"غدي نيوز" – يارا المغربي
خلص علماء من "جامعة إيست أنجليا" University of East Anglia البريطانية إلى أن "تعقيم المياه باستخدام الفضة يؤدي إلى مشاكل خطيرة في الحمض النووي DNA".
ويعتبر تعقيم المياه باستخدام الفضة طريقة منتشرة في العديد من بلدان العالم، وخصوصا بعض بلدان أفريقيا وآسيا، حيث تعتبر أملاح هذا المعدن عنصرا فعالا للقضاء على البكتيريا وبعض الأحياء الدقيقة المسببة للأمراض، بحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم"، نقلا عن "لينتا رو".
استخدمها العرب قديما
وهذه التقنية ليست حديثة، فنظرا لقدرة الفضة الفائقة على قتل البكتيريا والكائنات الدقيقة والطحالب استخدمها العرب قديما في تنقية الماء، حيث كان الماء يوضع في القِرب المصنوعة من جلد الشاة، ويملأ ما يقرب من ثلاثة أرباعها بالماء والباقي هواء ويوضع في الماء قطع معدنية من عملات الفضة، وفي أثناء الرحلات طويلة المسافات تهتز القربة فتحتك القطع ببعضها البعض ما ينتج عنه ذوبان جزء بسيط من الفضة في الماء في صورة مسحوق فائق النعومة يؤدي إلى قتل البكتيريا وتطهير الماء.
الفضة بدلا من الكلور
وتطور استخدام الفضة حديثا في تنقية المياة بدلا من استخدام "الكلور" غير الآمن صحيا، حيث أثبتت الدراسات أن الجرعة المستخدمة من الفضة في تنقية الماء أقل من واحد في البليون، أي ما يعادل واحد ملليغرام في المتر المكعب من الماء، وهذا يعني أن تكلفة التنقية تكون متدنية جدا، فضلا عن المخاطر على العاملين والسكان المحيطين والقريبين غاز الكلور، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الكلور مسبب للسرطان ويسبب إجهاض الحوامل، حيث يمنع التصاق الجنين بجدار الرحم. ومن هذا المنطلق تركز استخدام الفضة في تعقيم الأنواع الأخرى من المياه، كالمياه المستخدمة في محطات توليد الكهرباء، ومياه الصرف الصحي، وأبراج التبريد الصناعية ومياه حمامات السباحة.
مرض Argyria النادر
وبالعودة إلى الدراسة، قال علماء بريطانيون في مقال نشره موقع EurekAlert: "بينت أحدث دراساتنا أن عنصر الفضة قد يتسبب بالإصابة بمرض Argyria النادر، الذي يتسبب باصطباغ بشرة الإنسان جراء الإصابة به بلون رمادي مائل للزرقة، ويرى الكثير من الأخصائيين أن وجود الفضة في الماء بمعدل 0.1 ملغ/ليتر يعتبر آمنا، لكن في الحقيقة فإنه هو يترك آثاره على بنية الحمض النووي".
وأوضحوا أنهم توصلوا إلى تلك النتائج بعد دراسات كثيرة أجروها لاختبار تأثير عنصر الفضة ومركباته الموجودة في السوائل على عدد من الحيوانات المخبرية، حيث تبين أن تلك المركبات لها تأثيرات في تغير بنية الحمض النووي عند الحيوانات، كما تتسبب بضرر واضح في عمل الحيوانات المنوية لديها.
وأشاروا إلى أن تلك النتائج لا يمكن اعتمادها كنتائج نهائية، لأن العلم بحاجة إلى المزيد من الدراسات لمعرفة آلية عمل العناصر المختلفة في الجسم، لكن لا بد من متابعة الأبحاث لمعرفة التأثير السلبي لعنصر الفضة على البنية الخلوية.