"غدي نيوز" – يارا المغربي
تبذل المملكة المغربية، ومن موقعها في رئاسة القمة الدورية العالمية للمناخ، جهودا استثنائية في مجالات التنمية المستدامة والبيئة وقضايا المناخ، وغيرها من مجالات متصلة بالتحضيرات الجارية لمؤتمر المناخ المقبل في مدينة بون الألمانية COP23، بعد أن استضافت مؤتمر مراكش COP22 في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
حتى لا يكاد يمر يوم إلا وتنظم المملكة احتفالية بيئية حول العديد من القضايا من المغرب إلى أفريقيا إلى سائر دول العالم.
أثينا
وفي هذا السياق، ولمناسبة "اليوم العالمي للسلاحف البحرية" نُظم برعاية سفارة المغرب بالعاصمة اليونانية أثينا حفل للتوعية وجمع التبرعات لفائدة المنظمة غير الحكومية "ميداسيت" Medasset من أجل حماية السلاحف البحرية في حوض المتوسط الأكثر تهديدا في المنطقة، بفعل التغيرات المناخية.
واحتضن هذا الحفل الذي رعته السفارة المغربية باعتبار المملكة الرئيسة الدورية للقمة العالمية للمناخ "النادي البحري" بأثينا، بحضور قرابة المئتي مدعو من السياسيين ورجال الأعمال والجامعيين وممثلي المنظمات المعنية بالدفاع عن البيئة.
وتخلله حفل عشاء على شرف المدعويين تم خلاله تذوق أطباق مغربية، ثم عرض للقفطان والملابس التقليدية المغربية على نغمات موسيقية تراثية، بحسب "وكالة المغرب العربي للأنباء" MAP.
الدهر: حماية حوض المتوسط
وفي كلمة بالمناسبة، شدد سمير الدهر سفير المغرب بأثينا على "الأهمية التي يوليها المغرب للقضايا البيئية وبالخصوص في حوض المتوسط الذي يعاني من استنزاف كبير في ثرواته، ومن تردي فضائه البيئي" مؤكدا على "ضرورة إعتماد مبادرة أكثر جرأة لمواجهة التحديات التي يعرفها حاليا على غرار مبادرة 1988 المعروفة بمبادرة حماية حوض المتوسط".
وأبرز العمل الذي تقوم به المنظمة غير الحكومية "ميداسيت" Medasset التي تأسست في العام 1988 وتعنى بحماية السلاحف البحرية في الحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في المتوسط، كما نوه "بمستوى التعاون القائم بينها وبين جامعة عبد المالك السعدي بتطوان والذي يهم قضايا البيئة والتنمية".
وتناول الدهر قمة مراكش للمناخ "كوب 22" والتي نظمها المغرب، لافتا إلى أنها "جسدت اعتراف المجتمع الدولي بالجهود التي تبذلها المملكة في مواجهة تحديات التغيرات المناخية".
وذكر بالاستراتيجية التي تعتمدها المملكة في هذا الإطار والأهداف التي أعلنتها بشأن العمل على خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 42 بالمئة في أفق سنة 2030، والمبادرات الملموسة التي بدأت تنهجها في هذا المجال إن على المستوى القانوني أو التنظيمي أو في ما يخص التحول الطاقوي.
وتطرق في هذا الخصوص لتدشين الملك محمد السادس في آذار (مارس) 2016 لمحطة "نور ورزازات 1" التي تمتد على مساحة 450 هكتارا، وتمثل المرحلة الأولى ضمن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة وصديقة للبيئة يمتد على مساحة 3000 هكتار.
تريسمبيوتي: تراجع الفضاء البحري
أما مديرة منظمة "ميداسيت" جيورجيا تريسمبيوتي، فاعتبرت أن منظمتها "تسعى لتوعية وتنبيه الرأي العالم العالمي للمخاطر التي يعرفها المتوسط والأنواع الحية التي توجد فيه والتي يتهددها الزوال، وبالخصوص السلاحف البحرية، من جراء تزايد معدلات تلوث البيئة البحرية، مضيفة أن المنظمة تحاول تحفيز السلطات المعنية والمنظمات والهيئات والمؤسسات حتى تتمكن من المساهمة في حماية حوض البحر الابيض المتوسط".
وأشارت الى أن "هذا الحدث السنوي مناسبة للقاء المجتمع المدني والمانحين والأشخاص القلقين للمشاكل البيئية الحاصلة في حوض المتوسط، وتراجع الفضاء البحري، والذين يريدون تقديم الدعم في مواجهة هذه التحديات، وبالخصوص في ما يتعلق بالسلاحف البحرية المعروفة في شرق المتوسط والتي تتسارع حاليا وتيرة فقدانها في حال عدم اتخاذ خطوات جريئة".
المصدر: غدي نيوز - وكالة المغرب العربي للأنباء