"غدي نيوز"
يتباهى عدد كبير من الأشخاص في دول عربية باقتناء أنواع مختلفة من الحيوانات المفترسة في منازلهم دون الاكتراث لخطورتها عليهم، في ظل غياب قوانين واضحة تحظر امتلاكها وتمنع تربيتها في المنازل.
ونقل موقع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية عن نائب مدير صندوق حماية الفهود في ناميبيا باتريسيا تريكوراك، أنه يوجد في الكويت أكثر من 500 فهد، تم تهريبها بطريقة غير قانونية من إثيوبيا والصومال وشمال كينيا، تم شراؤها من سوق سوداء كبيرة تحتوي على مجموعة من الحيوانات النادرة، بعضها معرض للانقراض.
ووفقاً لتقديرات تريكوراك، التي أجرت تحقيقات مكثفة عن تهريب الفهود الى شبه الجزيرة العربية، فإن 300 فهد صغير ترسل بشكل غير قانوني سنوياً من إثيوبيا والصومال وشمال كينيا عبر اليمن قبل التوجه إلى الكويت أو دول خليجية أخرى.
وأشارت "جمعية المحافظة على الحياة البرية" (WCS) إلى انه لا يزال هناك أقل من 7100 فهد في البرية وأن الأنواع مهددة بالانقراض.
ومن بين مقتني الفهود الكويتية شهد الجابر (32 عاماً)، الموظفة في مطار الكويت الدولي، التي يتابعها أكثر من 15 ألفاً على موقع "إنستغرام"، والتي اشترت فهدين صغيرين من خلال شبكة غير مشروعة هرّبتهما من أفريقيا في نيسان (أبريل) من العام 2013 وشباط (فبراير) 2014، مقابل 3000 دولار لكل واحد منهما.
وأوضحت الجابر انها أدخلت تلك الفهود بسهولة عبر المطار لانها تعمل فيه. مضيفة انه "يكفي أن اذكر للموظف المسؤول عن تسجيل الأمتعة أنها قطط، وان ادفع بعض المال لأشخاص أعرف انهم مستعدون لقبول الرشوة... أعطيهم ما بين 500 و1000 دينار كويتي للسماح للحيوانات المهربة بالدخول الى البلاد".
وأوضح رجل آخر من محبي اقتاء ذلك النوع الحيوانات يقطن في حي الفروانية القريب من مطار الكويت انه اشترى فهوده من الصومال، وعاد معها على متن طائرة إلى اليمن ثم إلى الكويت عبر السعودية، لافتاً إلى ان الرقابة الامنية والجمركية في الصومال واليمن ضعيفة نظراً للحرب.
وأوضحت شريفة السالم من "الهيئة العامة للبيئة" في الكويت، التي تعمل في قسم المحافظة على التنوع البيولوجي انها تتولى مسؤولية تنفيذ معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض في الكويت.
وقالت السالم إن الهيئة اقترحت إصدار قوانين أكثر صرامة في شأن امتلاك الحيوانات البرية في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي من دون توضيح بنود مشروع القانون. لكن لم يوافق البرلمان الكويتي على مشروع القانون بعد.
وفي نهاية العام 2014، تهجم أسد يملكه أحد أشهر مالكي الحيوانات على خادمتهم من الجنسية الفيليبينية وتوفيت متأثرة بجراحها بعد بضعة أيام، وأثارت وفاتها غضباً واسعاً في الكويت.
وقال صديق لصاحب عمل الخادمة ويدعى محمد، أنه أخفى الأسد في منزله بعد وقوع الحادث، وضغطت السلطات على شقيقه وأبيه لتسليم الأسد.
ولفت محمد إلى انه أخذ الأسد من منزل صديقه وأطلق النار عليه في الصحراء لأنه "كان يخشى من توريط نفسه بإعطاء الأسد إلى السلطات ودفع غرامات مالية كبيرة".
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة "بورن فري" الاميركية، قُتل 75 شخصاً بعد هجوم أحد تلك الحيوانات عليهم، بينهم 21 من فئة "القطط الكبيرة" التي تضم الأسد، النمر، اليغور أو الفهد، وفق ما ذكرت "الحياة" اللندنية.