fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
على رغم كلّ ما أحرزه الإنسان من تقدّم في عالم التكنولوجيا خلال العقود الأخيرة، لا يزال المجال مفتوحاً على مصراعيه لإبتكارات وإختراعات واكتشافات تكنولوجية جديدة، أبرزها الروبوتات التي بدأت تظهر على شكل بشر وتقوم بما نقوم به.تستثمر شركات التكنولوجيا مليارات الدولارات في مجال الذكاء الإصطناعي والروبوتات، لتجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. فقد بدأ عصر إعتماد البشر على الروبوتات بشكل كبير، بحيث نلاحظ اليوم قيام مصانع بالكامل على سواعد الروبوتات والآلات، ونلاحظ إندماجها في كثير من المجالات والصناعات.
روبوتات تشبه البشر
بات من الملاحظ في الفترة الأخيرة إهتمام الشركات التكنولوجية في تطوير روبوتات تشبه البشر بشكلها وتصرّفاتها، وتدمج بين الإثنين في كائن واحد يملك غرائز الإنسان وذكاء الآلات الخارق. وكلّ ذلك يبشّر بقيام عصر جديد تماماً تكون السيادة فيه للأجهزة الإلكترونية، ويتولّى القيادة فيها الروبوت الذي سينتشر نتيجة التقدّم الهائل في مجال الذكاء الإصطناعي القابل للتكيّف، والذي يتفوّق بمراحل على الذكاء الطبيعي للبشر.
وفي السياق عينه، يشير بعض المحلّلين ذات المخيّلات الواسعة إلى أنه سوف يأتي يوم، يفضّل فيه المرء التعامل مع الروبوت بدلاً من التعامل مع البشر، وأنّ العلاقات بين البشر والروبوتات ستكون أكثر قوة وتنوّعاً وستقوم على الإحترام المتبادل وعلى الصدق، بحيث يمكن للمرء أن يأتمنه على أدقّ أسراره دون أن يخشى منه الغدر والخيانة.
علاقات شاذة
على غرار جميع التقنيات الإلكترونية المتطوّرة، من المؤكّد أنّ بعض الأشخاص سيسيء إستخدام الروبوتات كما أساء إستخدام غيرها من التكنولوجيات. وفي هذا السياق، تمّ إجراء بعض البحوث لرصد نوع العلاقة التي يمكن أن تنشأ تحت ظروف معيّنة بين البشر والروبوتات، خصوصاً في ظلّ التطوّرات التي تجري الآن على بنية الروبوتات، وهيأتها التي أصبحت تحاكي هيئة ومواصفات الإنسان من حيث الحجم والملامح والملمس.
وأشارت هذه البحوث إلى أنه ليس من المستبعد أن يجد أناس أنفسهم في علاقة ولع حقيقية بالروبوتات ويرغبون في أن يتّخذوا منها أصدقاء أو شركاء وأزواجاً أو زوجات. والمجتمعات الغربية التي يوجد فيها أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لا يتحلّون بالإيمان وتغيب عن حياتهم الأديان، ستتقبّل هذه العلاقات مثلما تقبّلت الكثير من العلاقات الحميمة الشاذة الأخرى مثل زواج المثليين. لكن على رغم كلّ ذلك، وبحسب الأبحاث، ستبقى هذه العلاقات الشاذة محدودة ولن تكون كثيرة الإنتشار.
مخاطر متعددة
يعتقد الخبراء أنه مع إزدياد ذكاء الآلات، سوف تعمد يوماً ما ربما الى التمرّد على البشر من خلال تطوير نفسها وتعزيز نفوذها، وبالتالي تبدأ مصارعة الإنسان على موارد الطاقة التي تحتاجها من أجل البقاء حيّة، معتمدة بذلك على تفوّقها الذهني والبدني.
وأشار الخبراء إلى أنّ هذه المخاطر لا يمكن أن تأتي من الآلات وحدها، إذ لا يمكن أن يسيطر تنظيم إجرامي على شبكة من الروبوتات ويعيد برمجتها ليستخدمها في تحقيق مصالحه، أو ليحرف الدور الذي أنشئت لأجله.
وفيما تبدو هذه سيناريوهات خيالية أو بعيدة الحدوث، لكن ذلك لا يمنع من وضع معايير خاصة تحدّ من إنفلات الآلات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي وتنظّم دورها وطبيعة عملها.
المصدر:( الجمهورية)