fiogf49gjkf0d
''غدي نيوز''
يشبه تجميع ما تبقى من عظام هذا الحيوان الضخم أكبر لغز للصور المقطوعة قد تراه في حياتك، لكن في هذه الحالة لا يوجد أية تعليمات قد تساعدك على إنجاز المهمة.
مئات العظام ترقد على الأرض، وعرضت الدكتورة هيلاري كيتشوم، من متحف أوكسفورد للتاريخ الطبيعي أن تضمهم إلى بعضهم البعض.
ويستغرق الأمر أكثر من ساعة لتجميع الهيكل العظمي لحيوان البلصور، الذي سماه العلماء "إيف".
ويمكنك بوضوح أن ترى الحراشف الضخمة لهذا الحيوان، وزعانفه الكبيرة ورقبته الطويلة.
وساد حيوان البلصور المحيطات طيلة أكثر من مئة مليون سنة، وذلك قبل أن تختفي في ذات الوقت الذي اختفت فيه الديناصورات.
وعلى الرغم من سيطرتها على المحيطات في عصر ما قبل التاريخ، إلا أنه لا يعرف الكثير عن طبيعتها البيولوجية والتشريحية وكيفية تطورها.
حفريات نادرة
وتقول الدكتورة كيتشوم، التي تعتني بالعينات الجيولوجية بالمتحف، إن البلصورات تعد حقا حيوانات غير عادية.
وتضيف: "إنها نوع من الزواحف ذات الصلة بزواحف الأخرى، مثل الديناصورات والتماسيح والاكتيوصور والسلاحف على سبيل المثال، لكن في الحقيقة نحن غير متأكدين أين تقع البلصورات في المخطط الكبير للأشياء".
وتم رصد هذا الحيوان من جانب مجموعة من علماء الآثار الهواة، عندما وجدوا قطعة من العظم في أحد المحاجر في بريطانيا.
وأضافت كيتشوم، وهي تشير إلى هيكل عظمي إلى جوارها على الأرض يبلغ عمره نحو 165 مليون سنة: "ذات يوم وجد أحد أعضاء الفريق قطعة صغيرة من عظم الزعانف، ترقد هناك فوق الطين".
وأردفت: "وبعد مزيد من البحث، وجدوا عظاما أكثر وأكثر، وفي النهاية اكتشفوا الهيكل العظمي بكامله وهو مثير للغاية".
وقالت: "نعتقد أنها قد تكون نوعا جديدا من الأحياء، لكن حتى إذا لم تكن كذلك فإنها غير عادية بالمرة. إنها حفريات لبلصورات نادرة للغاية، خاصة شبه كاملة النمو مثل تلك التي أمامنا".
هذه الأحفورة تم اكتشافها في محجر ماست فارم بالقرب من مدينة "بيتربره" شرقي انجلترا.
وأطلق عليها مارك ويلدمان وأعضاء آخرين في فريق مجموعة عمل أوكسفورد، وهو فريق من علماء آثار هواة ومحترفين يبحثون عن حفريات، اسم "إيف" الذي يعني حواء، لأنها كانت أول اكتشاف مهم لهم.
والنوع الحقيقي لهذه الأحفورة غير واضح، حيث إن إنثى البلصور الوحيدة المؤكدة هي أحفورة وجدت وبداخلها جنين.
واكتشفت أحفورة "إيف" عام 2014، وتبرعت بها الشركة المالكة للمحجر "فونتيرا" إلى متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أوكسفورد، حيث أمضى العلماء شهورا في تنظيفها وترميمها.
"عظام جميلة"
وفي معمل بأحد جوانب المتحف، تقوم "جولييت هاي" بإزالة الطين من على جمجمة ذلك الحيوان الزاحف، مستخدمة مشرطا برفق.
ولا تزال الجمجمة محاطة بالطين، والذي تتم إزالته بالكشط على مراحل بهدف الحفاظ على العظام والأسنان الحساسة.
إنها مهمة شاقة تتطلب أعصابا فولاذية، لكنها ضرورية لإعداد الجمجمة لمزيد من الفحص والدراسة.
ولمتابعة قصة هذا الوحش البحري التقيت بالدكتور "روجر بنسون"، الذي يفحص الأحفورة، وذلك في الطابق السفلي من مبنى علوم الحياة في جامعة بريستول.
وبعد أن أجري تصوير مقطعي محوسب للجمجمة، أخبرني دكتور بنسون عن النتائج.
وقال: "اعتقد أننا سنرى عظاما جميلة حقا".
وكانت الجمجمة قد أجري لها مسح ضوئي قبل ذلك، في الكلية الملكية للطب البيطري في لندن، لفحص وضع العظام والأسنان داخل كتلة الطين المحيطة بها.
لكن جهاز التصوير المقطعي المحوسب الأكثر دقة في جامعة بريستول قد يفك أسرار البلصور "إيف"، ويحدد ما إذا كان نوعا جديدا من الكائنات الحية.
ويقول دكتور بنسون: "يتضح في هذا المسح عالي الدقة أننا لدينا الكثير من العظام المحفوظة بشكل جيد، والتي ستعطينا الكثير من المعلومات".
وأضاف: "مما رأيناه بالفعل من جسد هذا الحيوان، عرفنا أنه يتميز ببعض الخصائص المختلفة عن غيره من الحيوانات التي رأيناها من قبل، ولذلك من المرجح جدا أن يكون هذا الحيوان جديدا بالنسبة للعلوم".
وقال إن مزيدا من الفحص والتحليل لتفاصيل جديدة من الجمجمة سيساعد في تأكيد ذلك.
وسيساعد ذلك أيضا جولييت هاي في استخراج العظام بمزيد من الدقة والإحكام.
وأضاف: "هذا العمل يشبه ألغاز الصور المقطوعة، حينما يكون لديك الشيئ وصورته وعليك أن تربطهما ببعضهما البعض".