خاص – غدي نيوز
تمكن علماء من تحقيق إنجاز علمي أتاح لهم الوصول إلى نظام وراثي يحتوي على 18 جينا وعناصر أخرى لبكتيريا الـ "إشريكية قولونية" Escherichia coli يمكنه إنتاج أصباغ مختلفة، بحسب لون الضوء (الأحمر، أو الأخضر، أو الأزرق) الذي تتعرض له هذه البكتيريا التي تعتبر من أهم أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء الثدييات، اكتشفها الطبيب اللماني ثيدور إيشيرش theodor Escherich، وحملت اسمه، وتعرف أيضا باسم جرثومة الأمعاء الغليظة.
فقد قام كريستوفر فويت وزملاؤه بـ "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" Massachusetts Institute of Technology في كامبريدج، بتصميم نظام يشمل الجينات التي ترمز لبروتينات حساسة لأطوال موجية مختلفة من الضوء، وتنتج البكتيريا التي تحتوي على هذا النظام أصباغا لها نفس لون الضوء الذي تتعرض له.
وقد زرع الفريق الـ "إشريكية قولونية" Escherichia coli في طبق مختبري، مع تسليط صورة ملونة عليه، وبعد أقل من 24 ساعة، شكلت الأصباغ الناتجة صورة مطابِقة للأصل.
وأكد الباحثون بحسب دورية نايتشر Nature العلمية أن هذه البكتيريا تمت هندستها وراثيًا لتمييز مجموعة متنوعة من الألوان، يمكن أن تكون مفيدة في التحكم الدقيق بالميكروبات عن بُعْد، وذلك في تطبيقات طبية حيوية متنوعة.
ما هي الـ Escherichia coli؟
تعتبر الإشريكية القولونية Escherichia coli جرثوم سلبي يسكن الأمعاء الغليظة في الإنسان، ويؤلف نحو 80 بالمئة من بنيتها flora الهوائية، علماً أن الجراثيم اللاهوائية anaerobe هي الغالبة في أمعائه.
ويشير وجود هذا الجرثوم في الوسط المحيط إلى التلوث بالبراز، لذا غالباً ما يستخدم مشعراً للدلالة على تلوث الماء، والحكم عليه في ما إذا كان صالحا للشرب أم غير صالح للشرب، من الناحية الجرثومية، ولا بد من الإشارة إلى أن إضافة غاز الكلور إلى الماء تقضي على جراثيم القولونيات.
وقد يكون هذا الجرثوم في تأثيراته الطبية الأساسية غير ممرض، وهو مصدر لفيتامين "كي"، ولكن العديد من سلالاته تسبب أنماطاً مختلفة من الأخماج المعوية والبولية وغيرها. وقد تتسبب في أمراض مثل النزيف الداخلي.