"غدي نيوز"
أنور عقل ضو -
للنائب نقولا فتوش وحده أن يفخر ويزهو بمقولة "بيكفي إنك لبناني"! ورب سائلٍ يسأل: لماذا؟
لا نحار جواباً، إذا علمنا أن النائب إياه، يعيش في لبنان، فلو تخيلنا مثلا أن نقولا فتوش من دولة أوروبية، لكان الآن يقبع في السجن لما ارتكب من مخالفات وجرائم بحق البيئة، أما في السياسة فهو "جوكر" يحط حيث تميل الدفة لصالح هذا الفريق السياسي أو ذاك، ليؤمن ديمومة نهش تلال وجبال ضهر البيدر، وقد قضمت كساراته مواقع كانت تنهد نحو السماء، فسوَّاها بالأرض، وشوه منطقة من أجمل مناطق لبنان.
لا ننتقد "الفتوش" دون غيره من السياسيين والزعماء، فالفساد متجذرٌ في بنية سلطة لا تمثل إلا مصالحها، وما كان لسعادة النائب أن ينعم بخيرات الذهب الأبيض (البحص) لولا غياب الدولة ومصادرتها من زعماء الطوائف، وهم يتقاسمون بالقسط والعدل خيرات لبنان، وما "الفتوش" إلا رقما في معادلة المصالح، وسيظل في منأى عن المحاسبة طالما أن سلطة الفساد متحكمة بمقدرات البلد.
لسنا لنتجنى على نائب ومسؤول، لكن نظرة واحدة إلى تلال عين دارة تكفي ليتخذ القضاء قرارا بوقف هذا التعدي على إرث طبيعي هو ملك جميع اللبنانيين وليس ملك أبناء عين دارة فحسب، وليس ثمة ما يبرر هذا التقاعس إلا وجود احتمالين لا ثالث لهما، فإما النائب فتوش باستثماراته أكبر من الدولة، وإما هناك مستفيدون من أركانها في كافة المواقع، من السياسة إلى سائر مواقع السلطات القانونية والقضائية والأمنية.
بعيدا من الكسارات، استوقفنا بالأمس موقف النائب فتوش في جلسة مجلس النواب بعيد التصويت على "مشروع القانون المتعلق بحماية الحيوانات والرفق بها"، إذ لم يلقَ المشروع اعتراضا إلا من النائب فتوش، في موقف بدا متهكما ومزايدا بأن ما يهمه ويعنيه هو الناس، وتناسى أن كساراته تلوث وتقتل الناس، وهو يعدهم بموت أشد فتكا مع مشروع بناء مجمع صناعي للإسمنت وملحقاته.
نستغرب موقف النائب فتوش، فهل ثمة عداوة بينه وبين الحيوانات البرية والأليفة؟ وهل يعاني "فوبيا" من الكلاب أو حساسية من القطط؟ أو يهاب ضبعا وذئبا؟ وهل يريد أن يبقى الحال كما هو عليه، مع ما نشهد من اعتداءات وجرائم تطاول كائنات نتقاسم معها الحياة؟
يبدو مما تقدم، أن جُلّ ما يهم النائب فتوش، إعداد مشروع قانون يعنى بحماية بالكسارات والرفق بها!