"غدي نيوز" – قسم العلوم والتكنولوجيا

تستخدم عناكب البحر sea spiders طريقة لم تكن معروفة من قبل لنقل الأوكسجين في أجسادها، وهي أمعاؤها.

هذه الحيوانات ليست عناكب حقيقية، وإنما هي فئة من المفصليات البحرية المعروفة باسم عناكب البحر أو "بيكنوغونيدز" pycnogonids، وهي تمتلك قلبا، وأمعاء متفرعة تملأ معظم الجسد والسيقان، وتمتص الأوكسجين من خلال هياكلها الخارجية.

كما أن هناك حوالي 1000 نوع من عناكب البحر في مختلف أنحاء العالم، متعددة الأحجام.

دراسة جديدة

وقال الخبير في البيئة البحريةmarine ecologist  في "جامعة هاواي" the University of Hawaii في مانوا Manoa، نقلا عن موقع "تيتشر" Nature "كل ما تقوم به هذه العناكب من خلال أرجلها ففيها تقع أجهزتها التناسلية، وتخزن الأنثى بيوضها فيها أيضا".

وتحصل عناكب البحر على الأوكسجين عن طريق توزيع المياه على هيكلها الخارجي الرقيق، الذي يسهل دخوله، وأضاف موران، المؤلف المشارك في دراسة جديدة عن العناكب البحرية: "ليس لديها أية هياكل متخصصة لتبادل الغازات، فلدينا الرئتين، الأسماك لديها خياشيم، عناكب البحر ليس لديها أي شيء إلا مساحة سطح كبيرة للهيكل الخارجي".

ومثل معظم مفصليات الأرجل، فإن لدى عناكب البحر قلوب، تمتد إلى أسفل أرجلها، إلا أنها ضعيفة للغاية، لا تستطيع حمل الأوكسجين والدم من أطراف الأرجل الشبيهة برأس قلم الرصاص إلى الجسم، لذا تساءل العلماء: هل تتنفس هذه المخلوقات من خلال أرجلها؟!

حركة الأمعاء تشبه "الأمواج"

وتشير الأبحاث الجديدة إلى أنها تقوم بذلك. وتفيد الدراسة التي نشرت في 10 تموز (يوليو) في مجلة Current Biology العلمية أن أمعاءها، التي تمتد إلى أسفل أرجلها، تتقلص بانتظام لنقل الأوكسجين خلال أجسادها.

وقد جمع العلماء عينات حية من 12 نوعا من العنكبوت البحري من القارة القطبية الجنوبية والساحل الغربى الاميركي، وبعد استعمال نوع من الصباغ وتعقب حركة الدماء في عناكب البحر، وجدوا أن حركة الأمعاء تشبه "الأمواج" وتضخ ليس الطعام فحسب، بل الأوكسجين أيضا.

وقال عالم بيئة اللافقاريات invertebrate ecologist في "متحف أونتاريو الملكي" the Royal Ontario Museum في تورونتو الدكتور سيباستيان كفيست Sebastian Kvist، الذي لم يشارك في هذه الدراسة "إنه أمر رائع، يمكن لهذه الكائنات تبادل الغازات بكفاءة أكبر بهذه الطريقة"، وأضاف "أشعر بالفضول لأعرف ما هي الحيوانات البحرية الأخرى التي تفعل هذا الأمر ولا زلنا لم نتعرف إليها".

خلاصة

هذا ما خلصت إليه الدراسة، وبحسب المصدر عينه، فقد شاهد آرت وودز - من جامعة مونتانا في ميسولا - وزملاؤه، عملية التنفس في 12 نوعا من عناكب البحر (من بينها Colossendeis australis، باستخدام أجهزة رسم الأثر والمجاهر.

ووجد الباحثون أن جميعها استخدم التمدد والانقباض المنتظمين للأمعاء لتوزيع سائل يشبه الدم، يسمى اللمف الدموي، يستخدمه العديد من المفصليات لنقل الأوكسجين إلى الأنسجة.

وعلى الرغم من أن عناكب البحر لديها قلوب، فإنها تحرك اللمف الدموي فقط في جذوع المخلوقات وأعالي سيقانها. بينما تحمله حركات الأمعاء إلى جميع أنحاء الجسم.

وخلصت الدراسة إلى أن سيقان عناكب البحر تعمل على إدخال الأوكسجين إلى الجسم - كما تفعل الخياشيم في المفصليات الأخرى - وأن الأمعاء تؤدي معظم وظائف القلب.