الرئيس بري: "سأرسم أمامكم مشهد الصورة الحقيقية في لبنان، حيث أننا نعاني: أولا: من توترات سياسية على خلفية الاصطفافات الخاصة بإنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات الرئاسية، إلا أن لبنان الذي تشبه أزماته السياسية واقع الحال في بلدان أوروبية لم ينخرط في حروب دامية، كما حدث في الشرق، وما زال يحافظ على استقرار أمني وسياسي تمكنا من خلاله ادارة حوار وطني يضم كل الفئات اللبنانية عبر قادة الكتل على عناوين وطنية بدءا بالاستحقاق الرئاسي، وصولا إلى دعم الجيش، وعلى كل المسائل الخلافية والاشكالية، وهي تناقش في اجتماعات دورية.

ثانيا: إننا ندير حوارا ثنائيا بين تيار المستقبل وحزب الله، وقد أدى هذا الحوار الى تنظيم العلاقة بين مكونين أساسيين وخفض سقف التوترات السياسية ومنع الفتنة المذهبية، وهذا الحوار مكن لبنان من صيانة سلمه الأهلي.

ثالثا: إن معاناتنا وشكوانا نابعة من وجود مليون ونصف مليون لاجىء سوري على أرض بلدنا، ومع وجود سابق وحالي لنصف مليون لاجىء فلسطيني، مما أثار مخاوف اللبنانيين من ضخ مشكلة نازحين ناتجة من تشظي قضايا وأزمات المنطقة في وقت يجري:

أ ـ تقليص خدمات وحال التقشف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا في لبنان، وهو الأمر الذي زاد من مخاوف الفلسطينيين لأنه يمثل المزيد من التخلي عنهم وعن حقهم في الحياة وتحقيق أمانيهم الوطنية.

ب - ان اللاجئين السوريين وحدهم يمثلون واحدا على ثلاثة من عدد السكان اللبنانيين، وهم يحتاجون إلى مختلف انواع الخدمات في السكن والصحة والتربية والبيئة والنقل والطاقة والمياه والوقاية من البرد الشديد، هذا عدا النواحي الامنية التي يمكن أن نتداركها أحيانا وأحيانا.

إن ما تجدر ملاحظته هو أن لبنان في ما تقدم لا يشكل ميناء بحريا أو جويا أو بريا لتصدير أزمة اللاجئين إلى بلدانكم لأننا على يقين من أن الحل المطلوب أولا وثانيا وعاشرا هو سياسي. إننا نؤكد حرصنا على التعاون الكامل مع الاتحاد الاوروبي للحد من هذه الازمة، وإن تدفق اللاجئين هو فرصة ذهبية لصعود الاحزاب اليمينية المتطرفة وتفكك المؤسسات الاوروبية المشتركة. لقد اخفق مؤتمر لندن في منح لبنان ما يلزمه لمواجهة ازمة النازحين بل ثلث ما يحتاجه، وإننا لمواجهة الواقع كنا وما زلنا نأمل بإنشاء محطات كهرباء ومدارس ومستشفيات ومواقع لضخ المياه لتمكين لبنان من القيام بالمهمات الانسانية، وكذلك فاننا في لبنان لا يمكن لنا ان نقبل بإستمرار ادارة دولية مستقلة لمشكلة النازحين، خصوصا أن الهدر لم يتقلص، بل تقلصت الموازنات. إن لبنان يأمل في زيادة المساعدات في المجال الامني لضبط تسرب الارهاب الى مخيمات النازحين او عبر الحدود.

رابعا: إننا في إطار مشاريع الجوار الاوروبي المتعلقة بلبنان نشكر لكم العناوين المخصصة لمجالات التدخل، مع الاشارة الى ان بعض العناوين متشابهة مع قرارات لندن في ما يختص بالمساعدات الانسانية والتنقل والهجرة.

خامسا: نؤكد لكم أن لبنان سيعمل على الدوام لتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية التي ربما تكون اعدادها في لبنان يساوي اعدادها في اوروبا مجتمعة. وإننا اذ نؤكد شكرنا على المساعدة من اجل التقدم في المسائل المتعلقة بالمياه، ندعوكم الى مساعدتنا في تخصيص موارد مماثلة لانجاز مسألة رسم الحدود البحرية وتمكين لبنان من الاستثمار على ثروته البحرية".

