"غدي نيوز"
فيما تمكنت القوى الامنية من ايقاف المرامل في نطاق بلدة ترشيش العقارية، ما تزال عمليات قطع الاشجار مستمرة وبوتائر متسارعة من قبل تجار الحطب قبيل موسم الشتاء، دون أن تتمكن الجهات المعنية من ايقافهم لاسباب يتداخل فيها البيئي بالسياسي وبمصالح ضيقة.
وفي هذا السياق، عقد رئيس "جمعية طبيعة بلا حدود" المهندس محمود الاحمدية مؤتمرا صحافيا في مقر الجمعية في مدينة عاليه، فأشار بدايةً إلى أن "هذه المشكلة قديمة ومتجددة لم تلقَ حلولا ناجزة حتى الان، وترشيش ما تزال ضحية المرامل وقطع الاشجار، لكن هذه المرة لا يسعنا الا التنويه بما بذلته القوى الامنية من خلال قائد الدرك العميد جوزف الدويهي الذي تدخل وأوقف المرامل الست بالتعاون مع سماحة المفتي محمد رشيد قباني والتي كانت تعمل في جبال البلدة"، وتمنى أن "تكون هذه الخطوة نهائية كي لا تتجدد الكارثة من خلال التحايل على القوانين والتستر غالبا برخص بناء وهمية"، لافتا إلى أن "هذه المرامل تقع في مناطق مشاعية لا يمكن لاحد اجازة استخدامها وتدميرها".
وقال: "لكن تبقى ثمة مشكلة قائمة حاليا، وعلى نطاق واسع لجهة قطع الاشجار البرية من خلال ستة مناشير آلية تدمر حاليا البيئة الطبيعية لترشيش، وهذه مشكلة تظهر على نطاق واسع في هذه الفترة من كل عام مع بداية موسم الشتاء، وهي تعمل ليلا نهارا وتسابق الوقت بقطع واجتثاث أكبر كمية من الاشجار، والتي يتم تقطيعها وارسالها الى منطقة البقاع".
وناشد الاحمدية "وزير الزراعة الذي نعرف كم هو جدي وقاطع في معالجة مثل هذه الامور، ونادرا ما كنا نرى وزيرا للزراعة يتابع شخصيا قضايا فيها تعد على الطبيعة ويتصل بنا كقطاع أهلي"، وأشار إلى "اننا نريد ابلاغ معالي الوزير أن قضية قطع الاشجار في ترشيش هي قضية سياسية ذلك أن ثمة غطاء من جهات سياسية والدولة غير قادرة على وقف التعدي الحاصل"، وتمنى أنه "كما تمكن المسؤولون من وقف المرامل نتمنى ان يتمكنوا من وقف عمليات قطع الاشجار بعشرات الاطنان من انواع البلوط والسنديان والملول والعفص".
وناشد وزارتي "البيئة والطاقة والمياه للعمل على ايجاد حل لهذه المشكلة وايفاد مراقبين وفنيين للوقوف على ما هو قائم واتخاذ التدابير الرادعة"، وشدد على ان "دعم مادة المازوت يشكل بعضا من حل للحد من قطع الاشجار".
وتساءل الاحمدية "بأي حق تقطع اشجار معمرة يرقى بعضها الى اكثر من خمسين سنة؟".