خاص - "غدي نيوز"
تتويجاً لسنته الليونزية 2016-2017، كرّم حاكم "جمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) فادي غانم أعضاء مكتبه ومجلسه في قاعة "أوتيل لو رويال – ضبية" بحضور مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، المدير الدولي والحاكم السابق سليم موسان، رئيس لجنة الشرف القنصل كميل فنيانوس، وعدد كبير من الحكام السابقين وحشد من الليونزيين من كافة القطاعات والأندية ومن مختلف المناطق اللبنانية وإعلاميين.
غانم
بعد النشيد الوطني عرف نقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس، ألقى غانم كلمة، قال في مستهلها: "الليونزيون تكرمهم إنجازاتهم وعطاءاتهم، ويكرمهم إيمانهم بما استلهموا من مـثـل وقــيم جمعيّتنا الدولية، فهم نساك في صومعة العطاء، زاهدون بالمظاهر، دأبهم نشر ثقافة الليونز وعنوانها أن لا معنى لفرح وسعادة بعيدا من الخدمة والعطاء، ومن غرس بذار المحبة في تربة المجتمعات والأوطان، إلا أن تكريمكم اليوم هو تكريم مضاف بادرة وفاء لمن آزرني وعاونني في مكتب ومجلس الحاكم، في كل نادٍ ولجنة، في كلّ مواقع الليونز وهو تكريم لكل ليونزي"، ورأى أن "النجاح جاء ثمرة تعاوننا جميعا".
وأضاف غانم: "لا يظن أحد أن مواسم الزرع توقفت، ولا يظن أحد أيضا أن هدفنا حصاد ما زرعنا، فلغيرنا أن يحصد الآن، وفي ثقافتنا الليونزية نتطلع إلى وافر الغلال، لا إلى من حرث ونثر البذار، ولا إلى من غرس ورعى واعتنى، في ثقافتنا الليونزية ننظر إلى غلال الخير لأنّ الأيدي التي تزرع هي أيدي جميع الليونزيين، فبساعدي غرست أشجاراً بقوة حضوركم ومشاركتكم وامتدت جذور الزرع عميقاً بتكاتفنا وسنظلّ نزرع ونخدم".
وقال: "عملت من موقعي على تقريب وجهات النظر في مناخ ديموقراطيٍّ رائع ساده الاحترام، حبّذا لو يعمّم على مستوى أوطاننا وحكوماتنا، وكنتم القدوة والمثال في تكريس ثقافة الديموقراطية واحترام الرأي الآخر، وما كنت طوال سنةٍ إلا خادماً حملت راية الليونز ورفعت شعلة العطاء وقد أضاءت ساطعةً بنور وجوهكم وتعبكم، كنا معا وسنبقى، لأننا دائما نتطلع إلى الأمام في سبيل الليونز الذي جمعنا على الخير، نساعد من هم أقلّ حظا، في كل المواقع كنا في الميادين الصحية والاجتماعية والثقافية والبيئية، فالليونز يعني "الحرية والذكاء وسلامة الأوطان"، وقد عملنا في وحيٍ من هذا الشعار، وقدّمنا من القلب وحقّقنا انجازات وأرقاما تعجز دولة عن القيام بها، وكلّ فردٍ منكم صنع الفرق، وتمكنا من أن نضيف مدماكاً في صرح الجمعية رصفنا حجارته بالمحبة والتعب".
وإذ شكر كافة الأندية، هنأ غانم "الأندية النسائية وقد أحدثت الفرق في المنطقة فقدّمت وأعطت وفاجأت، قدّمت بروحية عطاء الأمّ والأخت والزوجة"، وهنأ "الأندية التي ترأسها ليونزيات أثبتن قدرةً على القيادة"، لافتا إلى أن الليونز في منطقتنا بدأ يرسخ التكامل بين المرأة والرجل، وكم كنا نتمنى لو اقتدت الدولة بمثل هذا التكامل لتكون المرأة في مواقع القرار في الدولة دون منّة "الكوتا النسائية" التي رفضت وللأسف لكننا لن نفقد الأمل، فمنطق الحياة أقوى من كلّ الموروثات والتقاليد التي بدأ يتخطاها الزمن".
وحيا غانم المكرمين في مكتب ومجلس الحاكم، وخصّ بالشكر "الوكالة الوطنية للإعلام وعلى رأسها الإعلامية والسيدة الفاضلة لور سليمان التي نقدّر ونحترم تضحياتها في إدارة هذا المرفق الإعلامي الذي يمثّل وجه لبنان، فقد أضفت بحضورها حيوية وتمكنت من تحديث ومواكبة التطور التقني في مجال الإعلام الإلكتروني وهذا إنجاز مشرّف للبنان، ونحن على يقين بأنها ارتقت بالوكالة الوطنية إلى مستوى ما يفرضه التحدي في زمن العولمة وثورة المعلومات".
وحيا غانم "الحكام السابقين بوقوفهم إلى جانببنا وما ضنّوا بتوجهاتهم وتوجيهاتهم"، وأثنى على "جهود رؤساء اللجان ورؤساء البرامج والمستشارين الذين كانوا جميعا على قدر الثقة". وختم غانم متوجا بالشكر إلى "شريكتي في الحياة ورفيقتي في الخدمة زوجتي كلودين".
سليمان
وألقت سليمان، كلمة قالت فيها: "انه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أقف اليوم بينكم، وانتم تحتفلون اليوم بنهاية سنة ليونزية لأندية الليونز الدولية المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)، هذه الجمعية التي تحمل رسالة سامية في كل زمان ومكان، وفي الربط بين ترسيخ الهوية الفردية، والحس بالمسؤولية تجاه الآخرين وروح التواصل مع المجتمعات المحلية والعالمية في آن".
