"غدي نيوز"

يثير غلاف مجلّة “تايم” الجديد (عدد 21 آذار الحالي)، نقاشات واسعة على مواقع التواصل بين مؤيّد ومنتقد له. تتوسّط الغلاف صورة لسيّدة سوداء حامل، وشبه عارية، بجانب عنوان: “سلاح الحرب السرّي: لإنهاء كارثة اغتصاب الحروب”. يعرّف الغلاف عن السيّدة محور الصورة، مشيراً إلى أنّها تدعى آياك، و”اغتصبها جنود أكثر من مرّة خلال الحرب الأهليّة في جنوب السودان”. عند التقاط الصورة في كانون الأوّل من العام 2015، كانت آياك في شهرها التاسع.
حظيت قصّة الغلاف باهتمام متابعين كثر، لكنّ خيار الصورة تسبّب بانتقادات كثيرة للمجلّة، وسألت المدوّنة الأميركيّة زوي سامودزي في سلسلة تغريدات على “تويتر”: “بما أنّ آياك ضحيّة اغتصاب، فلماذا تظهر شبه عارية على غلافكم؟ لماذا تجدون أنّه من المناسب نشر صورة لضحيّة اغتصاب سوداء في وضعيّة استشراقيّة تصوّرها كموضوع جنسي؟ لمَ تشييء النساء ذوات البشرة السوداء دائما لأغراض سياسيّة؟ ألم يكن بإمكانكم عرض الوجه فقط؟”. موقع “أرّي سور إيماج” الفرنسي نقل ما كتبته سامودزي، ونشر لتوثيق فكرتها لوحات استشراقيّة من القرن التاسع عشر تظهر سيّدات أفريقيّات عاريات، بشكل يشبه كثيراً الزاوية التي التقط منها غلاف “تايم”.
بعض المغرّدين قارنوا بين الغلاف الحالي، وغلاف آخر للمجلّة ذاتها عن موضوع الاغتصاب صدر في 26 أيار لعام 2014. ففي الغلاف المتعلّق بجرائم الحرب، وخصوصاً في أفريقيا، لم تجد المجلّة ضيراً في نشر صورة ضحيّة ذات بشرة سوداء، ولم يشكّل الأمر بالنسبة لها خرقاً لأخلاقيّات المهنة. أما في حالة غلاف العام 2014، والذي تطرّق لضحايا الاغتصاب في الجامعات الأميركيّة، فاكتفت المجلّة على صفحتها الأولى بتصميم يظهر عبارة “اغتصاب” باللون الأحمر، من دون عرض صور للضحايا. وعلّقت إحدى المغرّدات: “الفرق واضح، المجلّة لم تكن لتجرؤ على عرض صورة ضحيّة بيضاء”، واصفةً الغلاف “بالمعيب وغير الأخلاقي”.
بعض المشاركين في النقاش أبدوا تسامحاً مع خيار “تايم” التحريريّ، وكتب أحدهم: “يتطلّب الأمر شجاعة كبيرة لناجية من جريمة مماثلة، أن تظهر على غلاف “تايم”، وتعرض حملها بنتيجة الاغتصاب على الملأ”. فيما دان بعضهم اختيار الصورة، مع الإشارة إلى أنّ مضمون ملفّ المجلّة عن اغتصاب الحروب مهمّ، ويتضمّن معلومات قيّمة حول جرائم بقيت لسنوات طويلة في الظلّ، وكان بالإمكان توثيقه بصورة لا تتضمّن إهانة للضحايا.

المصدر : وكالات