"غدي نيوز" - أنور عقل ضو
ما تزال النياص أو القنافذ تتعرض لمجازر في معظم المناطق اللبنانية، طمعا بلحمها، وسط إقبال المواطنين على شرائه من مواطنين ينصبون الشراك ليلا لهذه الحيوانات الليلية، وهي حيوانات مستوطنة وتنتمي الى بيئة لبنان، وتساهم في مساعدة المزارعين بالتخلص من الأعشاب الضارة، وتمثل القنافذ حلقة مهمة في السلسلة الغذائية والنظم الايكولوجية في لبنان، وتعرف القنافذ أيضا بأسماء عدة بحسب البلد أو المنطقة، ومنها "الشياهم" وتعرف بالانكليزية بـ Porcupine.
كما أن النياص ما تزال عرضة للقتل ليس طمعا بلحمها فحسب، وإنما من أجل تحضير بعض الأدوية الشعبية، ويبدو أن ثمة كثيرين ما زالوا أسرى هذه المعتقدات التي لا تمت إلى العلم بصلة، وهناك يظن أن عظامها تصلح لمعالجة العديد من الأمراض السرطانية وطحاله لأمراض الربو، وهذا ما يفسر التمادي في قتله في مختلف المناطق اللبنانية، ما يبقي النياص معرضة للانقراض وبشكل حاد وسريع في لبنان والمنطقة العربية.
مجزرة البرغلية
وآخر هذه المجازر رصدها قبل أيام "المرصد الأخضر" في جمعية "الجنوبيون الخضر" في بلدة البرغلية في قضاء صور، وهي تبذل جهودا يثنى عليها في رصد كل ما تتعرض له الحياة البرية، وقد وثقت حتى الآن عشرات الجرائم، طاولت طيورا وضباعا وثعالب وغيرها من اللواحم.
ولا يكتفي "الجنوبيون الخضر" برصد وتوثيق هذه الاعتداءات، وإنما باتخاذ صفة الادعاء بحق كل المخالفين والمتورطين بأعمال قتل وتعذيب الحيوانات، ولذلك جاء إطلاق تطبيق "المرصد الأخضر" كخطوة عملية من أجل الإحاطة بسائر التعديات التي تستهدف الحياة البرية.
وفي هذا السياق، أشار "الجنوبيون الخضر" إلى أن المواطن (ج. ح) من بلدة البرغلية أقدم يوم الأربعاء الماضي في 19 تموز (يوليو) الجاري على قتل أربعة نياص خلافاً لقانون الصيد البري، وعرض صورهم على صفحته في موقع "فيسبوك".
وأكدت أن "المرصد الأخضر" في الجمعية قد اتخذ الإجراءات المعتادة بحق المعتدين على الحياة البرية.
سعر النيص 150 دولار
ويهمنا كـ ghadinews.net نشر الصور لمواجهة ما يتعرض له هذا الحيوان من قتل وتنكيل وملاحقته بواسطة الكلاب، وصيده بالضرب على الرأس بعصا غليظة أو بإطلاق النار من بنادق الصيد خصوصا وأن ثمة حاجة لقوانين صارمة ومتشددة لمواجهة القتل المتعمد لهذا الحيوان طمعا بلحمه.
وبحسب ناشطين بيئيين، فإن "اصطياد كميات كبيرة من القنافذ هو بهدف بيع لحمها، خصوصا وأن القنفذ من الحيوانات العاشبة، يأكل أوراق الشجر والأعشاب والأغصان والنباتات الخضراء وفي الشتاء يتغذى على اللحاء".
ورأوا أن "ما يفسر الاقدام على صيد النياص، أن لحمها أصبح موضع طلب وإقبال كبيرين، ويصل سعر النيص الواحد إلى حدود مئة وخمسين دولارا".
مركز التعرف على الحياة البرية
من جهته، أكد رئيس "مركز التعرف على الحياة البرية" الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد لـ ghadinews.net أن "النيص كما غيره من الحيوانات ينسج المواطنون حوله الكثير من القصص لا تمت إلى العلم بصلة، كأن يرمي ويطلق ريشه على من يهاجمه كالسهام"، وأشار إلى أن "هذا الامر غير واقعي اطلاقا".
وقال أبي سعيد: "ليس صحيحا ان النيص يطلق ريشه من بعيد، وما يحصل هو ان النيص عند ملاحقته من الكلاب والحيوانات البرية المفترسة ينفش ريشه ويقف فجأة امام ملاحقيه وخصوصا كلب الصيد، فيصطدم المهاجم بمؤخرة النيص التي تحوي عشرات الريش القاسية فتنغرز فيه، ويحدث أن تتساقط أعداد من الريش يراها المواطنون نهارا ويظنون أن النيص رمى بها أعداءه، ولا سيما منها الكلاب والحيوانات المفترسة".