"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
إذا ما نظرنا إلى غنى بحرنا المتوسطي، واستثنينا بعض الشواطىء المصادرة لصالح الاسمنت في زمن الفوضى والحرب، وأكوام النفايات وهي تطالعنا، رائحة وأكواما عائمة في الجديدة وبرج حمود والكوستبرافا، نجد أن لبنان يمتلك ثروة لا تتمثل في جمال بحره وحسب، وإنما في ما يزخر به من تنوع حيوي، كان في السنوات القليلة الماضية يقتصر، مشاهدةً ومتابعة، على رواد البحر، أي قبل أن تغير وسائل التواصل الحديثة أنماط حياتنا، حتى صار بالامكان أن نتعرف أكثر على كائنات بحرية لم نكن حتى الأمس القريب نعلم أنها تعيش في بحرنا أو تزوره في هجراتها الموسمية.
لم نكن قبل سنوات عديدة نعلم أن بحر لبنان موطن لـ "فقمة الراهب" المهددة بالانقراض على مستوى العالم، ولم نكن نعلم أن الحوت وقرش البحر وأسماك غريبة تستعرض مهاراتها قبالة شواطئنا، وكان مثل هذا الأمر مقتصرا على دارسي البحر من خبراء وعلماء وصيادين وهواة الغطس والسباحة.
دولفين عنق الزجاجة
أما اليوم، فبات البحر أكثر قربا منا، إذ نجد من يوثق مرور هذه الكائنات ويعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشاركها في مجموعات تعنى بالبحر، بينها مجموعات تقارب كل هذه المشاهدات من خلال العلم، ونخص منها مجموعة "البحر اللبناني" Sea Lebanon ويشرف عليها الباحث والمحاضر في علوم البحار في الجامعة الأميركية – بيروت البروفسور ميشال باريش، وتساهم هذه المجموعة في بلورة مفاهيم واضحة حيال هذه الكائنات، والتوعية والتوثيق لأنواعها ما يراكم ثقافة علمية لدى المواطن والرأي العام.
ما استوقفنا يوم أمس الثلاثاء 18 تموز (يوليو) الجاري، ما عرضه المختص في مجال الإدارة والناشط والصياد ضياء قبطان، على صفحة مجموعة "البحر اللبناني" Sea Lebanon لسرب مكون من سبعة دلافين من نوع يعرف باسم "عنق الزجاجة" bottlenose dolphin، في شمال لبنان، وتحديدا قرب "دير الناطور" على بعد كيلومترين من الشاطىء.
باريش: لا أهمية له في الصيد
وأشار البروفسور باريش لـ ghadinews.net إلى أن "الاسم العلمي لهذا النوع من الدلافين هو الـTursops truncates "، لافتا إلى أنه "موجود البحر المتوسط وشائع إلى عرضي في المنطقة"، قائلا أنه "ينتشر في المياه المعتدلة والمدارية في كافة المحيطات في العالم".
وأشار باريش إلى أن "الطول الكلي يبلغ من 2.5 حتى 3.5 مترا والأقصى 4 أمتار"،
لافتا إلى أنه "ساحلي أساسا، ويشاهد بعيدا عن الشاطئ قرب المنحدرات القارية، وهو وَلُود (من الثدييات) تتفاوت جماعاته بين 7 و35 فردا، ولدى هذا النوع ميل لافتراس الحيوانات المجاورة للقاع، وفي بعض الأحيان يتابع السفن الجارفة، أو يأخذ الأسماك من الشباك المشربكة أو المبطنة".
وأكد باريش أن "لا أهمية له في الصيد، ويقع بشكل ثانوي وعرضي في الشباك المشربكة والمبطنة، والشباك الجيبية وخيوط الشراك، ويباع بصورة غير مشروعة في بعض المناطق للإستهلاك البشري".
قبطان: مخلوقات رائعة
وقال ضياء قبطان لـ ghadinews.net: "خلال جولة بحرية في منطقة الشمال، صادفنا سرب من الدلافين مكون من سبعة أفراد، فبادرنا إلى تصويرها، ولكن المهم أنه كان هناك تواصل معها، ولم تبتعد عنا، وقمنا باللهو معها بتشكيل دائرة من خلال المركب، فراحت تتقافز داخل الدائرة"، ولفت إلى أن "هذا الأمر يتطلب خبرة ودراية نظرا لما تتمتع به هذه الكائنات من ذكاء حاد".
ولفت إلى أن "الدلافين السبعة ظلت ترافقنا وتقفز طوال ثلاثين دقيقة ومن ثم غادرت إلى فضائها الرحب"، وأكد قبطان أن "الدلافين لا يمكن صيدها بمعدات الصيد المعروفة بسبب ذكائها".
ونوه إلى أنه "اليوم أصبح هناك وعي حيال هذه الكائنات، فلم تعد تتعرض للقتل كما كان الأمر قبل عشرات السنين"، لافتا إلى أن "عرض الصور يأتي في سبيل تعريف الناس على هذه المخلوقات الرائعة وحمايتها".
ملاحظة: الصور زودنا بها ضياء قبطان.
لزيارة صفحة Aqua Sport Lebanon إليكم هذا الرابط:
https://www.facebook.com/AquaSportLebanon/photos/pcb.1461154827306429/1461154683973110/?type=3&theater