وقال: "في الشرق الاوسط حروب صغيرة وكبيرة وتدخلات اقليمية ودولية كلها علقت في وحول المنطقة، وهي بدل ان تخلص نفسها وتخلصنا زادت من تدخلاتها واحلافها وتحاول تصحيح الاخطاء بإرتكاب الخطيئة. انا اعتقد ان المطلوب فرض حلول سياسية لازمات المنطقة حيث ان المكونات المحلية باتت عاجزة عن اجتراح حلول. وإنني مثلا أجزم ان الحل بالنسبة لمسألة تدفق النازحين هو بصراحة كاملة بصرف المال على بناء وصنع حلول سياسية في بلدان المنشأ وعلى التنمية والاعمار واعادة النازحين اليها لا توطين مشاكلهم هنا وهناك. ولبنان بكل صراحة، كما ينص دستورنا، لا يقبل بأي توطين لأي كان، حتى للشقيق العربي. وبالنسبة الى الارهاب فهو لم يعد مشكلة سورية أو عراقية ولا هو (فوبيا إسلامية)، بل تحول الى مشكلة اقليمية ودولية. وأجزم أن لديكم معلومات حول هذا المرض، فقد تم تصدير المشبوهين والافراد والجيوش الاجنبية من بلدان العالم الى الشرق الذي اعادهم، وقد اكتسبوا خبرات في القتل والتدمير والمزيد من المهارات القتالية. وأنا اعتقد بضرورة وجود قرار دولي ناجز ضد الارهاب وقرار واضح بتجفيف مصادره المالية والتسليحية، وبالتالي تشكيل غرفة عمليات دولية بإشراف الامم المتحدة للتصدي للارهاب امنيا وعسكريا، والارهاب الذي يقيم دولة داخل دولتين بين العراق وسوريا وامنا ذاتيا في بعض مناطق اليمن، وينتشر من سرت في ليبيا الى البحر ويهدد الهلال النفطي الليبي ودول الجوار المغربي وينتشر في بعض مناطق سيناء ومالي والجوار المالي والصومال وبوكوحرام في نيجيريا، ويحرك خلايا اجرامية في اوروبا وكل قارات العالم ويهدد النظام الامني الدولي".

وختم: "ايها البرلمانيون، إني ما زلت أرى أن حل مشكلات الشرق الاوسط يبدأ من فلسطين عبر وقف الاستيطان والقتل على الهوية والتشريد والتدمير وتجريف الاراضي. وبالنسبة الى لبنان، سنبقى نتطلع بعين الامل الى اوروبا الجارة ومسعاها لجعل لبنان انموذجا للدولة وادوارها وانموذجا للديموقراطية. لبنان يندرج في القائمة الحرجة، واذا انهار سينهار النموذج الشرق اوسطي الوحيد، بل الاوحد للتعايش والتسامح. وبالنسبة الى العلاقة الخاصة مع بلجيكا وفرنسا في اطار الاتفاقيات والمنظمات التي تؤدي ادوارا في اطار تعزيز الادوار البرلمانية، فإني ادعو الى تنفيذ الاتفاقات المعقودة وبناء افضل العلاقات بين اتحادكم وبلدانكم ولبنان".

حوار
وكانت أسئلة وأجوبة من الحاضرين ومعظمها ركز على النازحين، فقال: "أريد أن أسأل كل واحد منكم، ما هي المساعدات التي قدمها الاتحاد الاوروبي او غيره الى لبنان حتى اليوم؟ كما قلت المطلوب الحل السياسي اولا وعاشرا. ولقد ذكرت في كلمتي حول المشكلات الناجمة عن وجود النازحين أكان على مستوى الكهرباء والمياه والصحة والمدارس وسواها، ما هي المبالغ المخصصة للبنان؟ هل تعلمون كم عدد الذين ولدوا من النازحين في لبنان؟ هناك حوالى ربع مليون مولود جديد، فهل سأل أحد منكم عن تكاليف المستشفيات؟".

وردا على سؤال عن التأثير الامني للنازحين في لبنان، فقال: "نعم، هناك حاجة الى تعزيز دور الجيش والقوى الامنية، وبلجيكا مشكورة لتدريبها اعدادا من الضباط اللبنانيين، ومشكورة السعودية مرة وعشر مرات، ولا أعتقد أنها ستبقى على قرارها الاخير. لبنان عمل وسيعمل من اجل النازحين، لكن التقدير لا يكون بالشكر، وبالشكر تدوم النعم. لكن ان شكرتم لازيدنكم".

أضاف: "ساكون صريحا، لا شيء من الصراحة بين الاصدقاء، لبنان كان دائما صديقا لاوروبا، واوروبا كذلك، لكن لم يعط له شيء كي يقوم بهذا الدور بيده. واذا كان المطلوب التوطين، فالجواب لا. والتوطين مرفوض في الدستور اللبناني. لبنان لوحة فنية نادرة مختلفة الالوان والاشكال، ولا يمكن ان تكون من لون واحد يطغى على الالوان الاخرى، هذا اللبنان الذي نريد هو آخر بلد للتعايش والتسامح في المنطقة".

وتابع: "تستطيع اوروبا المشاركة في الحل السياسي في سوريا، وكما قلت انني اطالب بفرض حل في المنطقة، والا سنصل الى تقسيم المقسم. هناك مؤامرة تقسيم سوريا والعراق، ولا ادري كم دولة ستصير ليبيا، وما خطط في سايكس بيكو قد انتهى، وآن الاوان للتضافر جميعا ولا يطغى واحد على آخر".

وردا على سؤال، قال: "اريد ان اسأل، هل ان الاميركيين استقبلوا اكثر من 90 مليونا، كما ورد في السؤال قبل الهنود الحمر ام بعدهم؟".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن