"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو

       أشارت دراسة حديثة إلى أن حقنا من فيتامين "سي" C قد يكون وسيلة ناجعة للمساعدة في مكافحة سرطان الدم، وبينت التجارب على الفئران أن هذا النوع من المغذيات يساعد على إنتقائية الخلايا الخارجة عن السيطرة والتي تساهم في تطور المرض لتتوقف عن الإنقسام والموت.

       وغالبا  ما تنطوي بعض سرطانات الدم، بما في ذلك سرطان الدم الحاد Acute Leukemia والمزمن Chronic Leukemia على الطفرات التي تؤثر على جين يسمى TET2، وعادة ما يساعد هذا الجين على ضمان أن نوعا من الخلايا الجذعية ينضج بشكل صحيح لتكوين خلايا الدم البيضاء، ومن ثم تموت في نهاية المطاف، ولكن عندما يتحور TET2 جينيا، يمكن أن تبدأ هذه الخلايا بالإنقسام بصورة لا يمكن السيطرة عليها، ما يؤدي إلى السرطان، وترتبط الطفرات في TET2 بحوالي 42،500 سرطان في الولايات المتحدة سنويا.

       وقام الباحثان لويزا سيمينو Luisa Cimmino وبنجامين نيل Benjamin Neel من كلية الطب بجامعة نيويورك NYU School of Medicine وزملاؤهما بهندسة الفئران وراثيا ليكون لديها وظيفة TET2 متغيرة، ووجد الباحثون أن تخفيض 50 بالمئة في نشاط TET2 يمكن أن يكون كافيا لإحداث السرطان، ولكن نشاط TET2 يجب أن يظل منخفضا إذا استمر المرض في النمو، تقول سيمينو: "إذا استطعنا استعادة TET2 وراثيا، فإنه يحول دون تكاثر غير صحي ويقتل الخلايا السرطانية".

بعد ذلك، تحول الفريق إلى فيتامين C، لأنه من المعروف أن له تأثيرا على الخلايا الجذعية الجنينية، حيث يمكن تنشيط TET2 ويساعد على الحفاظ على تكاثر وموت الخلايا ضمن المعدلات الطبيعية.

البرتقال ليس كافيا

       قام الفريق بحقن الفئران الذين يعانون من انخفاض كبير في نشاط TET2 بجرعات عالية للغاية من فيتامين C كل يوم لمدة 24 أسبوعا، ولاحظوا أن تطور سرطان الدم، قد تباطأ، وبحلول نهاية هذه الفترة، وجد أن مجموعة المراقبة التي لم تحصل على الحقن لديها ثلاثة أضعاف عدد خلايا الدم البيضاء، وهي إشارة إلى ما قبل سرطان الدم pre-leukaemia.

       وعندما عرض الفريق البحثي خلايا اللوكيميا البشرية في طبق مخبري لعلاج بأدوية كيميائية كابحة للسرطان، وجدوا أنهم حصلوا على نتائج أفضل عندما أضافوا الفيتامين C.

       ويأمل الأستاذ في قسم الطب ومدير مركز سرطان بيرلموتر the Perlmutter Cancer Center بنجامين نيل أن يتم في نهاية المطاف دمج جرعات عالية من فيتامين C في علاجات السرطان، وغالبا ما يعاني الأشخاص بسرطان الدم النخاعي الحاد acute myeloid leukemia في سن متقدمة، ويمكن أن يموتوا نتيجة العلاج الكيميائي، وقد يوفر فيتامين C  في تركيبة أدوية السرطان نهجا بديلا.

       وقال نيل:"نحن متحمسون من احتمال أن جرعة عالية من فيتامين C قد تصبح علاج آمن لأمراض الدم الناجمة عن نقص TET2 في الخلايا الجذعية المتسببة بسرطان الدم TET2-deficient leukemia stem cells، وعلى الأرجح استعماله في تركيبة مع العلاجات المستهدفة الأخرى للسرطان"

       ولكن أشار العلماء أنه "من غير المحتمل أن يمنع تناول كميات كبيرة من فيتامين C من الإصابة بالسرطان"، وفقا لنيل، وأضاف: "أعطيت الفئران 100 ملليغرام من فيتامين C في كل حقنة، أي ما يعادل حوالي برتقالتين"، ولكن الشخص العادي يزن حوالي 3000 ضعف وزن الفأرة، ويتوقف الجسم عن امتصاص هذا الفيتامين بعد حوالي 500 ملليغرام، فإن أي علاجات تحتاج إلى تزويد فيتامين C عن طريق الوريد، وأشار نيل إلى أنه "لا يمكنك الحصول على مستويات مناسبة لتحقيق الآثار في هذه الدراسة عن طريق تناول البرتقال".

لقراءة الدراسة الأصلية، تابع الرابط التالي:

http://www.cell.com/cell/abstract/S0092-8674(17)30868-1