fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
افتتح وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، مؤتمر "مهارات القرن الواحد والعشرون من خلال تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات"، الذي نظمته جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في كلية المقاصد للبنات في منطقة الباشورة بحضور وزير البيئة محمد المشنوق، رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، المنسق العام لاتحاد المؤسسات التربوية الأب بطرس عازار ورؤساء المؤسسات والمناطق التربوية وممثلين عن المدارس والجامعات في لبنان وأعضاء مجلس أمناء المقاصد والعديد من الهيئات التعليمية.
شاتيلا
وبعد جولة اطلع فيها بوصعب والمشنوق والحضور على مشاريع الطلاب التي تتعلق بموضوع افتتاح المؤتمر في كيفية دمج التكنولوجيا والرياضيات والهندسة والعلوم، استهل الحفل بالنشيدين الوطني والمقاصدي، ثم تحدثت مديرة عام العمليات في المقاصد عدلا شاتيلا التي قالت: "عودتنا المقاصد منذ تأسيسها أن تكون السباقة في مواكبة التطورات على صعيد التربية والتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية. وقد لعبت المقاصد ومازالت دورا أساسيا في بناء المجتمع اللبناني المعروف بتسامحه وغناه وتعايشه المشترك".
أضافت: "رسالة المقاصد ترتكز على تنشئة الإنسان على العلم وتربيته على التسامح والعدل والاعتدال منفتحا على العالم وثقافاته، ونشر العلم والمعرفة واحترام الآخر بحيث تترجم هذه الرسالة إلى مهارات حياتية .إلى مهارات القرن الواحد والعشرين. مهارات تمارس بين أبناء المجتمع والوطن، وتهتم برعاية الإنسان اجتماعيا وصحيا وصون كرامته. كل ذلك من خلال إدارة حديثة متجددة تقوم بتنمية الموارد البشرية بشكل دائم".
وختمت بالقول: "جديدنا هذا العام البدء بتخريج طلاب من الصف النهائي يحملون بالإضافة إلى الشهادة المدرسية شهادة متعددة من Microsoft فقد تم البدء بتفعيل Microsoft IT Academy في ثلاثة مراكز".
بو صعب
وتحدث الوزير بو صعب فقال: "إنها مناسبة تربوية متقدمة تأتي في هذا الزمن الصعب لتكرس تطلعاتنا الدائمة نحو الأهداف الأسمى وهي التربية المتمايزة ومواكبة العصر المتسارع.التحية من هذا المنبر بالذات إلى دولة الرئيس تمام سلام على صبره وطول أناته والحفاظ على البلاد من العواصف التي لا ترحم لكي تبقى المؤسسات ولو في الحد الأدنى قادرة على المتابعة. بكل بلد تخلق فيها ازمه يكون فيها اطراف متنازعة تسبب ازمه، ولكن بالمقابل نلاقي أشخاصا تتحمل بصبرها وبحكمتها استيعاب هذه الأزمة، وابن مؤسسة المقاصد الرئيس تمام سلام هو من الأشخاص النادرين الذي يمتص هذه الأزمة كي نوصل الوطن على بر الأمان بقد الإمكان في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها".
ورأى إن "هذا المؤتمر يطرح مقاربات جديدة لمنظومة التعليم ، هدفها إعداد الأجيال علميا وهندسيا وتكنولوجيا لتلبية الوظائف الجديدة التي أوجدها العصر الراهن وكيفية تحديث وسائل التعليم لكي نكون ضمن دائرة المستفيدين.إنها مرحلة تتطلب اتخاذ قرارات جريئة ومدروسة في آن من أجل الإنخراط في الرؤية الجديدة للتعليم في المستقبل.نحن في حاجة إلى التشاور كما في كل قرار وطني ومصيري بهذا الحجم. فكما تعلمون في وزارة التربية أطلقنا عدة حملات، انتقدنا على البعض منها لأنه كان هناك جرأة بطرح المشاكل التي نعاني منها تربويا رغم السنين، ورغم ان معظمكم يعلم ان هذه المشاكل موجودة، انما كان البعض يرتئي عدم الكلام عن هذه الازمة، لاننا اذا تكلمنا بها نكون قد ضربنا مسيرة التعليم، ونقوم بضرب الامتحانات الرسمية، ونقوم بضرب الشهادات، انما بالواقع هو عكس ذلك، فالذي لا يتكلم بالمشكلة التي يعيش فيها لن يستطيع تغييرها، والذي ليس لديه الجرأة ليقول أين مكامن الخطأ لن يستطيع فعل الفرق، ومن هنا بدأت بطرح هذه المشاكل التي نعيشها على مراحل، وعندما شعرنا بالأزمة الخاصة بالمناهج كان مؤتمر التربية التي اوضحنا خلالها كافة الأمور وقلنا يجب ان يكون لدينا الجرأة للذهاب الى الحلول، من المؤسف ان دولة تحترم نفسها لا تعطي التربية الأولوية والأهمية قصوى، لانه بالفعل ان بناء الوطن يبدأ من بناء قطاع تربية سليم. وتكلمنا كذلك عن أزمة الامتحانات التي هي وكما يعلم الجميع موجودة ومعروفة وحقيقية، 55 بالمئة من الطلاب اقروا بانهم غشوا بامتحانات الشهادة الرسمية، والبعض منهم لم يقر بعملية الغش".
