"غدي نيوز" – يارا المغربي

"إن غاب القط إلعب يا فأر" مثل عربي قديم نجده أيضا في ثقافات العديد من الشعوب، وإن بصيغ مختلفة قليلا وإنما الجوهر واحد، فبالانكليزية يقولون: When the cat is away the mice play، إلا أن هناك قولا بات شائعا أيضا نتيجة تراجع أعداد السلاحف العدو الأول لقناديل البحر، ويجدر بنا أن نقول: "غابت السلاحف فكثرت قناديل البحر".

قتل وذبح السلاحف البحرية

       ويبدو أن هذه الكائنات المزعجة بدأت تؤرق مرتادي البحر في جمهورية مصر العربية، ما دفع السلطات المحلية إلى تحذير هواة السباحة على شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وإذا ما رصدنا حالات قتل وذبح السلاحف البحرية خلال العام الجاري، نعلم أن كثرة القناديل ناجمة عن عوامل عدة، بدءا من تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وصولا إلى تراجع أعدائها الطبيعيين، أي السلاحف، ولا سيما منها بشكل خاص السلحفاة جلدية الظهر، واسمها العلمي Dermochelys coriacea، وعلى الرغم من الإجراءات والتدابير الصارمة التي اتخذتها السلطات المصرية المعنية، إلا أن استمرار قتل السلاحف وبيع لحمها ودمائها ما زال قائما ليس في مصر وحسب، وإنما في دول متوسطية أخرى وفي بعض دول الخليج.

ساحل البحر المتوسط المصري

ما استوقفنا في رصدنا لبعض الظواهر البيئية في ghadinews.net، ما تداولته وسائل إعلام مصرية وعربية عن ظهور بعض أنواع قناديل البحر عند ساحل البحر المتوسط المصري، ما استدعى تدخل وزارة البيئة المصرية، التي بادرت إلى تشكيل مجموعات وفرق عمل متخصصة في مجال "علوم البحار"، بهدف بحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها.

وبحسب موقع "اليوم السابع" المصري، قامت مجموعات العمل، وعلى الفور، بالتنسيق مع أجهزة الوزارة وجهاز شؤون البيئة وفرع الجهاز بالإسكندرية والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية لمتابعة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على مرتادي البحر.

سجل ظهوره في لبنان شتاء

في هذا المجال، كشف الباحث في "معهد علوم البحار" والأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر الدكتور محمد النقيب عن أسباب إنتشار "قناديل البحر" في الشواطئ المصرية والتي أصابت المواطنين بالإحباط، حيث أفسدت عليهم فرصة الإستمتاع بجمال الشواطئ المصرية، كما كشف جهاز الشرطة المصرية عن مدى خطورة "قنديل البحر" الرحال على المواطنين.

وقد تبين بحسب موقع "أخبار الآن" في دبي (الإمارات العربية المتحدة) أن النوع المتسبب في هذه الظاهرة ينتمي إلى فصيلة تعرف باسم Rhopilema nomadica، وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط، والبحث جارٍ في دراسة هذه الظاهرة حيث تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال هذا العام في موسم الشتاء في لبنان.

تزايد أعداده في المتوسط

وهذا النوع من القناديل الغازية الشائعة يأتي من المياه الاستوائية الدافئة في المحيطين الهندي والهادئ، إلا أن أعداده أخذت تتزايد في البحر الأبيض المتوسط على شكل مجموعات منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وقد توسع امتداده الجغرافي على الساحل المصري، حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط، ولكنه امتد مؤخرا إلى الساحل الشمالي الغربي.