"غدي نيوز"
*فادي غانم -
يوم أطلقنا "غدي نيوز" في العام 2003، لم نكن نمارسُ ترفاً إعلامياً، ولا كنا نتطلعُ إلى موقع إلكتروني يضافُ إلى قائمة المواقع المنتشرة آنذاك، فقد جاءت هذه الخطوة متلازمة مع نضالنا البيئي اليومي في "جمعية غدي"، أي أن "غدي نيوز" جاء تلبية لحاجة موضوعية فرضتها التحديات البيئية، وقد كنا مواكبين لها، وفي أحيان كثيرة استشرفنا ما ينتظرنا في ملفات وقضايا كثيرة، وبعض ما نواجه من أزمات اليوم لطالما حذرنا منه، من تلوث المياه والهواء، إلى الأمراض التي تفتك اليوم بالصنوبر، إلى فلتان الصيد البري، واستنزاف الثروة السمكية وتلويث البحر، وصولا إلى أزمة النفايات القائمة والتي لم تنتهِ فصولا بعد، وكنا أو من حذر من انفجار هذه الأزمة يوم كان الجميع مطمئنا إلى واقع الحال، وقبل إقفال مكب الناعمة – عين درافيل بسنوات عدة.
كل ذلك قبل إطلاق "غدي نيوز" سنة 2012 في حفل رسمي برعاية وزير البيئة آنذاك الأستاذ ناظم الخوري، وتمكنا من تكريس العناوين الأساسية للإعلام البيئي المتخصص، المستند إلى العلم، أبعد من لبنان، حتى غدا موقعنا مرجعا عربيا، يرفد المواقع البيئية في لبنان والعالم العربي بسيل من الدراسات والتحقيقات المحلية والعربية والدولية، وبرؤية تحليلة لكافة الأمور المرتبطة بالمناخ.
ربما لا يعرف القارىء العزيز أننا انطلقنا بإمكانيات ذاتية، وتطورنا من خلال عمل تطوعي، وأحياناً بـ "فلس الأرملة"، ولم نرضَ أن يلتفَّ علينا أحد، رغم ما تلقينا من إغراءات كثيرة، لأننا رفضنا أن نُموَّلَ من "الملوِّثين" في سائر المرافق والقطاعات، رفضنا التبعية، لأن البيئة في عرفنا كانت وستبقى قضية مقدسة، منذ أن حملنا المعاول والرفوش قبل نحو عشرين سنة، نزرع ونطرح البذار وننظم حملات التوعية ونقيم الندوات واللقاءات والمؤتمرات.
إن التحديات التي ما تزال ماثلة، وضعتنا أمام مسؤولياتنا التي لم نستقل منها يوما، وإن حالت الظروف دون التطوير والتحديث بمستوى طموحاتنا، لاعتبارات وأسباب كثيرة، يبقى أهمها التمويل، وقبلنا التحدي كما قبلناه منذ اثني عشرة سنة، وسنظل مستمرين ولن تحدَّ من طموحاتنا العثرات، فيما نرى مواقع ثمة من يغدق لها الملايين، فالإيمان بقضية أقوى من كنوز العالم.
ورصيدنا الأبقى وثروتنا الحقيقية هو أنتم، قراؤنا الأعزاء من مغرب العالم ومشرقه، من لبنان إلى كل الدول العربية وإلى كل أصقاع الأرض.
*رئيس "جمعية غدي"