"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
تتجه بعض البلديات مؤخرا إلى وسائل وحشية للتخلص من الحيوانات الأليفة الضالة، وخصوصا الكلاب، من خلال دس السموم لها، ولكن لم تصل الوحشية إلى الحد الذي وصلت إليه بلدة ميفدون – قضاء النبطية جنوب لبنان، فقد اتجهت لإطلاق النار عليها دون أدنى رحمة وشفقة.
وإزاء هذا التصرف اللاإنساني، وغير بعيد عن ميفدون، نجد نموذجا مناقضا تماما، كرس صاحبه قيما ومعايير تتسم بالرحمة في مجال الرفق بالحيوان، عنينا به الناشط حسين حمزة، وهو يتولى العناية بأكثر من 70 كلبا مشردا في مأوى خاص به في القاسمية، فضلا عن حوالي 70 هرة، أضيف إليها مؤخرا أكثر من 100 كلب في منطقة الزهراني، تركت من قبل أصحابها لأسباب قاهرة، ويحاول إنقاذها بمساعدة جمعيات وأفراد يتبرعون ليس بالعمل معه أو التبرع بالمال للعلاج والغذاء والمياه فحسب، بل بدأوا بإنشاء سواتر من القش لحماية هذه الحيوانات من أشعة الشمس الحارقة.
حملة إبادة... "رسمية"!
لا نعرف إلى ماذا استندت بلدية ميفدون في الإعلان عن حملة إبادة من خلال نص نشر على موقع البلدية الرسمي، جاء فيه "منذ زمن يلاحظ وجود اعداد كثيرة للكلاب الشاردة في أزقة وشوارع بلدتنا مما يؤدي إلى مخاطر على سلامة أهلنا... وخصوصا أن معظم الكلاب مصابة بداء الجرب وأمراض أخرى، لذا وبناء عليه قرر المجلس البلدي القضاء على هذه الآفة من خلال إطلاق النار عليها، (علما أنه تم التواصل مع جمعيات تعنى بهذا الامر ولكن دون جدوى)، نطلب من أهلنا الكرام الاتصال على البلديه للتبليغ عن وجود كلاب مصابة وشرسة ونحن في خدمتكم".
ما يسترعي الاهتمام، أن بلدية ميفدون أولت البيئة اهتماما كبيرا، وشكلت مثالا في هذا المجال، وهي تقوم بحملات تشجير، وتكرس ممارسات ومفاهيم بيئية، إلا أن إقدامها على هذا الفعل يتنافى كليا مع ما انتهجته في مسار عملها التنموي.
وهذا الإعلان يتنافى مع القوانين التي تحرم وتعاقب من يقضي على هذه الحيوانات ويتخلص منها بالتسميم أو القتل المتعمد، إلا أن غياب الدولة وعدم الالتزام بالقوانين المرعية الاجراء، يبقي هذه الممارسات قائمة، وكان في إمكانها التعاون مع جمعيات تعنى بالكلاب والقطط الشاردة، فضلا عن ناشطين لا يدخرون جهدا في هذا المجال، في ما لو تأمن لهم دعم مادي، إذ بإمكانهم جمع هذه الكلاب وتلقيحها ومداواتها، ومن ثم إخصائها كحل يساهم في عدم تكاثرها لاحقا، علما أن المسؤولية في هذا المجال تقع عاتق مواطنين قرروا التخلي عن كلابهم، وتركها في العراء.
حمزة: استحداث مأوى للكلاب
وبدورنا في موقع ghadinews.net، اتصلنا بالناشط حسين حمزة، فقال: "أستشهد بالقرآن الكريم والآية (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، فكيف سيرحمنا الله إن لم نرحم خلقه، ولم تصبح هذه الحيوانات مشردة من تلقاء نفسها، فهذه حيوانات أليفة تخلى عنها أصحابها لتلقى مصيرها ويدبرها الله، وهي بغريزتها تتكاثر، ولو أرادوا فعلا أن يحدوا من أعدادها، فقد عرضت على إحدى بلديات المنطقة بأن تبادر باستحداث مأوى للكلاب، ويمكن بذلك تدبير عمل لعدد من الأشخاص من التبرعات لرعاية هذه الكلاب، وأن تجرى لها عمليات تعقيم وبذلك لا تتكاثر، وعندما نتساءل لماذا يحل بنا غضب الله، علينا أن ننظر إلى هذه الممارسات، فرحمة الله من رحمة هذه الكائنات الرائعة التي خلقها سبحانه لوظيفة وحكمة، فكيف يتمادون في هذا القتل".
وأضاف حمزة: "إنه واجب علماء الدين والمدارس والعائلة، ليوجهوا الأطفال نحو الرحمة، أما عندما يشاهدون مثلهم العليا والكبار يقومون بهذا الفعل الدموي، فلن نبذر في نفوسهم الرحمة، بل إن هذا الطفل الذي اعتاد على مشهد الدماء لا بد وأن تمتد يده إلى السلاح، وقد يردي حيوانا أو إنسان آخر".
سعد: للتوقف عن هذا الاجرام
واستنكر الناشط البيئي روجيه سعد "هذا الفعل"، وقال: "في الآونة الاخيرة درجت بعض البلديات مثل بلدية ميفدون اليوم على قتل او تصفية الكلاب عبر إطلاق النار عليها بطريقة وحشية لااخلاقية، بحجج واهية لا تمت الى الحقيقة بصلة، ودون الاهتمام بها كأن هذه الكائنات عدو لنا".
وتمنى سعد "من البلديات خصوصا ومن المواطنين بشكل عام التوقف عن هذا الاجرام"، وطالب "الجمعيات المعنية أن تستجيب لنداءات المواطنين وإيجاد حل لهذه المسألة، فالرب يرى وخلق الرب، وحقوق الحيوانات مثل حقون الانسان واجب احترامها، وليست لعبة في ايديكم".