"غدي نيوز" – ترجمة سوزان أبو سعيد ضو
"ليس التلوث حكرا على بلد بعينه، بل أن ثمة مناطق في العالم تعاني من التلوث بلون أزرق ساطع" هذا ما أوردته رئيسة "خلية نافي مومباي لحماية الحيوانات the Navi Mumbai Animal Protection Cell والناشطة البيئية الهندية آراتي شاوهان Arati Chauhanعلى موقع التواصل الإجتماعي Facebook، ونقلا عن موقع AOL الإخباري، بأن الكلاب الضالة التي تشرب وتسبح في نهر كاسادي Kasadi river تحول لون فرائها للأزرق الساطع، وأصيبت بالتهابات في عيونها، بسبب التلوث الكيميائي الذي يتعرض له النهر نتيجة تسرب المواد الكيميائية غير المعالجة من المصانع إليه، ومثل هذا التلوث يطاول الناس أيضا، ولا تعرف إلى الآن آثاره البعيدة على القاطنين في محيط النهر.
ووفقا لشاوهان، فإن هذه المياه لا تحول فراء هذه الحيوانات للون الأزرق فحسب، بل تتسبب بأمراض أيضا، وقالت: "الأمر صادم للغاية، فقد شاهدنا حوالي خمسة كلاب باللون الأزرق الساطع، وتواصلنا مع لجنة مهاراشتا لمكافحة التلوث Maharashtra Pollution Control Board (MPCB) في المدينة لإجراء اللازم حيال هذه الصناعات الملوثة".
تؤثر على البشر
وهناك أكثر من 970 وحدة صناعية تعمل في المنطقة الصناعية في تالوجا القريبة من النهر، وقال الناشطون المحليون أن النفايات الكيميائية يتم رميها في مجرى النهر دون معالجة ما يؤدي إلى التلوث، ويؤكد آخرون آخرون أنهم وجدوا ما يشبه طلاء بلون أزرق على كلاب ضالة، وصورها ناشطون مؤخرا في تالوجا، ويرجع السبب إلى وجود وحدة صناعية للأصباغ الكيميائية في المنطقة المجاورة.
وقالت شاوهان على صفحتها على موقع "فيسبوك": "الملوثات الناتجة عن المنطقة الصناعية في تالوجا لا تدمر المسطحات المائية التي تؤثر على البشر هناك فحسب، ولكنها تؤثر على الحيوانات والطيور والزواحف أيضا، فالصباغ الأزرق يدخل المسطحات المائية، وقد شاركنا الصور التي التقطها الناشط ديباك غارات للكلاب من المنطقة الصناعية".
وأضافت: "الرسالة الأولى على صفحات التواصل الإجتماعي انتشرت بصورة سريعة ووصلت إلى كافة أنحاء العالم"، وقالت: "الصباغ أزاله المطر عن الفراء، ولكن عيون هذه الكلاب كانت ملتهبة، وقد أرسل تنبيه للمصنع بوضع فلاتر وشباك خاصة، وقد تحصل هذه الكلاب على الطعام إلا أن عطشها لا يطفئه إلا هذه المياه الملوثة، وقد طلبنا من العاملين وضع أواني مياه نظيفة، ولكن المشكلة تتعدى الحيوانات الأليفة، للأسف فإن العاملين يعانون من التهابات في عيونهم، واستهلاك المياه الملوثة وتعرض العاملين لها والحيوانات الأليفة يؤدي إلى السرطان، الكبد، تلف الكلى، تهيج الجلد، الطفح الجلدي، وإذا وصل إلى العيون قد يؤدي إلى العمى".
تلوث كيميائي
وأكدت شاهوان أن "الناشطين يحاولون جاهدين لفت النظر إلى كيفية تدمير نهر كاسادي من قبل الحزام الصناعي".
وأشارت شاوهان إلى أنه " يخشى على أرض المستنقعات أن نخسرها بأكملها باسم التنمية، فالأراضي تؤخذ من الفلاحين مقابل وظيفة مضمونة، أما أولئك الذين لا يزالون يمارسون أعمالهم التقليدية فعليهم التقدم بشكاوى خصوصا لجهة التلوث الذي تعاني منه أراضيهم".
وقال الناشطة البيئية من مدينة مومباي سُميرة عبد العلي: "التلوث الكيميائي يحدث في مناطق مومباي، نافي مومباي وريجاد، ولا بد من إجراء دراسة متعمقة في هذا الشأن".
كما اشتكى الصيادون المحليون فى السنوات السابقة لحكومة الولاية من العثور على عدد كبير من الاسماك نافقة وتطفو على مياه النهر بسبب التلوث وانخفاض محتوى الاوكسجين، وحاليا تحاول السلطات المختصة دراسة الأمر، خصوصا وأن التلوث في نهر كاسادي يفوق 13 مرة النسبة المسموح بها.
المصادر: AOL،The Indian Times ،HindustanTimes،
Facebook.