ترجمة "غدي نيوز": سوزان أبو سعيد ضو
قطعت بلدية روما عاصمة إيطاليا المياه عن رمز من رموزها الهامة الشبيهة بمبنى الكولوسيوم، فستتوقف ينابيع المياه التقليدية أو النوافير المعدنية الأسطوانية الملقبة بـ "ناسوني" nasoni أو الأنوف الكبيرة، وهناك 2800 منها، والمتناثرة في ساحات وزوايا الشوارع في جميع أنحاء العاصمة، بسبب الجفاف الشديد الذي يضرب إيطاليا.
وعادة ما تغني هذه النوافير المتدفقة باستمرار عن شراء المياه ليلا ونهارا، للمواطنين الإيطاليين والسواح على حد سواء، ولكن اعتبارا من 2 تموز (يوليو)، بدأت سلطات المدينة فى إيقاف تشغيلها للمحافظة على المياه، ومن المرجح أن تبقى النوافير جافة طوال فصل الصيف، حيث تتجه درجات الحرارة في إيطاليا إلى الإرتفاع إلى درجاتها القصوى في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس).
وقال رئيس شركة المرافق التي تدير النوافير باولو ساكاني Paolo Saccani، في رسالة موجهة إلى عمدة روما فرجينيا راجي Virginia Raggi: "نحن نعرف تماما مدى الإزعاج الذي قد يسببه ذلك، ولكن هذه التدابير هي بسبب الجفاف الاستثنائي".
وتحاول العاصمة خفض استهلاك المياه من أجل تخفيف الضغط على بحيرة براتشيانو البركانية Lake Bracciano، شمال المدينة، وهي إحدى مصادر المياه الرئيسية، وقد انخفض مستوى البحيرة لأسابيع حيث تستهلك المدينة كميات هائلة من مياهها العذبة، إلا أن هذا القرار أثار انتقادات واسعة من قبل العديد من السكان المحليين، فضلا عن مجموعات المستهلكين.
وقال كارلو رينزي Carlo Rienzi، رئيس منظمة كوداكونس Codacons، وهي منظمة لحقوق المستهلكين "ستكون هناك عواقب سلبية على الجميع"، وأضاف:"إن إغلاق النوافير سيجبر السياح والمواطنين على شراء زجاجات من المياه من الحانات والمحلات التجارية وستشهد الاسعار ارتفاعا، والنوافير تمثل 1 بالمئة فقط من مياه روما المهدورة، مقابل 50 بالمئة بسبب تسرب الأنابيب. "
وكان قم تم تركيب هذه النوافير fontanelle أو نوافير الشرب لأول مرة في العام ،1874 من أجل توفير مياه الشرب النظيفة والسهلة الوصول للإيطالين وللأسواق في الشوارع التي تبيع الفواكه والخضروات والزهور والأسماك واللحوم، ولا يزال تجار الأسواق في أماكن مثل كامبو دي فيوري Campo de’ Fiori- وهي ساحة في وسط المدينة التاريخي - يستخدمون النوافير على أساس يومي.
ويثقب كل صنبور بفتحة صغيرة، لذا عند إقفال الصنبور باليد، ونتيجة للضغط فإن تيار على شكل قوس من المياه يخرج منها، فلا يحتاج الشخص للإنحناء كثيرا لشرب المياه، كما أن المياه مجانية وباردة منعشة، وملقبة من قبل الإيطاليين "أكوا ديل سينداكو" أو مياه العمدة.
ويتم ختم معظم النوافير الحديدية الصب cast-iron بالحروف SPQR - سيناتوس بوبولوس كيو رومانوس، Senatus Populus Que Romanus أو مجلس الشيوخ وشعب روما، the Senate and the People of Rome ورمزا للمدينة القديمة.
لم يقم أسابيع من ارتفاع درجات الحرارة على غير العادة وقلة الامطار مساحات شاسعة من إيطاليا التي تعاني من الجفاف.
ويجري اتخاذ تدابير للمحافظة على المياه استجابة لظروف الجفاف المطولة وانخفاض مستويات المياه في بحيرة براتشيانو، حيث يبلغ حاليا 1.4 مليون متر مكعب فقط، كما دعت السلطات المختصة بأن يخفض سكان روما كمية المياه الصالحة للشرب المستخدمة لري الحدائق وملء أحواض السباحة وغسل السيارات، ويضخ ما يصل إلى 1800 لتر من مياه البحيرة في الثانية إلى روما، ولن تتجاوز هذه الكمية حتى شهر أيلول (سبتمبر) القادم.
ويقول المزارعون أن موجة الجفاف قد تكلفهم حتى الان أكثر من مليار يورو من خسائر في إنتاجهم هذا العام، أما الرعاة في سردينيا فيطالبون بمساعدات طارئة لانقاذ قطعانهم، بينما قد يضطر مزارعو العنب في بعض أجزاء البلاد إلى حصادها في وقت أبكر بكثير من المعتاد.
عن موقع التلغراف ووكالات