خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
أصبح من الشائع شراء العبوات البلاستيكية لشرب المياه أو المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة، ولكن يعمد البعض إلى إعادة استعمالها، وقد يكون ذلك بهدف بيئي في أفضل الحالات وللتخفيف من تراكمها كنفايات ومخلفات، أو بسبب توفرها في المنزل، إلا أن الأبحاث والدراسات تدل على أن إعادة استعمال هذه العبوات يجب أن يكون خاضعا لشروط، وإلا فإن هناك خطرا على صحة الفرد، فما هي المخاطر الخافية علينا تحت أغطية هذه العبوات؟
أولا: المواد الكيميائية
تطلق هذه العبوات موادا كيميائية سامة، وخصوصا تلك التي تحمل أرقاما معينة داخل مثلثات على أسفلها، مثل PET أو PETE والرقم 1 داخل المثلث، فهذا يعني أن العبوة معدة للإستعمال لمرة واحدة، وعند تعرضها للأوكسجين أو الحرارة فهي تطلق موادا سامة نحو المياه، كما أن العبوات المزودة بالأرقام 3 و7 PVC أوPC تفرز موادا سامة قد تخترق الغذاء والمشروبات، والتعرض الطويل لها يؤدي إلى مشاكل صحية خطرة للغاية، أما العبوات المصنوعة من البولي ايثلين polyethylene (2 و 4) والبولي بروبيلين polypropylene (5 و PP) tهي مناسبة للاستخدامات المتعدد، وهي آمنة نسبيا إذا كان القصد تخزين المياه الباردة فيها فقط ولكن يجب تطهيرها بانتظام.
ثانيا: البكتيريا والنظافة
قد يصدم هذا الأمر البعض، ولكن العلماء يؤكدون أن الشرب من مياه عبوة بلاستيكية مستعملة تشبه لعق مقعد المرحاض، أو لعبة حيوانك الأليف، أو ربما أسوأ، وكثيرا ما تتجاوز كمية البكتيريا في هذه العبوات حدود السلامة، ونحن نساهم بخلق ظروف النمو المثالي للبكتيريا من خلال حملها بأيدٍ غير نظيفة، وعدم تنظيفها بما فيه الكفاية، والإحتفاظ بمياه دافئة فيها.
فما العمل في هذه الحالة؟ علينا غسل العبوات جيدا وتنظيفها بالمواد المعقمة، أو بالخل الأبيض، وحتى مع غسل العبوات بصورة دقيقة، فمن الممكن التعرض لتسمم غذائي أو حتى التهاب الكبد A، وقد أظهرت الأبحاث أن معظم البكتيريا تعيش على أعناق الزجاجة التي لا يمكن غسلها جيدا بما فيه الكفاية، خصوصا الأغطية المبرومة أو التي تنزلق، فهي تعج بالجراثيم التي تبتلع جنبا إلى جنب مع المياه، وقد تحتوي على حوالي 313،499 وحدات من البكتيريا، مقارنة بلعبة الأطفال التي تحتوي بالمعدل حوالي 2937 وحدة، كما تمت مقارنة أنواع مختلفة لأغطية العبوات ووجد أن تلك المزودة بقشة هي الأقل من ناحية عدد البكتيريا وأنواعها الضارة (المرجع*2).
ثالثا: مصدر المياه
تبادر الكثير من الشركات إلى ذكر مصادر خلابة لمياهها على الغلاف، ولكن الحقيقة فإن المياه التي تشتريها في زجاجة تكون مطابقة إلى المياه التي تحصل عليها من صنبور (حنفية) المياه في المنزل!
في الواقع، يمكنك أن ترى حتى على الزجاجة نفسها مصدر المياه الحقيقي، وعادة في نص صغير يهمله الجميع، ويجب على الشركات توضيح مصدر المياه وبهذه الطريقة فإن تكلفة المياه أقل بكثير!
والحلول المقترحة، شرب المياه من عبوات زجاجية أو مصنوعة من الستانليس ستيل بعد تنظيفها بصورة جيدة، وأن لا تكون محتوية على شقوق أو حواف حتى لا تجتمع عليها البكتيريا، وتنظيفها بمعقم يحتوي على محلول مخفف من الكلور والحصول على المياه من مصادر موثوقة وأن تفحص بشكل دوري.
ملاحظة الأرقام المذكورة حول وحدات الجراثيم هي لعبوات من المياه لدى رياضيين استخدموها لمدة أسبوع دون تنظيفها.
(المرجع*1)
https://brightside.me/wonder-curiosities/3-signs-that-you-should-never-reuse-plastic-bottles-349210/?utm_source=fb_brightside&utm_medium=fb_organic&utm_campaign=fb_gr_brightside
(المرجع*2):
http://www.treadmillreviews.net/water-bottle-germs-revealed/
(المرجع*3)
http://www.kltv.com/story/1285710/refilling-your-water-bottle-turns-it-into-a-bottle-of-bacteria