اضاف :" السنة الماضية تكلمنا عن هذا الموضوع وبدأت الانتقادات بأنني اريد ضرب الشهادة الرسمية، كلا انا اريد حماية الشهادة الرسمية وانا لا أستطيع القيام بذلك وحدي بل بمساعدة الجميع، ولكن ليكون لدينا جرأة الاعتراف بان هذا حاصل، هذا العام أخذنا قرارات جريئة سيكون هناك تغيير بعملية إدارة الامتحانات الرسمية، الذي أريد تأكيده باننا بدانا على الطريق الصحيح، وبدأت الانتقادات وبدأنا بسماع أصوات بعض المتضررين، يجب ان نقرر لإنقاذ التربية في لبنان سويا يدا بيد أحداث فرق، إن الدولة بعدم إعطائها الأموال الكافية لبناء المدارس والمختبرات للتعليم الرسمي، ولإدخال أساتذة ومعلمين مكان المحالين على المتقاعدين كل عام، فانها بذلك تقوم بتفريغ القطاع الرسمي من كفاءاته وحاجاته، بنفس الوقت نجد معظم السياسيين يصرحون بانهم من المدافعين عن القطاع الرسمي، وعند اخذ القرار يصوتون بان تصرف الأموال في مكان آخر وليس في المكان الذي يعني الوطن، فلذلك سيكون لدينا ورشة عمل كبيرة، سنقول الأمور كما هي، وسنبقى نطالب مع الطيبين ومع الوزراء المعنيين ومع رئيس حكومتنا لوضع قطاع التربية في المقدمة".
واكد "ان عدم إعداد المعلمين في كلية التربية بصورة مستمرة واللجوء إلى التعاقد أدى إلى تراجع في المستوى وإلى الإرباك في المدارس الرسمية .التغيير في المناهج يستدعي تغييرا ملائما في الدروس الجامعية وتوثيق العلاقة مع سوق العمل العالمية وليس فقط المحلية بلبنان، اي يجب البحث في كيفية تطوير مناهجنا وان يكون لدينا جرأة التغيير بها، وليس بعمل إعادة كتابة كتب وتطويرها"، موضحا " طلابنا سبقونا، وعند دخولنا اليوم التقينا ببعض طلاب المقاصد، واذا استمعتم لاي واحد منهم تقولون بان حل الازمة موجودة عند هذا الطالب، الدولة بعظمتها وكبرها فاشلة بحل هذه الأمور، ان ما ينقصنا هو الإرادة والقرار السياسي، ومن هنا أقول: نحن في أزمة سياسية كبيرة، والازمة هي بين الصراع على الإبقاء على الماضي، وكيفية حكم لبنان بالطريقة الماشية بالماضي، واي لبنان نريد من الان للغد، كل التجاذب السياسي الذي نراه لانه هذا هو الصراع الحقيقي، هناك أناس لغاية هذه اللحظة غير مقتنعين بالشراكة الحقيقية، وغير المقتنع بالشراكة الحقيقية هو معرقل لبناء الوطن، الأمور لن تعود الى الوراء، الظرف تغير، الحاصل حولنا بالمنطقة هو بمثابة انذار لنا".
وختم وزير التربية :" نحن لغاية الان وبفعل القوى الأمنية والجيش اللبناني والذين نوجه لهم الف تحية ما زلنا محافظين على لبنان الذي نطمح ان يكون وطننا جميعا، وهذه المدرسة العريقة الموجودين بها اليوم المقاصد والتي تعلم الدين الإسلامي الحقيقي، دين التسامح والمحبة، هذا الذي سنبني عليه وعلى هكذا شراكة في هذا الوطن، يجب ان يفهم البعض ان التطرف الذي يسيرون به بأخذ القرارات سيودي بنا الى الانهيار، نامل ان هذه التجاذبات التي نمر بها تصل بنهاية المطاف وتكون صورة واضحة للجميع بانه ليس هناك من مهرب يجب ان نرجع نكون شركاء حقيقيين، ويجب ان نعترف بالممثلين الحقيقيين، ويجب ان نتعاون مع بعضنا البعض على هذا الأساس، لا احد يستطيع الغاء احد في هذا البلد، ولا احد يستطيع ان يستفرد بأحد، نحن هدفنا اليوم ان نتفق مع بعضنا البعض، وليس ان نتفق على بعضنا البعض، فعندما تدخل هذه القناعة برأس الجميع سنرى حلولا حقيقية، ولكن للأسف هذا الشيء غير متوافر اليوم، الريادة تقتضي الجرأة في التطوير والتحديث، والوقت لا يسمح بمقاومة التجديد بل بدرس عملية التحول، إذا نجحنا في التأقلم مع هذا التغيير ستكون عيون العالم العربي والمنطقة والعالم موجهة نحونا للافادة من تجاربنا، نحن في حاجة إلى نظام تعليم يولد فرص العمل ويحجز لنا الأولوية في الحصول على فرص العمل أينما توافرت في العالم" .