ورأت أن "ما يربط بين الإعلام كرسالة وما يجسده شعار اندية الليونز منذ نشأتها حتى اليوم، أكثر من قاسم مشترك، في مسيرة طويلة وشاقة في حمل رسالة سلام، بكل مضامينها وتشعباتها، وتجسيدا لحرية نسعى جميعا بكل ما أوتينا من عزم وإرادة إلى أن تكون مصونة، وتكريسا للخدمة العامة من دون مقابل".
وقالت سليمان: "شعاركم شعارنا. الحقيقة والحرية والخدمة مثلث يختصر عملا نمارسه كل يوم في رسالتنا الإعلامية التي آلينا على أنفسنا التمسك بها، على الرغم من الصعاب والمشقات والمتاعب. فالحقيقة المجردة نسعى إلى اكتشافها في عملنا اليومي، بكل صدق وأمانة، مع أنفسنا أولا، ومع ما تحمله الرسالة التي نذرنا أنفسنا لها ثانيا. وهذا ما يدفعنا دائما إلى البحث والتقصي وطرق أبواب المراجع المعنية للاستفسار والتدقيق، لتكون المعلومة التي ينبغي أن نعممها على الناس بعيدة عن الشائعات والأقاويل غير الموثوق بها. وبهذا نكون جنودا في ساحة الخبر الصادق والصحيح".
وأردفت: "إن تجربتنا الطويلة في الوكالة الوطنية للإعلام علمتنا أن نتقصى الحقيقة من مصدرها، لان أي تشويه أو تحريف قد يسيء إلى سمعتنا والى صدقيتنا. لذلك، فإننا أمام ما يسمى السبق الصحافي وأمام التريث لمعرفة خلفية أي خبر نفضل ألف مرة التريث والتأكد من صحته قبل بثه. وهذا الأمر التزام منا تجاه أنفسنا أولا وتجاه من نمثل ثانيا، إذ يكون تعاملنا مع الخبر من منطلق مهني بحت، من دون خلفيات أو أفكار مسبقة، وصولا إلى اقتناع بضرورة تقديس الحقيقة، واحترام المواطنين الذين لهم حق علينا في المعرفة المجردة".
وأشارت سليمان إلى أن "الحرية التي نتغنى بأن لبنان منبعها وان لا وجود له من دونها، هي هاجسنا وخبزنا اليومي، شرط أن نحافظ عليها ونستحقها، مع إدراكنا أن حريتنا الفردية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. بقدر ما نطالب بحماية حرية الصحافة وحرية الرأي، نطالب بأن تحمى الصحافة من الإشاعة المغرضة أو المعلومة الكاذبة أو شهادة الزور الإعلامية، التي يكون مصدرها معلومة على مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون صحيحة او لا تكون، والتي تضع الصحافة والعاملين فيها في موضع الاتهام".
وأضافت: "الصحافة الملتزمة احترام المهنة ومتطلباتها، ومنها تقصي الحقائق وصدقية المصادر، هي التي تخدم الحريات العامة وترفع سقف الحرية الصحافية. أما عدم الدقة في العمل الصحافي فيؤدي إلى الإساءة لصدقية العمل الصحافي. فالصحافي يكون محصنا فقط عندما يمتلك الحقيقة ويمتلك القدرة على الدفاع عنها بالبراهين والإثباتات الحسية، وهو عرضة للمساءلة إذا ما استغل موقعه الصحافي لتضليل المجتمع أو الإساءة، سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد".
وأردفت: "اليوم اتقدم منكم بجزيل الشكر والتقدير على تكريمي في هذا الاحتفال، ولكن اسمحوا لي ان أقول لكم إن ما قمنا به في الوكالة الوطنية للاعلام من نشر أخباركم وأخبار غيركم من الجمعيات منبعه اقتناع وعهد قطعناه على انفسنا ان تكون الوكالة لجميع اللبنانيين من دون انحياز. صحيح الوكالة الوطنية وكالة رسمية لكنها ليست للرسميين فقط، ومن هذا المنطلق نتابع عملنا اليوم مع معالي وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي يسعى الى تحويل وزارة الإعلام الى وزارة تواصل وحوار ويعمل على تفعيل الضوابط المهنية الملزمة التي تحمي حرية الصحافة من فلتان يسيء إليها وإلى الآخرين، لان الضوابط المهنية لا تشكل قيداً يمنع الصحافة من قول الحق. فهذا دورها لكنها وسيلة لحماية الصحافة من الاستغلال الذي يلحق الأذى بدورها وبحقوق الآخرين، وذلك عن طريق تحديث قانون الإعلام المحال على لجنة الإعلام والاتصالات، التي قطعت مداولاتها شوطا لا بأس به، مجانا أخذتم مجانا أعطوا. هكذا تعلمنا وهكذا نعلم أولادنا. الخدمة الحقيقية لا تقاس بما يمكننا ان نحصل عليه في المقابل، لان الخدمة التي تقومون بها من خلال أندية الليونز هي خدمة تجذير القيم الإنسانية في مجتمعنا، الذي بدأ شيئا فشيئا يتفلت من تقاليد نفتخر بها، وهي التي تميزنا عن المجتمعات السائرة في درب الاستهتار بالقيم والأخلاق".
وختمت سليمان متمنية لليونز "المزيد من النجاح في الخدمة، شعارا وعملا يدوم إلى الأبد، جيلا بعد جيل".
بعدها قدم غانم دورعا وشهادات تقديرية لأعضاء مكتب ومجلس الحاكم، ودرعا تقديرية لسليمان ودروعا للإعلاميين ليا معماري، ناتالي عيسى، عبدو الحلو، ريتا نصور وميشال قنبور.