"غدي نيوز" – قسم العلوم والتكنولوجيا

أشارت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية إلى أن العلماء وخبراء الفضاء، بدأوا العمل على تطوير طريقة لتحويل فضلات ومخلفات رواد الفضاء - بما في ذلك غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عملية الزفير - إلى مواد بلاستيكية لصنع المعدات في الفضاء.

ولا تعد فكرة استخدام الفضلات البشرية في الفضاء جديدة، حيث يشرب رواد المحطة الفضائية الدولية المياه المعاد تدويرها من عرقهم وبولهم.

ويعتمد النظام المطور حديثا على سلالات محددة من الخميرة، التي تستخدم اليوريا (مركب عضوي في البول)، وثاني أوكسيد الكربون الناتج عن عملية الزفير، لإنتاج بوليمرات البوليستر، التي يمكن استخدامها في طابعة ثلاثية الأبعاد لصنع أجزاء بلاستيكية جديدة، في حين يمكن لسلالات أخرى إنتاج المواد الدهنية الأساسية "أوميغا 3" اللازمة لرواد الفضاء.

البوليستر والمواد المغذية

وأشارت الصحيفة الثلاثاء 22 آب (أغسطس) إلى أن "يمكن أن تؤدي هذه الأبحاث إلى القيام برحلات فضائية بعيد في الفضاء وطويلة الأمد، وكذلك إتمام رحلة المريخ في المستقبل.

وستُعرض نتائج الدراسة في الاجتماع الوطني الـ 254، ومعرض الجمعية الكيميائية الملكية (ACS)، أكبر وأهم مجتمع علمي على مستوى العالم.

وأوضح قائد الدراسة والباحث في "جامعة كلمسون" Clemson University في ولاية كارولينا الجنوبية الدكتور مارك بلينر Mark Blenner، أن الرواد غير قادرين على نقل العديد من القطع والأدوات اللازمة إلى الفضاء، لأن كل أوقية إضافية ترفع من تكلفة الوقود اللازم لاجتياز جاذبية الأرض.

وقال الدكتور بلينر: "إذا كان رواد الفضاء سيسافرون في رحلات تستغرق عدة سنوات، سنحتاج إلى إيجاد طريقة من أجل إعادة تدوير واستخدام فضلاتهم"، وفقا لما نقلته أيضا RT عن الصحيفة عينها.

ويعمل بلينر مع فريق البحث على إيجاد طريقة تسمح بتحويل جزيئات المخلفات البشرية إلى منتجات يحتاجها رواد الفضاء، مثل البوليستر والمواد المغذية.

وعلى سبيل المثال، تتمتع بعض المواد الغذائية الأساسية، مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، بفترة صلاحية تستمر عامين فقط، وفقا للدكتور بلينر.

إنتاج الأحماض الدهنية

ويشمل نظام الدكتور بلينر مجموعة متنوعة من سلالات الخميرة، التي تتطلب النيتروجين والكربون من أجل النمو، وبالفعل، فقد وجد الفريق أن هذا الأمر متوفر في مركب اليوريا بالبول غير المعالج.

وتحتاج الخميرة إلى الكربون المستخرج من ثاني أوكسيد الكربون، الناتج عن زفير رواد الفضاء، أو من الغلاف الجوي للمريخ.

ومع ذلك، فإن استخدام ثاني أوكسيد الكربون CO2 يتطلب وجود وسيط، يعمل على تحويله من أجل استيعابه من قبل الخميرة، وذلك بالاعتماد على البكتيريا الزرقاء التي يقدمها العلماء.

وتمكن الباحثون من إنتاج الأحماض الدهنية أوميغا 3، من إحدى السلالات المطورة، وهي مواد غذائية يحتاجها الجسم للحفاظ على صحة القلب والعين والدماغ.

ويواصل فريق الدكتور بلينر عملية تطوير سلالة الخميرة، لإنتاج مجموعة من جزيئات المونومر المختلفة، التي يمكن ربطها بالبوليمر لإنتاج أنواع مختلفة من البوليستر بخصائص متنوعة.