"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
أشار العلماء على متن سفينة الأبحاث الفرنسية "تارا" Tara إلى أنهم أصيبوا بالصدمة والدهشة بعد أن رصدوا حجم تبيُّض (أو ابيضاض) الشعاب المرجانية Coral bleaching عبر المحيط الهادئ، والناجم عن التلوث الشديد وتفاقم ظاهرة الاحترار، وذلك في منتصف رحلتهم حول العالم المستمرة منذ نحو عامين، بعد أن درسوا لأكثر من عقد من الزمن آثار تغير المناخ على المحيط.
وكتبت ناديا دالي Nadia Daly على الموقع الرسمي لـ "هيئة الإذاعة الأسترالية" Australian Broadcasting Corporation المعروفة اختصارا بـ "أيه بي سي" abc.net.au أن السفينة "تارا" تبحر حول العالم، من أجل دراسة آثار تغير المناخ على المحيط الهادئ، وأشارت إلى أن "هذه البعثة الحالية سوف تعبر 11 منطقة زمنية على امتداد 100 ألف كيلومتر من القارة الأوروبية إلى آسيا ثم تعود ثانية".
جمع المعلومات والبيانات وتحليلها
وتتسم هذه الرحلة بأهمية استثنائية، خصوصا وأن البعثة تنجز أكبر دراسة من نوعها في العالم حول "الشعاب المرجانية"، وستركز بشكل أساس على رصد ومعرفة قدرة هذه الشعاب في المحيط الهادئ على مواجهة تغير المناخ.
وبحسب الـ abc.net.au توقفت السفينة الفرنسية "تارا" Tara في سيدني مطلع الأسبوع الجاري.
وقال القبطان نيكولاس دي لا بروس Nicolas De La Brosse إن مدى الضرر مثير للقلق بالفعل وأكثر مما كنا نتوقع، مشيرا إلى "اننا رصدنا تبيّضا شديدا للشعاب المرجانية"، وبدت هذه الظاهرة خطيرة وكبيرة، إذ أشار دي لا بروس أن التبيض رصد "في مناطق بعيدة جدا عن البلدان المتقدمة والتلوث الشديد"، مؤكدا أنهم يناضلون "من أجل العثور على أي حياة مرجانية".
وأكد دي لا بروس أن "ليس ثمة أي مكان في العالم بمأمن من زيادة دردة حرارة الأرض"، مشيرا إلى "اننا لا نزال في طور مرحلة جمع المعلومات والبيانات وتحليلها"، لافتا إلى أن "النتائج النهائية سوف تصدر بحلول نهاية عام 2019" على أبعد تقدير.
الحاجز المرجاني العظيم
وأشارت "هيئة الإذاعة الأسترالية" إلى أن السفينة "تارا" Tara ليست مختبرا علميا عائما، بل هي عبارة عن "منزل" مؤقت يتسع لعدد 16 شخصا، من بينهم مهندسون وعلماء وبحارة وطاقم السفينة.
وبعد توقفها في سيدني، ستبحر السفينة شمالا لدراسة مدى تكيف المرجان في "الحاجز المرجاني العظيم" Great Barrier Reef بالقرب من ولاية كوينزلاند في أستراليا مع تغير المناخ.
وينجم تبّيض المرجان عندما تتعرض الشعاب المرجانية إلى مؤثرات وعوامل خارجية عدة، أخطرها التلوث الشديد وتغير المناخ، وفي معظم الأحيان تطرد الطحالب وحيدة الخلية التي تعيش معها حياة تكافلية، وهي ضرورية لحياتها مما يؤدي إلى إجهاد المرجان وفقدان الصبغة وابيضاضها.
للاطلاع على الدراسة بنصها الأصلي عن "هيئة الإذاعة الأسترالية" إليكم هذا الرابط: http://www.abc.net.au/news/2017-08-19/researchers-shocked-by-coral-bleaching-in-pacific/8822126