"غدي نيوز" - يارا المغربي
يتكشف يوما بعد يوم الثمن الباهظ الذي يدفعه البشر نتيجة استخدام البلاستيك، فهذه "المادة القاتلة" تنفذ إلى أجسامنا وتهدد حياة ملايين البشر عبر دخول هذه الملوثات في السلسلة الغذائية ما يؤثر على صحة الإنسان، فضلا عن أخطار كبيرة تستهدف الأحياء البحرية وتهدد النظم الإيكولوجية.
ما يسترعي الاهتمام في هذا السياق، ما أكده بحث جديد سلط الضوء على كيفية دخول المواد الاصطناعية والسامة في السلسلة الغذائية، لكن ما هو أخطر يكمن، وفقا لهذا البحث، في أن رائحة البلاستيك العائم في البحر يمكن أن تجلب الأسماك لتشابهها مع رائحة غذائها!
تراكم المواد الكيميائية البلاستيكية
وقد نشر موقع RT الروسي rt.com ملخصا عن البحث، مشيرا إلى أن "القلق يزداد بشأن تراكم البلاستيك في أنسجة الحياة البحرية، حيث يتحلل تدريجيا في البحر حتى يصبح صغيرا (ومتناهيا في الصغر) بما فيه الكفاية ليمر عبر الأمعاء في مجرى الدم وحتى الأنسجة العضلية.
وقدرت الأبحاث مؤخرا أن 6.3 مليار طنا من النفايات البلاستيكية قد تراكمت منذ 1950، عندما بدأ الإنسان استخدام البلاستيك بشكل كبير.
ووجد الباحثون من خلال الاختبارات التي قاموا بها على سمك "الأنشوجة"، السبب الرئيسي وراء جلب البلاستيك للأسماك، حيث تم اختبار استجابات الأسماك، التي تم صيدها، للرائحة الناتجة عن البلاستيك الذي ترك لمدة ثلاثة أسابيع في البحر، ومقارنته بـ"البلاستيك النظيف".
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة "هي أول دليل سلوكي على أن النفايات البلاستيكية قد تكون جذابة للأسماك"، حيث تبين خلال التجربة، أن رد فعلها على محلول الرائحة، كان مشابها له تجاه الغذاء الحقيقي.
وأضاف فريق البحث من "جامعة كاليفورنيا" في مدينة دافيس وAquarium of the Bay في سان فرانسيسكو، أن الرائحة لا تنبعث من البلاستيك نفسه بل من كائنات بحرية دقيقة مثل الطحالب تستوطن جزئيات البلاستيك، حيث أن تراكم المواد الكيميائية البلاستيكية قد استخدمت من قبل بعض الأسماك والطيور البحرية والسلاحف للعثور على الغذاء.
المزيد من البحوث
وبالإضافة إلى ذلك، يشير الباحثون إلى أن الجزئيات البلاستيكية تملك "إشارات بصرية مثل اللون والشكل، ما يجعلها تشبه فرائس الأسماك، وهو ما قد يكون السبب في التهام بعض أنواع الأسماك لأجزاء البلاستيك".
ومن المعروف أن البلاستيك ينتشر في أجزاء واسعة من البحار والمحيطات، وتلتهم أنواع كثيرة من الأسماك هذا المواد، وهو ما يمكن أن يتسبب في نفوقها، كما قد يؤدي إلى وصول مواد سامة إلى السلسلة الغذائية للإنسان.
وشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من البحوث بشأن الآثار السلبية للبلاستيك على السلسلة الغذائية البحرية.
وقال البروفسور ريتشارد تومبسون، عالم الأحياء البحرية بجامعة بليموث، الذى درس التلوث البلاستيكي للبحر، إنه تم العثور على حوالي 700 نوع من الحياة البحرية في اتصال مع البلاستيك.
وأضاف قائلا: "أعتقد أن هذا يدل على انتشار النفايات البلاستيكية، وكثرة اتصال الأنواع البحرية معها يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة وفي بعض الحالات إلى الموت"، وفق ما ذكرت الـ "إندبندنت".