fiogf49gjkf0d
"غدي نيوز"
لم يشكل خبر تلوث نهر شدرا كيميائيا وجرثوميا، مفاجأة لفاعليات البلدة ورئيس بلديتها الذين لطالما رفعوا الصوت للمطالبة برفع التلوث عن النهر الذي يعد مصدرا مائيا أساسيا في تلك المنطقة، ومعهم أبناء منطقة الدريب الأعلى في المشاتي والبقيعة.
مع تربع نهر شدرا على رأس لائحة المناطق الملوثة مياهها بنسب تبلغ أضعاف نسب المناطق اللبنانية الأخرى، بحسب ما أظهرت نتائج الفحوص التي أجرتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة، ربما بات من الضروري التحرك لمعرفة الأسباب والعمل على إزالة الملوثات ورفع التعديات عن مجرى النهر، وذلك من دون أي اعتبارات أو التزامات عائلية أو مناطقية.
التلوث المتفاقم دفع عشرات المؤسسات السياحية من مَقاهٍ ومطاعم الى الاقفال جراء إحجام المواطنين عن ارتياد النهر. وهذا ما ترك مشهدا معاكسا في بلدة شدرا، التي كانت تعج بالعائلات التي كانت تلجأ إلى تمضية أجمل الأوقات على ضفافه.
يؤكد أهالي البلدة أن اسباب التلوث كثيرة منها وجود عدد من مزارع الحيوانات (البقر، الخنازير) التي تقع مباشرة على مجرى النهر في خراج بلدة عندقت، اضافة الى بعض شبكات الصرف الصحي العائدة لمنازل حدودية في شدرا والمشاتي والتي تصب في مجرى النهر».
يوضح رئيس بلدية شدرا سيمون حنا «أننا سبق وطالبنا الوزارات المعنية من وزارتي الصحة والبيئة ووزارة الداخلية للعمل سريعا على رفع التلوث عن النهر، لكن من دون أن نلقى أي نتيجة»، مؤكدا «أننا كنا نجري باستمرار فحوصا مخبرية لمياه النهر وكنا في كل مرة نفاجأ بتفاقم التلوث».
يضيف ان «الكارثة تطال تلوث مياه الشفة التي يشرب منها جميع اهالي بلدة شدرا والبلدات المجاورة إضافة الى الجيش اللبناني، وهو ما دفع بنا الى اتخاذ تدابير سريعة لجهة قطع مياه النبع عن سنسول البلدة، وتأمين البديل من الآبار الارتوازية الخاصة».
وإذ يتحدث حنا عن مساع «لوضع خطة بالتعاون والتنسيق مع البلدات المجاورة للتمكن من إزالة التلوث من النهر وإعادة الحياة إليه»، يؤكد أنه «من غير المقبول أن يبقى بؤرة للتلوث بعدما كان متنفسا وملجأ للأهالي، فأكثر من 25 الف نسمة يستفيدون من مياه نهر شدرا، إما لري البساتين الزراعية، واما لسحب المياه للاستعمالات المنزلية، ولذلك نحن لن ننتظر الدورة الروتينية لتقديم الشكوى والمعاملات الى المعنيين بل نطالب بتحرك النيابة العامة فورا والعمل على رفع التلوث مباشرة عن مجرى النهر».
بالنسبة لرئيس بلدية عندقت عمر مسعود فإن الأمر أكثر من تلوث، فهو يبرز لائحة طويلة من التقارير والاحالات التي قام برفعها الى محافظ عكار والوزارات المعنية من صحة وزراعة، ولكنه يظهر تحفظه حول ما يجري من سمسرات في الدوائر الرسمية المخولة إجراء الكشوفات والتي تأتي مناقضة تماما للواقع الميداني، متسائلا: «ما الهدف من تمييع الموضوع؟ ومن المستفيد؟ ولماذا يتم التستر على بعض أصحاب مزارع الخنازير التي ترمي أوساخها مباشرة في نبع عودين الذي يختلط مع نهر شدرا؟ مشيرا الى «أننا طلبنا موعدا من وزير الصحة منذ أكثر من شهر لشرح الواقع القائم ولغاية اليوم لم نَلقَ إجابة».
السفير - نجلة حمود