"غدي نيوز" – يارا المغربي

يلقي تغير المناخ بثقله وبنتائجه على مختلف دورة الحياة في العالم، على دورة الفصول، حتى بدا واضحا، ولا سيما في السنوات العشر الماضية أن الأرض تشهد تغيرات كبيرة، وكائناتها في حيرة، وثمة أمثلة لا تحصى، من الدب الذي حال دفء المناخ دون الدخول في سباته الشتوي، إلى هجرة أنواع من الكائنات إلى مناطق تلائم بيئتها، فضلا عن ازدياد مظاهر المناخ المتطرفة، جفافا وأعاصير وموجات حر غير مسبوقة.

توقع مواعيد الفيضانات

والجديد في هذا المجال، إعلان علماء مختصين بالعلوم البيئية يوم الخميس 10 آب (أغسطس) الجاري، أن "تغير المناخ غير مواعيد فيضانات الأنهار في أوروبا خلال الأعوام الخمسين الأخيرة"، وأشاروا إلى أن "تغير المناخ تسبب في تقديم موعد الفيضانات، ولا سيما في شمال شرق القارة وتأخيره في مناطق قريبة من حوض البحر الأبيض المتوسط، ويبدو أن تغير المناخ "أربك" الأنهار، ولم تعد الفيضانات تحل في مواقيتها المعروفة.

وتؤثر الفيضانات على عدد أكبر من الناس في كافة أنحاء العالم، وأكثر من أي خطر طبيعي آخر، وتقدر الأمم المتحدة أن "قيمة الأضرار التي تسببها الفيضانات قد تصل إلى 104 مليارات دولارات سنويا.

ويمكن أن يساعد توقع مواعيد الفيضانات في حماية السكان وتخطيط عملية زراعة المحاصيل والري وتوليد الكهرباء من مساقط المياه.

وقال كبير الباحثين جونتر بلويستشي من "جامعة فيينا للتكنولوجيا" خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف "تغير المناخ أثر على مواعيد الفيضانات في أوروبا. لكن ذلك تم بطرق مختلفة في عدة مناطق من أوروبا"، وفقا لوكالة "تومسون رويترز" العالمية.

الاحتباس الحراري والفيضانات

ودرس فريق بلويستشي الدولي بيانات الأنهار الأوروبية من أكثر من4200  محطة قياس من عام 1960 وحتى عام 2010، وقال إن النتائج التي نشرت في دورية "ساينس" Science الواسعة الإنتشار "تمثل أول نتائج تربط بين الاحتباس الحراري والفيضانات في قارة.

وكان أوضح دليل في شمال شرق أوروبا الذي يمتد من غرب روسيا ودول البلطيق والشمال، حيث أصبحت الثلوج تذوب في الربيع في توقيت مبكر عن السنوات السابقة، وقال الباحثون إن ذروة الفيضانات في الربيع أصبحت تحدث في كثير من الأحيان قبل موعدها بثمانية أيام مقارنة بعام 1960.

وقال بيريت أرهايمر من "المعهد السويدي للأرصاد الجوية"، وأحد المشاركين في البحث "السنوات التي تذوب فيها الثلوج في فترة متأخرة أصبحت نادرة" في المنطقة.

وعلى النقيض تحدث الفيضانات متأخرة عن موعدها ببضعة أيام حول معظم مناطق بحر الشمال ومناطق من البحر المتوسط مثل ساحل البحر الأدرياتيكي، بسبب تأخر الأمطار في الشتاء.

وعزت الدراسة، نشرت "رويترز" ملخصا عنها، بعض التغيرات إلى حدوث تحول في مسار العواصف الأطلسية، والتي يقول كثير من العلماء إنها تتأثر بعوامل مثل ذوبان الجليد في القطب الشمالي.